المرسم الجوال يسرد قصة "فلسطين حكاية ولون"

أعمال المعرض مشاهد بصرية واضحة المعالم، قريبة من الواقعية، تعبّر في أغلبها عن حالات إنسانية متعددة المعاناة.
الأربعاء 2023/07/12
شارك في المعرض العديد من الجنسيات حول العالم

عمان - تضمّن معرض “فلسطين حكاية ولون” الذي أشرف عليه “المرسم الجوال”، مجموعة كبيرة من اللوحات تشكل معًا لوحة فسيفسائية للتعبير عن صمود الفلسطيني في وجه الاحتلال، وتمثل صرخة إنسانية للوقوف إلى جانب المظلومين وأصحاب الحق.

وجسّدت أعمال المعرض الذي احتضنه المركز الثقافي الملكي بعمّان، مشاهد بصرية واضحة المعالم، قريبة من الواقعية، تعبّر في أغلبها عن حالات إنسانية متعددة المعاناة، فمنها لوحات تتناول الفقد العائلي، كتلك التي تصور طفلة تمسك بقدم والدها المبتورة، وقد استُخدمت فيها الألوان القاتمة لتمنح المشهد حسّا مأساويّا، وكما في لوحة أخرى تصور أقداما مدمّاة ومسيجة بأسلاك شائكة، وكذلك في لوحة يحمل فيها بطل ملثم شهيدا بين يديه، بينما النيران تحيط به من كل جانب.

أعمال بألوان مبهجة
أعمال بألوان مبهجة

إلى جانب تلك اللوحات، قدم عدد من الفنانين أعمالا رمزية، من بينها لوحة لفتاة ترتدي ثوبا مطرزا وتحتضن بين يديها خارطة فلسطين، في إشارة إلى تشبث الفلسطينيّ بحقه في الحياة الحرة على أرضه. وهناك لوحة تصور شعر امرأة كأنه أغصان شجرة زيتون، في إشارة إلى رمزية الزيتون في فعل المقاومة والصمود. وتعبّر لوحة ثالثة عن أمواج بحر هائجة تتكسر على سياج من الصخور، بينما يقف نورس فوق العمود الذي يرتفع من قلب تلك الصخور متأملا المشهد حوله، وباحثا عن السلام والأمن.

جاءت معظم هذه اللوحات بألوان فاتحة ومبهجة، كأنما تبشر بالتحرر. كما حضرت معالم القدس، ممثّلة بالمسجد الأقصى وقبته المشرفة، في عدد من أعمال المعرض، حيث برز رسمه في خلفية اللوحة محاطًا بالأشجار، والحشود تلتف حوله في تماسك وقوة، ليمثل بذلك أيقونة لونية منيرة ومشرقة.

وقال المنسق العام للمعرض الفنان التشكيلي عمر البدور إن المعرض الذي شارك فيه 98 فنانًا من الأردن وفلسطين وروسيا والدنمارك وألمانيا ونيذرلاندز وكندا والبوسنة والهرسك، جاب في دوراته السابقة العديد من الدول، بهدف “التأثير إنسانيًّا في العالم أجمع”، حيث يعد المعرض بما تضمنه من أعمال مختارة “أداة من أدوات التعريف بالحق المسلوب بلغة اللون التي يعرفها جميع سكان الأرض، فلن تستطيع أيّ لغة أن تصل إلى عقول الناس وقلوبهم كما تفعل الريشة واللون”.

أعمال تبشر بالتحرر
أعمال تبشر بالتحرر

المعرض الأول قد أقيم وتم افتتاحه في الأردن في المركز الثقافي الملكي عام 2015، بمشاركة 38 فنانا تشكيليا، وقد تجول خلال السنوات الماضية في كل من تركيا وجمهورية البوسنة والهرسك وكندا والسودان وفلسطين وتجول في محافظات الأردن كافة.

شارك في المعرض العديد من الجنسيات من الأردن وفلسطين وكافة الدول العربية ومن روسيا والدنمارك وألمانيا وهولندا وكندا والبوسنة والهرسك.

وكان كتيب المعرض منذ دورته الأولى، ذكر “لأنها فلسطين تستحق منا رسم حكايتها واستذكار ماضيها وعيش حاضرها واستشراف مستقبلها.. نرسم لها لما للفن التشكيلي من أهمية بالغة في إيصال الفكرة والمعلومة بأسلوب بسيط ولما له من حضور وتواجد إنساني في العالم أجمع ولكونه أداة من أدوات التعريف بالحق وتوضيح الحقائق بأسلوب ولغة يتعارف عليها كل سكان الأرض بكافة لغاتهم”.

ويذكر أن جمعية المرسم الجوال تتبع لوزارة الثقافة الأردنية، ومن أشهر أعمالها المعرضان الدوليان “الأردن في عيوننا” و”فلسطين حكاية ولون”.

14