المركزي اللبناني يطبق عقوبات أميركية على واجهات مالية لحزب الله

بيروت - جمد مصرف لبنان المركزي اليوم الخميس حسابات الخبير الاقتصادي حسن مقلد ونجليه الذين يعتقد أنهم يشكلون واجهة مالية لحزب الله اللبناني، وساعدوا في إبرام صفقات نيابة عن الحزب المدعوم من إيران، وفتحوا له منافذ في النظام المصرفي اللبناني.
ويتعلق الأمر بالخبير الاقتصادي حسن مقلد ونجليه، بينما تأتي هذه الخطوة بعد يومين على فرض الولايات المتحدة عقوبات عليهم وعلى شركة صيرفة يملكونها، لاتهامهم بتنفيذ عمليات مالية دعما لحزب الله.
وتواصل واشنطن محاصرة مصادر تمويل حزب الله وشبكاته في خضم أزمة سياسية واقتصادية طاحنة يعاني منها لبنان منذ 2019، بينما يحمّل أغلب اللبنانيين منظومة الحكومة المسؤولية عنها، ويتهمون الجماعة الشيعية اللبنانية بتعميقها.
وتهدف الإجراءات العقابية الأميركية إلى تضييق الخناق على حزب الله وكبح نفوذه وأنشطته التي ينفذها نيابة عن إيران في سوريا والعراق واليمن.
وجاء في بيان أن هيئة التحقيق الخاصة التابعة للمصرف المركزي اتخذت "قرارا بتجميد حسابات" مقلد ونجليه وشركاتهم، والتي أدرجت على قوائم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية "لدى جميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان".
وأدرجت واشنطن الثلاثاء مقلّد وهو خبير اقتصادي يطل على وسائل الإعلام المحلية، مع ولديه على قائمتها للعقوبات. وقالت إنه عمل "بتنسيق وثيق مع كبار المسؤولين الماليين في حزب الله لمساعدة الحزب على ترسيخ وجوده في النظام المالي اللبناني". كما عمل "مستشارا ماليا لحزب الله وتولى إبرام صفقات مالية نيابة عنه في المنطقة".
وأنشأ مقلّد مع ولديه، وفق الخزانة الأميركية، المؤسسة المالية "سيتاكس" نيابة عن حزب الله، التي نالت منتصف العام 2021 ترخيصا من مصرف لبنان لتحويل الأموال داخل البلاد وخارجها. وفي غضون عام، حازت الشركة على حصة هامة من سوق الصيرفة في البلاد.
وأوردت الخزانة الأميركية أن الشركة كانت تجمع الملايين من الدولارات لصالح المصرف المركزي، بينما قال مقلد في بيان الخميس، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، إن "أي كلام عن أن شركة سيتاكس هي واجهة مالية لأي جهة سياسية أو لأشخاص حزبيين ليس سوى كلام من نسج الخيال".
وشدد على أن "آلية عمل الشركة مع مصرف لبنان تخضع لشروط وإجراءات المصرف إسوة بما هو معتمد مع سائر الشركات المماثلة"، مضيفا أن ما ورد عن دور استشاري له وتنفيذ صفقات تجارية نيابة عن حزب الله "ليس سوى روايات من نسج الخيال تفتقر إلى الجدية والدقة".
وبالإضافة إلى شركة الصيرفة، طالت العقوبات الشركة اللبنانية للإعلام والدراسات وهي مؤسسة بحثية يملكها مقلّد.
وفي مايو 2016، بدأت المصارف اللبنانية بناء على تعميم من مصرف لبنان تطبيق قانون أميركي أقره الكونغرس، يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله أو تقوم بتبييض أموال لصالحه.
وأقفلت المصارف في حينه حسابات كثيرة لمؤسسات تابعة لحزب الله، ما أدى إلى حالة من التوتر بين المصارف وحزب الله، الذي اتهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بـ"الانصياع" لطلبات واشنطن.
وأكد الحزب المدعوم من إيران ويمتلك ترسانة عسكرية وهيكلية اجتماعية تتضمن جمعيات رعائية ومؤسسات استشفائية وتعليمية، مرارا أنه غير متضرر من الإجراءات الأميركية والمصرفية اللبنانية.
ومنذ الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ خريف 2019، ازدهرت أعمال شركات الصيرفة مع فقدان الليرة أكثر من 95 في المئة من قيمتها وتعدّد أسعار الصرف المعتمدة، بينما لا يزال السعر الرسمي مثبتا على 1507 ليرات.
واستثمر حزب الله الأزمة لتقوية نفوذه سياسيا وعسكريا وكذلك ماليا، بينما أنشأ على غرار الحرس الثوري الإيراني إمبراطورية اقتصادية، مستفيدا من شبكة علاقات أنشأها داخل مؤسسات الدولة اللبنانية للظفر بصفقات في السنوات الماضية.
ويستثمر حزب الله، أو الواجهات التي تمثله، في العديد من القطاعات، ونجح في تكوين مصادر دخل لتمويل أنشطته، خاصة بعد الضغوط التي تتعرض لها إيران والتي دفعتها كرها إلى تقليص تمويلاتها لوكلائها في المنطقة.