المراحل التعليمية الانتقالية تصاحبها اضطرابات نفسية يمكن أن تؤدي إلى الانقطاع المدرسي

تونس - يعيش الطلاب، عادة، في المراحل التعليمية الانتقالية بين مرحلتي الابتدائي والإعدادي ومرحلتي الإعدادي والثانوي اضطرابات نفسية وسلوكية قد تؤدي أحيانا إلى الانقطاع المدرسي لإحساسهم بالخوف من مراحل جديدة دون التحضير لها مسبقا، حسب ما أفاد به الأخصائي النفسي، طارق السعيدي.
وتتسم المراحل التعليمية الانتقالية بأكبر نسب الانقطاع المدرسي، حسب ما لاحظه الأخصائي النفسي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، موضحا أن المراحل التعليمية المعنية تشمل الانتقال من السادسة ابتدائي إلى السابعة أساسي ومن التاسعة أساسي إلى الأولى ثانوي.
واعتبر أن المرحلة العمرية لهؤلاء الطلاب تتسم بالهشاشة النفسية فهي إما أنها تسبق مرحلة المراهقة أو صلبها وتصاحبها تغيرات نفسية وفيزيولوجية. ولفت إلى أن مجموعة من الطلاب يعيشون أثناء هذه المراحل التعليمية الانتقالية اضطرابات في التأقلم قد تؤدي في حال عدم احتوائها إلى اضطرابات في المزاج مثل الاكتئاب والقلق.
◙ المرحلة العمرية لهؤلاء الطلاب تتسم بالهشاشة فهي إما أن تسبق مرحلة المراهقة أو تكون ضمنها وتصاحبها تغيرات نفسية
ودعا إلى الإعداد النفسي والذهني للطلاب لتهيئتهم للمراحل الجديدة وحسن الانتقال إليها من خلال الإنصات للتلاميذ عند الحديث عن مشاعرهم وأحاسيسهم ومخاوفهم من المرحلة المقبلة على أن يتولى المربون والأولياء هذه المهمة.
بدورهم يؤكد المرشدون التربويون على أهمية تهيئة الطالب عقليا قبل الدخول إلى الصفوف التعليمية الجديدة، ويقترحون على الأهل العديد من الخطوات مثل تحديد الأهداف والطموحات وتشجيع الطالب على أن يكون ناجحًا في المستقبل، وأن المدرسة هي الطريق للوصول إلى مبتغاه، فالتعليم هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق كل أماني الحياة.
كما تجب مراعاة نفسية الطالب بأنه ينتقل من مرحلة الإجازة إلى مرحلة المدرسة، ومحاولة عدم التأفف والتذمر أمام الأبناء من المدرسة، بل بالعكس، يجب التحدث عن إيجابيات المدرسة وإظهار الفرحة ببدء الدراسة وأنهم سيقضون أوقاتا ممتعة وجميلة، كما أن من المهم تذكير الأبناء بأنهم سيلتقون بأصدقائهم وسيتعلمون أشياء مهمة ومفيدة في الحياة. ويمكن لأولياء الأمور الاطلاع على المقررات الجديدة لمعرفة طبيعة المنهاج والاستعداد له، والتذكير بالواجبات المدرسية ومراجعة بعض الكتب والدروس السابقة لاسترجاع بعض المعلومات بسرعة، وليستعيد الدماغ نشاطه من جديد.
وتذكير الطفل باحترام المعلم حيث يجب تعليم الطفل أنه يجب احترام المعلم والاستماع لما يقوله في الصف، فهذا من باب ثقافة احترام الكبير والآخرين. كما ينبغي تنظيم الوقت والانضباط، ويكون تنظيم الوقت تدريجيا، مع تحديد وقت لممارسة الأنشطة الترفيهية والحرص على الخلود إلى النوم مبكرا.
كما على الأهل إزالة حاجز الخوف والقلق لدى الطالب من المراحل الانتقالية، ومن الذهاب إلى المدرسة، أو المدرسة الإعدادية أو المعهد الثانوي ومحاولة تغيير هذه الأفكار لديه من خلال تفهم مخاوفه وإعطائه الشعور بالأمان وبأنه يمكن التعامل مع الأمر بمساعدة المعلم والأهل، وأن الذهاب إلى المؤسسات التربوية أمر ممتع فهي تعلمنا أشياء جديدة ومشوقة ومختلفة.