المستثمرون يستعدون للمزيد من فوضى التقلبات المعاكسة

التداعيات أدت إلى احتدام اتجاهات الأسهم والسندات التي ظلت قائمة طوال العام مما أدى إلى انخفاض أسعار فئتي الأصول.
الاثنين 2022/09/26
لا أمل لكم سوى الترقب

نيويورك / لندن - يستعد المستثمرون حول العالم للمزيد من الفوضى في الأسواق بعد أسبوع حافل بالتقلبات عصف بأسعار الأصول، وسط تصعيد البنوك المركزية والحكومات من معركتها ضد التضخم.

ولاحت مؤشرات على الأوقات العصيبة في كل مكان. ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي، بينما تدخلت اليابان لدعم الين للمرة الأولى منذ عام 1998.

وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته منذ 37 عاما مقابل الدولار بعد أن أطلق وزير المالية البريطاني الجديد كواسي كوارتنغ تخفيضات ضريبية تاريخية وزيادات ضخمة في الاقتراض.

ويقول مايك كيلي خبير الأصول في باينبريدج إنفستمنتس في الولايات المتحدة لوكالة رويترز إنه "من الصعب معرفة ما الذي سيحدث وأين ومتى، قبل ذلك كان التفكير منصبا على أن الركود سيكون قصيرا وطفيفا".

وأضاف "الآن نحينا هذا جانبا، وأصبح تفكيرنا ينصب على العواقب غير المقصودة التي تصاحب سياسات نقدية أكثر تشددا".

وهوت الأسهم في كل مكان. وتراجعت مؤشرات داو جونز وستاندرد اند بورز 500 وناسداك في سوق هابطة، كما انخفضت السندات إلى أدنى مستوى منذ سنوات إذ يعيد المستثمرون موازنة محافظهم وسط استمرار التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

وفوق كل هذا، كان الدولار الأميركي يحلق عاليا إذ قفز إلى أعلى مستوى في 20 عاما مقابل سلة من العملات، مدعوما بعوامل من بينها بحث المستثمرين عن ملاذ وسط التقلبات الحادة في الأسواق.

وقال ديفيد كوتوك، رئيس مجلس الإدارة وكبير مسؤولي الاستثمار في كمبرلاند أدفايزورز إن "أسعار صرف العملات أصبحت حاليا حادة في تحركاتها".

وأضاف "عندما تنشغل الحكومات والبنوك المركزية بمهمة تحديد أسعار الفائدة، فهي تنقل التقلبات إلى أسواق الصرف".

وحاليا، تجتذب عمليات البيع في شتي فئات الأصول القليل من صائدي الصفقات. وفي الواقع، يعتقد الكثيرون أن الأمور ستزداد سوءا لأن السياسة النقدية الأكثر تشديدا حول العالم تزيد من احتمالات حدوث ركود عالمي.

وقال روس كويستريتش المشرف على صندوق غلوبال ألوكيشن التابع لشركة بلاك روك، وهي أكبر مدير للأصول في العالم، "سنظل حذرين"، مشيرا إلى أنه يتوخى الحذر بشأن السندات.

وأضاف "أعتقد أن هناك الكثير من عدم اليقين بشأن السرعة التي سينخفض بها التضخم، وهناك الكثير من عدم اليقين بشأن ما إذا كان مجلس الاحتياطي الاتحادي سيمضي في حملة محمومة للتشديد النقدي كما أشار مؤخرا".

وأدت تداعيات الأسبوع المحموم إلى احتدام اتجاهات الأسهم والسندات التي ظلت قائمة طوال العام، مما أدى إلى انخفاض أسعار فئتي الأصول. إلا أن غموض التوقعات يعني أنها لا تزال غير رخيصة بما يكفي لبعض المستثمرين.

وقال جيك جولي، كبير محللي الاستثمار في بي.إن.واي ميلون، الذي كان يعزز مخصصاته للسندات السيادية قصيرة الأجل "نعتقد أن وقت المراهنة على ارتفاع الأسهم لم يحن بعد حتى نرى مؤشرات على أن السوق قد بلغت القاع".

وأضاف "السوق تقترب أكثر من وضع هذا الركود المتوقع على نطاق واسع في الحسبان ولكن لم يتم ذلك بالكامل بعد".

◙ معاودة البنوك المركزية تشديد السياسات تعني أن الاقتصاد العالمي سيكون أضعف بحلول منتصف العام المقبل

وارتفعت عوائد السندات، التي تتحرك عكسيا مع الأسعار، في جميع أنحاء العالم، ففي الولايات المتحدة وصلت السندات لأجل عشر سنوات إلى ذروتها في أكثر من 12 عاما.

كما ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل عامين فوق اثنين في المئة للمرة الأولى منذ أواخر عام 2008.

ووفقا لبيانات رفينيتيف قفزت سندات الخزانة البريطانية لأجل خمس سنوات بمقدار 50 نقطة أساس وهي أكبر قفزة في يوم واحد منذ أواخر عام 1991 على الأقل.

وقال ماثيو نيست الخبير في ستيت ستريت غلوبال أدفايزورز، الذي يعتقد أن عوائد السندات ارتفعت إلى درجة أنها بدأت تبدو "جذابة للغاية" إلى حد أنه "في مرحلة ما، ستتحول المخاوف من التضخم إلى النمو".

ويخشى المستثمرون من أن الأمور ستزداد سوءا قبل أن تتحسن.

وقال مايك ريدل مدير محفظة الدخل الثابت في شركة أليانز غلوبال إنفستورز في لندن إن "السؤال الآن ليس ما إذا كنا سندخل في ركود، وإنما مدى عمق هذا الركود، ومدى احتمالية أن نواجه أزمة مالية بصورة ما وصدمة سيولة عالمية كبيرة".

ونظرا إلى أن السياسة النقدية تميل إلى التأني، فإن تقديرات ريدل هي أن معاودة البنوك المركزية تشديد السياسات تعني أن الاقتصاد العالمي سيكون أضعف بحلول منتصف العام المقبل.

وقال "نرى أن الأسواق لا تزال تقلل في تقديراتها بشكل كبير من حجم الضربة القادمة التي سيتلقاها النمو الاقتصادي العالمي".

10