لندن – فرضت ثورة تصنيع المركبات الذكية على المطورين استنباط حلول تكنولوجية مبتكرة تساعد السائقين والمُلاك على حماية سياراتهم سواء أكان عبر المفاتيح الرقمية أو بصمة الوجه أو حتى أثناء القيادة الآلية.

وفيما يتساءل الكثيرون عن موعد إمكانية توفر السيارات ذاتية القيادة، حيث يرغب الناس بمعرفة مدى سلامتها لاعتمادها على نطاق واسع، إلا أن هناك تركيزا واضحا على تلك الفئة التي تعتمد على الأنظمة المساعدة الرقمية حتى تكون في متناول الجميع.

وعلى الرغم من أن توظيف الذكاء الاصطناعي في عالم السيارات ربما يكون على بعد عقد من الزمن من الآن، إلا أن بعض الشركات مثل نيسان تدمج خوارزميات التعلم الآلي في سياراتها الحديثة منذ فترة.

ويمكن الاطلاع على أحدث تجسيد لهذه التكنولوجيا من خلال نظام درع السلامة 360 من الشركة اليابانية، وتستخدم هذه المجموعة ميزات الحماية للتقنيات الحاسوبية الأكثر ابتكارا لمنح السائقين أعلى تجارب الأمن والسلامة.

وتضمن المجموعة ذاتها، التي تشمل كاميرات ورادارات وتقنيات السونار، بقاء السائق على يقظة تامة طوال فترة القيادة، ومساعدته على اكتشاف أي خطر محتمل بسرعة وكفاءة.

وهناك ست تقنيات تعمل معا لتشكّل نظام درع السلامة 360، وهي نظام الفرملة الطارئة الأوتوماتيكي المزوّد بخاصية استشعار المشاة، والتي تعمل على رصد حركة المركبات والمشاة عند عبور الطريق.

كما يوجد نظام تحذير مغادرة المسار للحد من تجاوزه بصورة غير مقصودة، ونظام المساعدة بالضوء العالي لمراقبة حركة المرور القادمة، والتحول تلقائيا إلى مصابيح الضوء المنخفض الأمامية عند اقتراب سيارة أخرى، وإعادة تشغيله عند الحاجة.

وينبه نظام التحذير في المناطق العمياء السائقين في المناطق التي يصعب عليهم رؤيتها من خلال المرآتين الجانبيتين. ويراقب نظام التنبيه عند الرجوع إلى الخلف حركة السيارات أو المشاة أو أي أجسام قد تكون خارج مجال رؤية السائق.

ويتولى النظام السادس، وهو نظام الفرملة الأوتوماتيكي الخلفي، رصد الأشياء الثابتة خلف السيارة لتجنب الاصطدام الخلفي.

ويركز نهج نيسان في تطوير تقنية القيادة الذاتية على ضمان درجة عالية من الأمان على أرض الواقع، وتقديم تجربة مريحة وآمنة في كل رحلة، في حين يتمثل هدفها النهائي في تحقيق حلم المركبات ذاتية القيادة، مع إعطاء الأولوية للسلامة قبل كل شيء.

وتقدم شركة كونتيننتال الألمانية نظاما مبتكرا يتيح الحد من سرقة السيارات عن طريق التعرف على وجه السائق، والذي يعتبر ثمرة تعاونها مع شركة تريناميكس.

ونظام درايف إدنيتيفيكيشن ديسبلاي عبارة عن شاشة مزودة بكاميرا للتعرف على صاحب السيارة بشكل بيومتري آمن ومصادقة غير تلامسية ذات موثوقية عالية للحماية من الاحتيال والسرقة وبهذا لن يتمكن أي شخص من تشغيلها إلا بعد المصادقة الناجحة.

ويُزعم أن شاشة تعريف السائق هي أول شاشة عرض للسيارات في العالم للجزء الداخلي على غرار تقنية التعرف على الوجه المستخدمة في الهواتف الذكية.

ويعزز حل كونتيننتال أيضا ميزات الراحة الأخرى مثل المدفوعات الرقمية، والتي تتم معالجتها باستخدام شاشة عرض السيارة للتزود بالوقود أو وقوف السيارات أو دفع رسوم المرور أو تأجير السيارات.

ويمكن أيضا استخدام شاشة تعريف السائق لإجراء مدفوعات للتطبيقات أو للوصول إلى الخدمات الرقمية، بالإضافة إلى استخدامها لأغراض الراحة أو الترفيه. وتراقب الكاميرا المدمجة تركيز السائق لمنع النوم على عجلة القيادة، وعلى سبيل المثال، ليست هناك حاجة إلى مستشعرات إضافية، حيث أن الكاميرا مدمجة في الشاشة.

ونقلت منصة يولي المتخصصة في عالم المركبات عن فيليب فون هيرشيدت رئيس منطقة عمل تجربة المستخدم في كونتيننتال قوله “تضع شاشة تعريف السائق الخاصة بنا معايير جديدة من حيث الأمان والراحة”.

وأضاف “شاشات العرض هي الواجهة الرئيسية بين السائق والمركبة”. وأكد أنه لأول مرة، توفر شاشة تعريف السائق ثلاث وظائف رئيسية في حزمة واحدة، وهي مصادقة موثوقة للسائق وخيار إجراء معاملات دفع رقمية آمنة عبر شاشة السيارة.

ويبدو المفتاح الإلكتروني والذي يعتبره البعض وسيلة رائعة للحماية باعتباره يتيح للسائق فتح سيارته عن بعد أو إقفالها. ولكن المشكلة تكمن في حال ضياعه أو فقدت السيارة كل مصادر الكهرباء وما يترتب عن ذلك من مشاكل.

وتوفر أنظمة كيليس غو العديد من المزايا المريحة، إذ يظل المفتاح في جيب البنطال، ومع ذلك يمكن فتح باب السيارة وتشغيل المحرك، غير أن هذه الوظيفة قد تنطوي على ثغرة أمنية تتيح للصوص إمكانية سرقة المركبة عن طريق اختراق الإشارة اللاسلكية.

ولشرح الخلفية التقنية لكيليس غو، أوضحت مجلة أوتو موتور أوند شبورت الألمانية أنه بمجرد أن يقوم السائق بالضغط على مقبض باب السيارة المزودة بهذا النظام، فإنه يتم إرسال إشارة إلى المفتاح.

وإذا كان هذا المفتاح في النطاق القريب من السيارة، فإنه يتم فتح باب السيارة، كما تتم عملية تشغيل محرك السيارة بطريقة مشابهة لتبادل الإشارات.

ولكن عندما يكون المفتاح معلقا في المنزل، فإنه يكون على مسافة بعيدة من السيارة، وهنا يعتمد اللصوص على أجهزة خاصة لتوسيع نطاق الإشارة اللاسلكية، حتى يلتقطوا الإشارة الرئيسية من المفتاح ويرسلونها إلى السيارة.

وعادة ما يقف اللصوص بالقرب من جدران المنزل أو أمام أبواب الشقق السكنية لاختراق إشارة المفتاح، بينما يقوم شركاؤهم بالضغط على مقبض باب السيارة لإطلاق الإشارة.

ولمنع عمليات السرقة بهذه الطريقة، يمكن إيقاف بعض المفاتيح، حتى لا ترسل أية إشارات من خلال سحب مقبض باب السيارة، وتتم عملية الإيقاف حسب الطراز إما عن طريق المفتاح نفسه أو عن طريق قائمة الاستعمال في المركبة.

وفي حالات نادرة يمكن تنفيذ ذلك في إحدى الورش الفنية المتخصصة، وبالنسبة إلى بعض المفاتيح فإنه يمكن تجهيزها بمستشعرات حركة بشكل لاحق حيث يتم إيقاف المفتاح بعد فترة معينة من التعرف على عدم الحركة.

ويقول خبراء إن هناك بعض الوسائل المنزلية لحماية مفتاح كيليس غو من السرقة، ومنها لف المفتاح اللاسلكي بورق الألومنيوم وحفظه في الثلاجة لأن الجدران الفولاذية السميكة تمنع نقل الإشارات بالإضافة إلى إمكانية وضع المفتاح اللاسلكي في وعاء الطهي.

ويشير المختصون أيضا إلى أنه إذا كانت الجدران الفولاذية سميكة بدرجة كافية والغطاء ليس مصنوعا من الزجاج فيمكن وضع مفتاح السيارة بداخله.

كما يمكن الاعتماد على حقائب المفاتيح الخاصة، والتي تمنع هجمات الاختراق اللاسلكية، ومن الأفضل عدم استعمال علب الكوكيز والبسكويت لحفظ مفتاح السيارة اللاسلكي؛ لأن الجدران المعدنية تكون رقيقة للغاية.

ويتمتع الملاك الذين تم تجهيز سياراتهم بتقنية النطاق العريض للغاية (يو.دبيلو.بي) بحماية أفضل نسبيا ضد سرقة سياراتهم نظرا إلى أن هذه التقنية تقيس طول الإشارة بين المفتاح والسيارة، وبالتالي تصبح أجهزة توسيع نطاق الإشارة اللاسلكية عديمة الفائدة.