المرأة الإماراتية شريك أساسي في مسيرة التنمية الثقافية المستدامة

تعتبر المرأة الإماراتية شريكا للرجل في بناء النهضة الثقافية في البلاد، إذ لها أدوار تربوية ومعرفية بارزة، ناهيك عن أدوارها بصفتها مبدعة كاتبة وفنانة وعاملة في شتى مجالات الإبداع من سينما ومسرح وتشكيل ودراما وتصميم وغيرها، إذ تمكنت من تعزيز الخصوصية الثقافية الإماراتية والعربية في مختلف المحافل الدولية، إضافة إلى نجاحها في التسيير واقتحام مجالات الصناعة الثقافية.
أبوظبي- تحتفل دولة الإمارات يوم الاثنين الثامن والعشرين من أغسطس الجاري بـ”يوم المرأة الإماراتية” الذي يمثل مناسبة سنوية للاحتفاء الرسمي والشعبي بنساء الإمارات والتعبير عن الاعتزاز والفخر بدورهن الحيوي ومساهمتهن الحضارية المتميزة.
ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار “نتشارك للغد” وذلك تماشيا مع شعار الدولة لعام 2023 “اليوم للغد”، حيث تلعب المرأة الإماراتية أدوارا كثيرة في بناء المستقبل وخاصة منها المرأة المبدعة التي تتصدر المشهد الثقافي والعلمي اليوم.
تشكيل المستقبل
تؤكد الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، السفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، أن يوم المرأة الإماراتية مناسبة للاحتفاء بمسيرتها التي تفاعلت وتميزت بإبداع في مختلف المجالات.
وتشير اليازية، في تصريح لها بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، إلى أن ما سجلته المرأة الإماراتية من نجاحات في مسيرة الدولة، وبروز أسماء قيادات نسائية كبيرة في المجالات الإبداعية والثقافية عربيا وعالميا إنما يأتي نظير الدعم والاهتمام الرسمي الذي تحظى به، وتمكين وتكريم المرأة عبر مساندتها ومؤازرتها بكل الإمكانات المتاحة، وتوفير الأجواء المناسبة لنجاحها، وهو ما أسهم في جعل المرأة الإماراتية شريكا في مسيرة التنمية الثقافية المستدامة.
وتضيف أن المرأة الإماراتية وجدت حضورها في الثقافة بكل ما فيها من جماليات ووسائل لتقارب الأفكار في الداخل والخارج، فشاركت بشكل مشرف في العديد من المحافل العربية والدولية وفتحت باب الحوار والتعاون الثقافي مع مختلف دول العالم.
وتعد الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، التي منحتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، التابعة لجامعة الدول العربية، منصب سفيرة فوق العادة للثقافة العربية خلال الفترة من 2021 إلى 2023، من النماذج الإماراتية الرائدة التي قدمت إسهامات جلية في المسيرة الثقافية على المستويات المحلي والعربي والعالمي.
وكان من بين أهم أبرز إنجازت السفارة الثقافية تأسيس مشاريع ثقافية عربية مهمة مثل المشروع الإماراتي “بوابة النقوش العربية” الذي أقرة مجلس وزراء الثقافة العرب ليكون مشروعا عربيا مشتركا، وأيضا مشروع المرشد الثقافي العربي، إلى جانب افتتاح مشاريع ثقافية تعد الأولى من نوعها مثل “بيت الإبداع”، ومركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية، وتقديم برامج ثقافية إعلامية منها “قال الشاعر” وغيرها في عدد من الدول العربية والأجنبية ومنها موريتانيا وتونس والمغرب ومصر وجزر القمر وفرنسا وأميركا وغيرها، فضلا عن تنظيم مبادرات وجوائز وفعاليات مبتكرة وجديدة منها جوائز مؤتمر اتحاد الآثاريين العرب، وإصدار كتب لباحثين في التاريخ والآثار العربية وغيرها.
ويؤكد هذا دور المرأة البارز في قيادة المؤسسات الثقافية وتحقيق النهضة الشاملة، حيث تبوأت مراتب عليا خولت لها تحقيق بصمتها وترسيخ الكثير من الإنجازات.
من ناحيتها ترى الشيخة بدور القاسمي، الرئيسة السابقة لاتحاد الناشرين الدولي، ورئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، أن المرأة الإماراتية تلعب دورا محوريا في تشكيل مستقبل دولة الإمارات.
وتقول القاسمي، في تصريح بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، “أفتخر بما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات كبيرة ومن القدرة على التكيف مع التحديات وطرق مواجهتها وتجاوزها لتسهم بشكل فاعل بهذا التقدم النوعي في مسيرة بلادنا التنموية، وبفضل الدعم المستمر من القيادة الرشيدة نجحت المرأة الإماراتية في تمهيد الطريق أمام الأجيال المقبلة من النساء لتحويل أحلامهن إلى حقيقة وواقع ملموس”.
وتضيف “للمرأة الإماراتية دور محوري في تشكيل مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال إمكاناتها غير المحدودة، ولهذا أشجع نساء مجتمع الإمارات على إدراك حجم ما يمتلكن من إمكانيات وأن يواصلن سعيهن نحو النجاح والتفوق في كافة المجالات لبناء عالم أكثر استدامة، وذلك لأن مهمة المرأة لا تقتصر على بناء الأسرة بل تتعداه إلى كونها منبعا للطاقة والأفكار المبتكرة”.
وتتابع “في الحضارات القديمة كانت المرأة رمزا للقوة والطاقة الروحية ولهذا السبب يجب ألا تنسى النساء هذه الحقيقة عند السعي لتحقيق أهدافهن وطموحاتهن، وليست هذه الرمزية التي اكتسبتها المرأة عبر التاريخ أسطورة بل هي مرآة تعكس تقدير البشرية للنساء وحاجتها لقدراتهن باعتبارهن مظهرا من مظاهر هذه الحكمة الجماعية التي تتناقلها الأجيال”.
جدارة وحضور
من ناحيته يؤكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب الإماراتي، أن الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام يعد مناسبة عزيزة على قلوب الجميع في دولة الإمارات، ففيه نحتفي بيوم المرأة الإماراتية التي استحقت التقدير، وهذا الاهتمام نابع من دورها العميق والملموس في تنمية المجتمع والمشاركة في بناء الأجيال على العلم والمعرفة ومقدرات الابتكار، إلى جانب ما حققته من جدارة في ميادين العمل ضمن مختلف القطاعات، وأدت دورها على أكمل وجه في العديد من المناصب القيادية التي تولتها فباتت نموذجا للمرأة العربية، لهذا فإن تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بها يعد استحقاقا أصيلا لما حققته من مكاسب على امتداد تاريخ الدولة.
وقال الشيخ سالم بن خالد القاسمي في تصريح بهذه المناسبة “نملك في دولة الإمارات ثروة لا تقدر بثمن وهي الشباب، وقد ساهمت المرأة في تحقيق الكثير من المنجزات في مضمار العمل الشبابي باعتبارها جزءا لا يتجزأ من هذا الحراك التنموي، ولو نظرنا إلى شعار هذا العام المخصص لهذه المناسبة ‘لنتشارك الغد’ نلمس التطلعات والرؤى الكبيرة التي تضعها قيادتنا في العناصر الشبابية من الجنسين الذين نراهن على قدراتهم وخبراتهم في قيادة مستقبل الدولة نحو آفاق جديدة من التطور والازدهار”.
◙ الإماراتيات أثبتن جدارتهن وحضورهن الواثق في الحياة الثقافية للتعريف بهويتهن العربية والإماراتية عبر ميادين إبداعية شتى
ويتابع “الإمارات تحتل مكانة مرموقة على صعيد مؤشر التوازن بين الجنسين فهي في المرتبة الأولى عربيا والمرتبة 11 عالميا في مؤشر التوازن بين الجنسين عالميا، وقد أشارت الإحصاءات إلى أن المرأة تمثل 46.6 في المئة من إجمالي القوى العاملة، وتشغل 66 في المئة من وظائف القطاع العام منها 30 في المئة في مراكز صنع القرار، و15 في المئة في الأدوار التقنية والأكاديمية، ناهيك عن وجودها الفاعل في المناصب القيادية العليا والتمثيل الدبلوماسي، وهذا أمر يجعلنا نعتز بمنجزات ابنة الإمارات على الدوام”.
وعلى صعيد العمل الثقافي، يقول القاسمي “أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها وحضورها الواثق في الحياة الثقافية، حيث أصبحت ناشرة، مؤلفة ومبدعة، تعرف بهويتها العربية والإماراتية عبر ميادين الفنون والموسيقى والمسرح. وقد باتت عنصرا فاعلا وأساسيا في دعم قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ونحن نفخر بكل الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية في المحافل الثقافية، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي”.