المساعدات بوابة قطر للعودة إلى الساحة اللبنانية

قطر تعتزم دعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام.
الأربعاء 2021/07/07
الدوحة تعزز حضورها في بيروت بدعم الجيش

بيروت – أعلنت قطر عن اعتزامها على دعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام.

جاء ذلك في ختام زيارة أجراها نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لبيروت الثلاثاء.

والتقى الوزير القطري خلال الزيارة كلا من الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائد الجيش جوزيف عون.

ودعا الشيخ محمد جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، والإسراع في تشكيل حكومة جديدة لإرساء الاستقرار في البلاد.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن قطر ستدعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام، من دون تحديد موعد بدء هذا الدعم.

وأبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون وزير خارجية قطر بـ"ترحيب بلاده بالدعم الدائم الذي تقدمه قطر".

وتسعى الدوحة إلى تعزيز حضورها في الساحة اللبنانية من بوابة المساعدات، رغم أنها شددت في مرات سابقة على أن هذا الأمر يبقى رهين تشكيل حكومة.

ويرزح لبنان، منذ أواخر 2019، تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، أدت إلى انهيار مالي وتدهور القدرة الشرائية لمعظم سكانه، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وغلاء في أسعار السلع الغذائية.

وتزيد من حدة معاناة اللبنانيين الاقتصادية خلافات سياسية تحول دون تشكيل حكومة جديدة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.

ومنتصف يونيو الماضي، حذر قائد الجيش اللبناني من انهيار المؤسسات، وبينها المؤسسة العسكرية، في حال استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.

وقالت الوكالة اللبنانية إن الدعم القطري "يأتي في إطار مساعي الدوحة الثابتة للمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان، والتزامها الثابت بدعم بيروت والوقوف إلى جانب الشعب الشقيق".

ولم تغب الدوحة عن لبنان، لكن حضورها خلال السنوات الأخيرة تراجع كثيرا عما كان عليه قبل المقاطعة العربية والخليجية في يونيو 2017، والتي انتهت في يناير الماضي بموجب اتفاق العلا.

وكانت الدوحة لعبت دورا أساسيا في العام 2008 حين احتضنت حوارا بين الفرقاء اللبنانيين انتهى بالتوصل إلى تسوية لأزمة سياسية حادة، تخللتها أحداث عنف واستمرت لنحو 18 شهرا.

ونجحت على مدى العقود الماضية في نسج علاقات مع جميع مكونات المشهد السياسي في لبنان، بما في ذلك حزب الله الذي يبسط اليوم سيطرته على مفاصل القرار، ويحمّله الشارع الجزء الكبير من المسؤولية عمّا آل إليه وضع البلد.

ومنذ انفجار مرفأ بيروت اكتفت قطر بمساعدات طبية وغذائية كان يقدمها الهلال الأحمر القطري أو مؤسسات خيرية قطرية. كما أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قدم في مؤتمر المانحين الذي تلا تفجير المرفأ وعدا بمساهمة من بلاده إلى لبنان تقدر بـ50 مليون دولار.

وأبريل الماضي، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب زيارة إلى الدوحة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وبحث مستجدات الأوضاع في لبنان الذي يواجه أزمات متفاقمة.

ورغم الضغوط الدولية التي تقودها فرنسا فإن القوى السياسية لا تزال عاجزة منذ انفجار المرفأ عن تشكيل حكومة تنكب على تنفيذ إصلاحات، يشترطها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان.

ويريد الحريري تشكيل حكومة "تكنوقراط" (شخصيات غير حزبية)، ويتهم عون بمحاولة الحصول لفريقه "التيار الوطني الحر" وحلفائه وبينهم "حزب الله" على "الثلث المعطل"، وهو ما ينفيه الرئيس.

و"الثلث المعطل" يعني حصول فصيل سياسي على ثلث عدد الحقائب الوزارية، ما يسمح له بالتحكم في قرارات الحكومة وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.