المساعدات تُسند الدور الإماراتي في القرن الأفريقي

المساعدات الإماراتية لإثيوبيا تأخذ في الغالب بعدا تنمويا في ترجمة لمنظور سياسي إماراتي يعتبر التنمية ركيزة من ركائز تحقيق الاستقرار واستدامته.
الأربعاء 2018/07/11
حضور إماراتي فاعل

أديس أبابا - أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي استكمال ترتيباتها للبدء بتنفيذ مشروع إنشاء ألف منزل في إثيوبيا لمساعدة النازحين على الاستقرار واستئناف حياتهم في مناطقهم.

وتأتي جهود الهيئة مستجيبة لسياسة إماراتية عامّة هادفة لمساعدة إثيوبيا على الاستقرار وتنشيط اقتصادها وتحريك عجلة التنمية في مناطقها، وهي سياسة تتخذ بعدا إقليميا أوسع لتشمل منطقة القرن الأفريقي التي تنظر إليها أبوظبي كخاصرة من خواصر تأمين المنطقة العربية وحماية مجالها الحيوي برّا وبحرا.

ومؤخّرا أثمرت الجهود الدبلوماسية الإماراتية تحوّلا نوعيا في علاقة إثيوبيا بجارتها إريتريا بتحقيق مصالحة تاريخية بينهما، سيكون لها أعمق الأثر في تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة القرن الأفريقي.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش إن بلاده أصبحت شريكا مقدرا في القرن الأفريقي، ومتصدرة للحضور العربي في هذه المنطقة المهمة.

وأشار في تغريدة نشرها الثلاثاء عبر حسابه الرسمي على تويتر، إلى أن المكانة التي وصلت إليها الإمارات في القرن الأفريقي وتصدرها الحضور العربي فيه، جاءت عبر سنوات من العمل المضني لدعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب والقرصنة في الصومال، والجهود التنموية في جيبوتي وأرض الصومال، إلى جانب التواصل السياسي مع إريتريا وإثيوبيا.

وأضاف “بطبيعة الحال التواصل السياسي مع القرن الأفريقي يحمل في طياته المخاطر والفرص، ولكنه أساسي لارتباط المنطقة بأمن وازدهار عالمنا العربي. والتعامل الجاد والنفس الطويل لسياسة الإمارات يحظيان بالاحترام”.

وكثيرا ما تقرن دولة الإمارات تحرّكاتها الدبلوماسية صوب العديد من الدول والساحات، خصوصا تلك التي تشهد صراعات وتوترات، بجهود عملية لبسط الاستقرار وفق منظور واضح يعتبر التنمية أحد أهم مفاتيح تحقيق ذلك الهدف.

وتمثّل هيئة الهلال الأحمر إحدى أبرز الأذرع الإماراتية للعمل الإنساني وتقديم الإغاثة وتنشيط التنمية في عدّة بلدان.

وقالت الهيئة إنّ مبادراتها في إثيوبيا تشمل الجانب التنموي المتمثل في بناء منازل ومجمّعات سكنية جديدة للنازحين في مناطقهم الأصلية ودعم استقرارهم ومساعدتهم على استعادة نشاطهم وحياتهم بشكل طبيعي بعد معاناة طويلة من تداعيات النزوح التي أرهقت كاهلهم.

وأشارت في تقرير نقلته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، إلى تنفيذها المرحلة الثالثة من توزيع المساعدات الإنسانية على النازحين في عدد من الأقاليم الإثيوبية حيث وسّع وفد الهلال الأحمر الإماراتي، الموجود حاليا في إثيوبيا، نطاق عملياته الإغاثية لتشمل 175 ألف شخص في عدد من المناطق على بعد 650 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا.

وكشف محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي من جانبه، أن الهيئة مقبلة على مرحلة جديدة من البناء والإعمار في مناطق الكثافة السكانية بالنسبة للنازحين فيما أنهت الإجراءات المتعلقة ببناء مساكن للنازحين في ثلاث مناطق تشمل بالي التي ستشهد بناء 400 منزل، وقوجي التي سيتم فيها بناء 300 منزل، إضافة إلى إنشاء 300 منزل في منطقة بورني.

وعلى صعيد العمل الإغاثي الميداني أوضح الفلاحي أن الهيئة نفّذت المرحلة الثالثة من برنامج المساعدات الإنسانية والذي تضمن توزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية المتنوعة والصحية والمكملات الغذائية للأطفال، من خلال وفد الهلال الأحمر الثالث الذي وصل مؤخرا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وأشرف على توزيع المساعدات التي استفادت منها 25 ألف أسرة من النازحين.

وأكد أن الهيئة ستواصل جهودها الإنسانية والتنموية في إثيوبيا حتى تنجلي محنة النازحين والمتأثرين من الأحداث وتتحسن أوضاعهم الإنسانية والمعيشية.

3