"المستقبل" تطوي صفحتها الأخيرة

توقف صحيفة "المستقبل" عن الصدور يأتي ضمن أزمات تعاني منها الصحف الورقية اللبنانية أهمها الأزمة المالية الخانقة بعد عجز وزارة الإعلام عن الوصول إلى آلية واضحة للدعم.
الجمعة 2019/02/01
النسخة الأخيرة

بيروت- أصدرت صحيفة “المستقبل” اللبنانية الخميس عددها الورقي الأخير خاليا من الأخبار، ومليئا بالذكريات وكلمات الوداع.

وقالت إدارة الجريدة، في بيان قبل أيام، إنه “أمام التحولات التي تشهدها الصناعة الصحافية في لبنان والعالم، والتراجع المتواصل الذي تشهده السوق المحلية في المبيعات والمداخيل الإعلانية، قررت إدارة جريدة المستقبل وقف إصدار النسخة الورقية من الجريدة، بدءا من 1 فبراير 2019، والتحول إلى جريدة رقمية بالكامل”.

ونشرت الصحيفة في عددها الأخير أبرز أغلفتها وصفحاتها الأولى القديمة، وبينها تغطية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وما تلاه.

 وكتبت على صفحتها الأولى مقالا وداعيا عن عملها على مدى 20 عاما، بعنوان “20 عاما.. وما خلصت الحكاية”. وأعلنت أن الانطلاقة الرقمية لها ستتجدد في 14 فبراير الجاري بإدارة الصحافي جورج بكاسيني، وهو ذكرى يوم اغتيال الحريري عام 2005.

وطبقا للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أصدرت الصحيفة على مدى 20 عاما 6585 عددا ورقيا، كان آخرها يوم 31 يناير الجاري. و“المستقبل” هي صحيفة لبنانية أسسها عام 1999 رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير وسط العاصمة بيروت يوم 14 فبراير 2005.

وتعود ملكية الصحيفة حاليا إلى نجله سعد الحريري، زعيم تيار “المستقبل” السني، الذي كان يمول أيضا موقع “14 آذار”. وعانت “المستقبل” من أزمة مالية كبيرة منذ عام 2008، لكنها حاولت الصمود، قبل اتخاذ القرار النهائي بإقفالها.

ومنذ 2011 اتخذت إدارة الصحيفة قرارات بتخفيض عدد الموظفين، لكنها لم تعط نتيجة. وتقول إدارة الصحيفة إن الموظفين سيحصلون على حقوقهم كاملة، إضافة إلى تعويضات. ويأتي إقفال “المستقبل” ضمن أزمات تعاني منها الصحف الورقية اللبنانية. وفي الأشهر الأخيرة توقفت عن الصدور صحيفتا “صدى البلد” و“الأنوار”، في حين توقفت صحيفة “السفير” العريقة (أقرب إلى 8 آذار) عن الصدور قبل نحو سنتين.

وتعاني صحف ووسائل إعلامية لبنانية من أزمة مالية خانقة تهددها بالإقفال، وأبرزها صحيفة “النهار” الشهيرة. وحاولت وزارة الإعلام اللبنانية دعم الصحف الورقية، لكنها لم تصل إلى آلية واضحة للدعم.

18