المرشح لرئاسة "سينتكوم": بقاء القوات الأميركية في سوريا لاغنى عنه

واشنطن - أكد نائب الأدميرال البحري والمرشح لرئاسة القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” براد كوبر أن الوجود العسكري الأميركي لا يزال ضروريا في سوريا، حيث لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدا هناك.
وأخلى الجيش الأميركي نحو أربع قواعد عسكرية في شمال شرق سوريا، منذ بداية العام الجاري، استجابة لرغبة الرئيس دونالد ترامب، الذي شكك مرارا في جدوى استمرار وجود قوات أميركية في سوريا.
وخلال جلسة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي لتأكيد تعيينه، قال كوبر إن “هناك حاجة مستمرة إلى وجود عسكري أميركي، ولو جزئيا، في سوريا”، مشددا على ضرورة “دراسة الوضع المعقد في سوريا قبل إجراء تخفيضات إضافية في القوات الأميركية.”
وأوضح كوبر، الذي يشغل حاليا منصب نائب قائد القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا “لا غنى عنه في تنفيذ مهمة مكافحة داعش.”
وأضاف أن الولايات المتحدة “قادت هذه المهمة، وتقودها اليوم، وأتوقع أن نواصل قيادتها في المستقبل، وكل قرار يتُخذ بشأن وضع القوات سيكون قائما على الظروف.”
وردا على سؤال من السيناتور الجمهوري جوني إرنست، بشأن الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، قال الضابط الأميركي إن القوات الأميركية في سوريا “تواجه هذا التحدي يوميا. داعش لا يزال يمثل تهديدا”، مشددا على أنه “إذا تمّ التصديق على تعييني فسأواصل التركيز عليه بلا هوادة. هذا الملف يحتل أولوية مطلقة.”
واتهمت الحكومة السورية تنظيم داعش بالوقوف خلف التفجير الانتحاري الدامي الذي أوقع الأحد 25 قتيلا في كنيسة مار إلياس جنوب شرق دمشق، وأعلنت السلطات لاحقا عن تفكيك الخلية التابعة للتنظيم المسؤولة عن الحادث الإرهابي.
في المقابل أعلن تنظيم جهادي، لا يخفي تأييده لداعش، ويدعى سرايا أنصار السنة، تبنيه للعملية.
وسلطت عملية “مار إلياس” حجم التحديات التي يفرضها داعش وباقي المجموعات الجهادية على السلطة الانتقالية في سوريا.
واعتبر كوبر أنّ دعم الولايات المتحدة للسلطة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع “كان خيارا صائبا”، مؤكدا أنها “شريك أساسي في الحملة ضد التنظيم.”
وأكد أن “داعش يزدهر في أجواء الفوضى. إذا تمكّنت الحكومة السورية بعد سبعة أشهر على تشكيلها من كبح هذا الخطر بالتعاون مع القوات الأميركية، فإنّ الاستقرار الناجم عن ذلك يعزّز أمننا القومي.”
وأشار الضابط الأميركي إلى أنه “نظرا للطبيعة الديناميكية للأوضاع الراهنة، قد يختلف تقييمنا لعدد القوات المطلوبة في سوريا مستقبلا عمّا هو عليه اليوم”، مشددا في الوقت نفسه على أن “أي تغيير سيستند حصرا إلى تقدير مدى تهديد التنظيم وقدرة الشركاء المحليين على مواجهته”، في إشارة إلى السلطة الانتقالية، وأيضا إلى قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي لعبت دورا رئيسيا في الحملة التي شنها التحالف الدولي منذ العام 2014 لدحر التنظيم.
وفي وقت سابق، صرح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، لوكالة “رويترز” من قاعدة الشدادي الأميركية، بأن وجود بضع مئات من الجنود الأميركيين في قاعدة واحدة “لن يكون كافيا” لاحتواء تهديد تنظيم “داعش”.
وأوضح عبدي أن “تهديد تنظيم داعش زاد زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة”، مضيفا أن “هذه هي خطة الجيش الأميركي، نحن على علم بذلك منذ فترة طويلة، ونعمل معهم لضمان عدم وجود ثغرات، وللتأكد من قدرتنا على مواصلة الضغط على تنظيم داعش.”
وأكد قائد “قسد” أن خلايا “داعش” نشطت في العديد من المدن السورية، بما في ذلك العاصمة دمشق، مضيفا أن التنظيم استولى على أسلحة وذخائر من مستودعات النظام السوري المخلوع، وذلك في خضم الفوضى التي أعقبت سقوط بشار الأسد.
وكشف مسؤولون أكراد عدة لوكالة “رويترز” أن تنظيم داعش بدأ بالفعل التحرك بشكل أكثر علانية حول القواعد الأميركية التي أُغلقت في الآونة الأخيرة، بما في ذلك قرب مدينتي دير الزور والرقة اللتين كانتا معقلين للتنظيم.
وإزاء التقييمات الحالية، فمن المرجح أن يظل عدد من القوات الأميركية في سوريا.