المساعدات الإنسانية تتجاهل كبار السن خلال الكوارث

تزايد الهجمات العنيفة والمتعمدة على العاملين والعاملات في مجال الخدمات الإنسانية، وأيضا المرافق والمنشآت التي يتم استخدامها لهذه الغاية، يؤثر سلبا على تقديم الخدمات الإنسانية.
الثلاثاء 2019/08/20
إيذاء متعدد الأشكال

لا تزال أعمال العنف الجنسي ضد النساء والفتيات وكبيرات السن، والعنف ضد الأطفال بمختلف أشكاله وأساليبه، منتشرة بشكل يثير القلق لا بل الرعب بين ضحايا الأزمات الإنسانية وبين الأطفال من الجنسين. ويُستخدم العنف في الكثير من حالات الطوارئ، بما فيها النزاعات والصراعات المسلحة، كأداة حرب ويستهدف المدنيين بصورة متعمدة ويلحق أضرارا جسدية ونفسية جسيمة تستمر آثارها لسنوات عديدة.

عمان- بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي خصصته منظمة الأمم المتحدة هذا العام لإلقاء الضوء على مركزية عمل المرأة، قالت جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن”، إن النساء والأطفال وكبار وكبيرات السن وذوي وذوات الإعاقة هم الأكثر حاجة لخدمات الأعمال الإنسانية، وشددت على ضرورة أن تكون المساعدات الإنسانية دامجة وشاملة لاحتياجات كبار وكبيرات السن.

وأشارت جمعية معهد تضامن النساء الأردني إلى أن موضوع هذا العام، وفقا للأمم المتحدة، يأتي تحت عنوان “المرأة في العمل الإنساني”، وذلك من أجل تكريم النساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية، ومن أجل التركيز على الأبطال المجهولين ممن عملوا على خطوط المواجهة الخطرة بمجتمعاتهم، وأولئك الذين يعملون في المناخات والتضاريس الصعبة، ومن أجل استذكار عطاء النساء اللائي عالجن جرحى الحرب وساهمن في تخفيف معاناة انعدام الأمن الغذائي، وساعدن من فقدوا منازلهم وسبل عيشهم في أماكن كثيرة حول العالم ومن بينها سوريا واليمن.

وطالبت الأمم المتحدة بضمان الحماية للنساء والرجال العاملين في العمل الإنساني والتي كَفلها القانون الدولي، خاصة وأن النساء غالبا ما يكن المستجيبات الأوليات لتقديم المساعدة وآخر من يغادرن الميدان، والعالم بحاجة إليهن أكثر من أي وقت مضى.

وتؤكد الأمم المتحدة على تزايد الهجمات العنيفة والمتعمدة على العاملين والعاملات في مجال الخدمات الإنسانية، وتعرّض المرافق والمنشآت التي يتم استخدامها لهذه الغاية إلى هجمات مسلحة، مما يؤثر سلبا على تقديم الخدمات الإنسانية ويتأخر وصولها، وفي الكثير من الأحيان لا تتمكن من الوصول إلى من يحتاجها مما ينتج عنه زيادة في معاناة النساء والأطفال وكبار وكبيرات السن بشكل خاص، وقد لا يتمكن من إنقاذ الجرحى وتقديم الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية والضرورية.

وبينت “تضامن” أن الارتفاع في حالات الطوارئ بمناطق مختلفة من العالم من جهة، والاعتداءات على العاملين والعاملات في الخدمات الإنسانية تشكل تحديا إضافيا وعائقا يحول دون وصول المحتاجين والمحتاجات لهذه الخدمات خاصة من النساء والأطفال والمهمشين والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتطلب ذلك كله المزيد من التعاون الدولي واحتراما من مختلف الأطراف للاتفاقيات الدولية التي تنظم الأعمال الإنسانية.

وأشارت إلى أن تحسين الاستجابة الإنسانية وتعزيز وسائل التنسيق بين مختلف وكالات الأمم المتحدة والمعنية بالعمل الإنساني والإغاثي وبين الدول المتضررة والمستضيفة، خاصة في حالات الكوارث الطبيعية أو النزاعات والصراعات المسلحة، وتعزيز الشراكات مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين ومختلف المنظمات غير الحكومية الإنسانية، كلها عوامل من شأنها النهوض بالعمل الإنساني والاستجابة السريعة وتقديم خدمات إنسانية أفضل مثل الخدمات الصحية والغذائية والإيوائية. كما نبهت إلى أن تزايد أعمال العنف في العديد من الدول العربية يفرض على جميع الأطراف التزامات على رأسها حماية السكان المدنيين وفقا للقانون الدولي ومراعاة الاحتياجات الخاصة للنساء والأطفال وكبار وكبيرات السن وغيرهم من الفئات المهمشة والضعيفة. كما يفرض اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بتقديم كافة المسؤولين عن الانتهاكات التي يتعرض لها السكان المدنيون إلى العدالة بما في ذلك الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات.

دعوات إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات
دعوات إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات

وأشارت المنظمة الدولية لمساعدة المسنين بهذه المناسبة إلى ضرورة أن تكون المساعدات الإنسانية دامجة وشاملة لأولويات واحتياجات كبار وكبيرات السن بشكل لائق ومنصف وتساهم في رفع الوعي بحقوقهم في الأزمات بما يضمن عدم تركهم خلفنا.

وأوضحت قائلة “القانون الإنساني يكفل لجميع كبار وكبيرات السن حقهم في الوصول إلى المساعدات الإنسانية بكرامة وأمان، وعلى الوكالات المعنية بالعمل الإنساني الاستجابة لهذه الحقائق لتصبح ممارسات واقعية، وغالبا ما يتم استبعاد كبار وكبيرات السن وذوي وذوات الإعاقة من عمليات التخطيط لمواجهة الأزمات مما يعني أن الاستجابات لا تلبي دائما احتياجاتهم الخاصة، لذا يجب أن تكون الجهود الإنسانية شاملة للجميع”.

ونبهت “تضامن” إلى أنه نادرا ما يُطلب من كبار وكبيرات السن التعبير عن آرائهم أو تتاح لهم الفرصة لتقديم مداخلاتهم في خطط وأنشطة الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يعتبر تمييزا على أساس العمر، وهو تمييز يشكل عائقا ينكر كرامتهم ويحد من الاستجابة لاحتياجاتهم.

وأشارت المنظمة الدولية لمساعدة المسنين إلى أن كبار وكبيرات السن يكونون غالبا الأكثر عرضة للإيذاء البدني والجنسي والنفسي خلال النزاعات والكوارث، وغالبا ما تكون هذه المشاكل غير مرئية ولا تتخذ أي إجراءات كافية لمعالجتها. لذا فإنهم يستحقون الحماية المتساوية كغيرهم من الفئات في الأزمات، خاصة وأن حوالي 14 مليونا من كبار وكبيرات السن وذوي وذوات الإعاقة يتأثرون بالأزمات ولكن غالبا ما يتم تجاهل احتياجاتهم. ورأت أن حقوق الإنسان ليست لها حدود عمرية، ومع ذلك غالبا ما تنكر حقوقهم الإنسانية الأساسية أثناء الأزمات بسبب العمر، وهذا ما يجب العمل على تغييره.

ومن جانبه قال صندوق الأمم المتحدة للسكان عندما تبدأ الأزمات تتأثر النساء والفتيات بشكل غير متكافئ ويواجهن خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما يلحق الضرر بالمرافق الصحية أو يصيبها الدمار، مما يحرم النساء، بمن في ذلك الحوامل، من الرعاية المنقذة للحياة.

وفي هذا السياق، تصبح احتياجات النساء والفتيات الأساسية، والتي تساعدهن على الحفاظ على كرامتهن فكرة ثانوية. كما يغلب استبعاد القيادات النسائية والشابة من عمليات صنع السلام. وأفاد الصندوق “نشيد بالنساء العاملات في المساعدة الإنسانية اللائي يعملن في ظروف صعبة لحماية حقوق وكرامة الإنسان وليمنحن الأمل للآخرين”. وتابع “نكرم القابلات ممن يساعدن النساء في الولادة بالليل والنهار في ظروف خطيرة، كما نكرم النساء من المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني ممن يعملن على إنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتقديم الدعم للناجيات، وضمان قدرتهن على الوصول إلى الخدمات اللاتي يحتجنها. كما ندعم القيادات النسائية ممن يشرفن على الاستعداد والاستجابة للأزمات الإنسانية والتعافي منها”.

نادرا ما يطلب من كبار السن التعبير عن آرائهم أو تتاح لهم الفرصة لتقديم مداخلاتهم بشأن أنشطة الاستجابة الإنسانية

وتتمتع النساء العاملات في مجال المساعدة الإنسانية بوضع فريد يساعدهن على الوصول وتقديم المساعدة للنساء والفتيات المتأثرات بالأزمة الإنسانية. وتمثل النساء العاملات بالمساعدة الإنسانية نسبة كبيرة من المستجيبات على الخطوط الأمامية ممن يخاطرن بحياتهن لحماية حياة الآخرين.

وقالت منظمة الأمم المتحدة “مع الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2019، نكرّم النساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية. وإذ نركز على الأبطال المجهولين ممن عملوا منذ أمد طويل على خطوط المواجهة الخطرة في مجتمعاتهم، وأولئك الذين يعملون في البعض من أصعب المناخات والتضاريس، نستذكر عطاء النساء ممن عالجن جرحى الحرب في أفغانستان وساهمن في تخفيف معاناة انعدام الأمن الغذائي في منطقة الساحل وساعدن من فقدوا منازلهم وسبل عيشهم في أماكن كثيرة حول العالم، كجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وسوريا واليمن وغيرها”.

وتشكل النساء نسبة كبيرة من أولئك الذين يعملون في مجال الإغاثة ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين. وغالبا ما تكون النساء المستجيبات الأوليات للمساعدة وآخر من يغادرن الميدان. وتظل الحاجة ملحة لهن اليوم في المجال الإنساني أكثر من أي وقت مضى لتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات.

21