المركبات الكهربائية الفاخرة تخطف الأضواء في معرض شنغهاي

حمل صالون شنغهاي للسيارات في دورة هذا العام الكثير من المفاجآت التي أبهرت الجمهور بعد تخصيص يومين لوسائل الإعلام، حيث خطفت الطرز الصينية الأضواء من أمام المنافسين التقليديين بعد أن أضفى الصانعون الكثير من التشويق لإثبات قدرتهم على الانفراد بالسباق.
شنغهاي (الصين)- كشفت شركات صناعة السيارات العالمية عن العشرات من المركبات الحديثة خلال الدورة العشرين من الحدث العالمي المقام حاليا في مدينة شنغهاي، والذي طغت عليه أيقونات كهربائية جديدة تظهر أمام الجمهور للمرة الأولى.
ويتنافس الصانعون خلال الصالون الذي انطلق الأربعاء الماضي ويستمر لمدة عشرة أيام على طرح سيارات كهربائية أسرع وأكثر فخامة وغارقة أكثر في الميزات في أكبر سوق للتكنولوجيا وأكثرها ازدحاما.
وقدم المعرض الذي يعتبر أحد أكبر الأحداث الخاصة بهذه الصناعة في العالم، مجموعة واسعة وشاملة من السيارات الجديدة والمفاهيم الأكثر تفردا وابتكارا لمختلف العلامات التجارية العالمية كان من أبرزها اثنتا عشرة مركبة كهربائية كليا.
ويتفق الخبراء على أن العامل المشترك بين معظم الشركات العارضة هو طرح مركبات صديقة للبيئة بمواصفات وتقنيات متطورة وميزة القيادة الذاتية، فضلا عن تقديم نماذج أخرى قادمة من المستقبل.
ومع ذلك تواجه العلامات التجارية العالمية الراسخة منافسة شديدة من المنافسين الصينيين، الذين استثمروا مليارات من الدولارات لإظهار قوتهم في عالم الابتكار في تصنيع السيارات المفعمة بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا المتقدمة.
ولأول مرة منذ عام 2019، سافر المسؤولون التنفيذيون من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان لحضور أكبر معرض للسيارات في العالم بعد رفع قيود الإغلاق.
واستمرت عروض السيارات في أكبر سوق للصناعة خلال الوباء، ولكن على نطاق أصغر. وتم تمثيل العلامات التجارية العالمية من قبل موظفي عملياتها في الصين.
واشترى السائقون في أكبر سوق للسيارات في العالم 5.4 مليون سيارة كهربائية خالصة العام الماضي، أو حوالي ثلثي الإجمالي العالمي البالغ 8 ملايين سيارة، بالإضافة إلى 1.5 مليون سيارة هجينة تعمل بالبنزين والكهرباء.
وكان هذا أكثر من ربع إجمالي مبيعات السيارات البالغة 23.6 مليون. ومن المتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية هذا العام بنسبة 30 في المئة أخرى.
ويقول الخبير في القطاع جون زينغ من شركة أل.أم.سي أوتوموتيف إن المستهلكين فقدوا الاهتمام بالسيارات التي تعمل بالبنزين وهذا هو التحدي الأكبر أمام العلامات التجارية الأجنبية للمنافسة في الصين، حيث سيتعين عليهم عرض أفضل منتجاتهم للمركبات الكهربائية.
ويضخ المصنعون مليارات من الدولارات في تطوير نماذج يمكنها التنافس على السعر والميزات دون دعم. ويقوم الكثير منهم بتشكيل شراكات لتقاسم التكاليف الباهظة.
وملأت السيارات مركز شنغهاي للمعارض، وهو مكان ضخم تبلغ مساحته 1.5 مليون متر مربع من مبنى يعد من بين أكبر المباني في العالم.
وقدمت شركة فولكسفاغن، العلامة التجارية الأكثر مبيعًا في البلاد، 28 طرازا، نصفها مكهرب، وقد عرضت لأول مرة سيارة ليموزين آي.دي 7، والتي تعد بمدى 700 كيلومتر قبل إعادة شحن بطاريتها.
وكانت شركة بي.واي.دي، التي تتنافس مع شركة تسلا الأميركية على لقب أكبر صانع للسيارات الكهربائية مبيعا في العالم، أحد أبرز العارضين فقد قدمت لأول مرة سياراتها الخارقة يو 9 من علامتها التجارية الفاخرة يانغ يونغ.
وتقول الشركة الصينية إن أيقونتها يو 9 التي تأتي بسعر يبلغ 145 ألف دولار، يمكن أن تتسارع من الثبات إلى مئة كيلومتر في الساعة في ثانيتين فقط.
وبلغت مبيعات السيارات في الصين ذروتها في عام 2017 عند 24.7 مليون سيارة لكنها انهارت في عام 2020 إلى 20.2 مليون بعد إغلاق الوكلاء كجزء من جهود احتواء كورونا حيث بدأوا يتعافون ولكنهم لم يعودوا إلى مستوى ما قبل الجائحة.
ويعد دعم بكين لتطوير السيارات الكهربائية جزءًا من خطط لاكتساب الثروة والتأثير العالمي من خلال تحويل البلد إلى صانع لتقنيات مربحة.
والصين أيضا، إلى جانب الولايات المتحدة، رائدة في تطوير سيارات الأجرة والشاحنات ذاتية القيادة وتعد شركة بايدو، المعروفة بكونها أحد المنافسين في سوق محركات البحث، الأبرز بين المطورين الذين يشملون هذا الاتجاه فضلا عن شركة بوني.
وأعلنت مجموعة جيلي، مالكة سيارات فولفو ولوتس وبوليستا، عن خطط لمركبات ذاتية القيادة مرتبطة بالأقمار الصناعية. وتعمل شركة هواوي لتصنيع معدات الشبكات على التعدين الذاتي والمركبات الصناعية.
وحصلت بايدو وبوني على تراخيص الصين الأولى لتقديم خدمات النقل الذاتي في بكين مع سائق سلامة على متن المركبة لتولي المهمة في حالة الطوارئ في عام 2022.
وجاء ذلك بعد 18 شهرا من بدء وايمو التابعة لشركة ألفابت مالكة غوغل تقديم هذه الخدمة في مدينة فينيكس بولاية أريزونا الأميركية. وقال جيسون لو من كاناليس “نرى دعمًا قويًا للغاية من الحكومة الصينية”.
وفي معرض السيارات، قدمت العلامة التجارية الصينية آيتو سيارتها متعددة الاستخدامات (أس.يو.في) أم 5 الجديدة بتقنية مستقلة تم تطويرها في تحالف مع شركة هواوي.
كما عرضت جيتور أوتو أيضا أول مركبة لها تحمل لوحة ترخيص خضراء وهي داشينغ آي-دي.أم 2023. وتتميز هذه السيارة بنظام الدفع بمحركين، وهو الأول للعلامة التجارية الصينية، وتتمتع بمدى قيادة يتجاوز ألف كيلومتر.
ويولد نظام الدفع الجديد قوة مجتمعة تصل إلى 240 كيلوواط وعزم دوران 545 نيوتن متر، مما يوفر للسائقين تجربة قيادة أكثر إثارة. كما يأتي النظام الجديد في داشينغ آي-دي.أم مع قدرة قياسية 3000 واط لشحن الأجهزة الأخرى، مما يجعل السفر في الهواء الطلق أكثر متعة.
◙ دعم بكين لتطوير السيارات الكهربائية يعد جزءا من خطط لاكتساب الثروة والتأثير العالمي من خلال تحويل البلد إلى صانع لتقنيات مربحة.
وتبدو سوق الصين ضخمة للغاية لدرجة أنه حتى العلامات التجارية التي تعتبر أقوى نقاط بيعها هديرا، فإن المحركات التي تعمل بالبنزين تتبنى الكهرباء.
وتقول شركة بي.أم.دبليو الألمانية إن تشكيلة سياراتها الكاملة في معرض شنغهاي للسيارات ستكون كهربائية، ولإثبات ذلك عرضت طرازين جديدين هما آي 7 أم 70 أل وإكس.أم ريد ليبل. كما قدمت لأول مرة طرازها أم 760 أل.إي. ولم تكن مازيراتي الإيطالية، وهي وحدة من مجموعة ستيلانتيس وتشتهر باستخدام محركات فيراري عالية الأداء، بعيدة عن هذا الفلك، فقد كشفت عن أول سيارة دفع رباعي كهربائية، وتقول إن سيارتها الرياضية الكهربائية تعرض لأول مرة في آسيا.
وعرضت العلامة التجارية الصينية الفاخرة نيو، التي تتنافس مع تسلا أيضا في السوق المتميزة، أحدث سياراتها الرياضية متعددة الاستخدامات، إي.أي 6 وهي تعد بمدى يبلغ 610 كيلومترات قبل إعادة شخن بطاريتها.
وكانت مرسيدس بنز ضمن كوكبة المتنافسين، فقد عرضت سيارة دفع رباعي كهربائية تحت علامتها التجارية الفاخرة مايباخ، فضلا عن سيارتين تعملان بالدفع الرباعي. وتمتلك الشركة الألمانية أيضا مشاريع كهربة مشتركة مع كل من بي.واي.دي وجيلي الصينيتين.
أما تويوتا فكشفت بدورها عن طرازين جديدين في خط بي.زد للمركبات عديمة الانبعاثات، فيما جذبت نيسان الجمهور حينما قدمت سيارتها ماكس-آوت الكهربائية القابلة للتحويل.
وكانت هوندا اليابانية أحد أبرز الحاضرين حيث قدمت نموذجا أوليا جديدا لعلامتها التجارية الكهربائية إي.أن التي تركز على الصين. وكشفت شركة فولفو عن الموديل الفاخر إكسيلانوس الجديد من أيقونتها إي.إكس 90 الكهربائية، التي تنتمي إلى فئة أس.يو.في.
وتتمتع السيارة بطابع أنيق وحصري عبر الطلاء ثنائي اللون والعجلات المسبوكة قياس 22 بوصة والتي تتيح بجانب الأيروديناميكية المزيد من الثبات على الطريق والتعامل الأفضل مع ظروف القيادة.
ويوفر الموديل الجديد مستويات عالية من الراحة، وذلك بفضل صفي المقاعد المفردة، مع الكسوة المريحة ووظيفة التدفئة الخاصة بالمقاعد ووظيفة التدليك.
ورغم كل هذه العروض، تحتاج العلامات التجارية الغربية واليابانية إلى أن تكون أكثر جرأة بشأن تطوير السيارات الكهربائية لمواكبة التطور السريع في الصين، وفق زينغ الذي قال إن “الكثيرين يستغرقون وقتًا طويلاً لإنشاء نماذج في الخارج دون مساهمة صينية”.
وأضاف أن “النماذج التي يجلبونها إلى الصين تتخلف عن النماذج الصينية بثلاث أو أربع سنوات في مجال القيادة والمعدات ولذا عليهم أن يتعلموا تصميم واختبار السيارات في الصين للصين”.