المخرج الأميركي ألكسندر بين يرأس لجنة تحكيم مهرجان البندقية

روما - اختار منظمو مهرجان البندقية السينمائي الاثنين المخرج الأميركي ألكسندر بين لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية هذا العام.

وترشحت أفلام بين، ومنها الأفلام الكوميدية “ذا هولدوفرز” و”سايدويز” و”ذا ديسيندانتس”، لما مجموعه 24 جائزة أوسكار، بما في ذلك أربع مرات لجائزة أفضل فيلم وثلاث مرات لجائزة أفضل مخرج. وفاز مرتين بجائزة أفضل سيناريو مقتبس.

وقال المنظمون إن المخرج ذا الأربعة والستين عاما والحائز على الأوسكار مرتين سوف يقدم جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الثانية والثمانين من المهرجان.

وقال بين في بيان “إنه لشرف عظيم وفرحة كبيرة أن أكون ضمن لجنة تحكيم مهرجان البندقية. ورغم أنني أشترك مع صناع الأفلام في هاجسهم بشأن مقارنة الأفلام ببعضها البعض، إلا أنني أُقدّر تاريخ مهرجان البندقية السينمائي، الممتد لما يقارب 100 عام، في الاحتفاء الصاخب بالفيلم كنوع من أنواع الفن.”

وألكسندر بين هو مخرج وكاتب سيناريو أيضا، وُلد في 10 فبراير 1961 في أوماها، نبراسكا. يُعرف بأعماله التي تمزج بين الكوميديا السوداء والدراما الإنسانية، والتي تستكشف التفاعلات البشرية في سياقات اجتماعية متنوعة.​ درس بين التاريخ والأدب اللاتيني الأميركي في جامعة ستانفورد، ثم حصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلس.​

أول أفلامه الطويلة كان  Citizen Ruth الذي صدر عام 1996 ويتناول قضية الإجهاض في الولايات المتحدة من خلال شخصية امرأة مضطربة تثير الجدل، وعلى الرغم من أنه لم يُحقق نجاحا تجاريا كبيرا، إلا أنه لاقى إشادة نقدية واسعة.

بعد ثلاث سنوات، أخرج فيلم Election، ويعتبر من أفلامه الأكثر شهرة حيث استخدم فيه الكوميديا السوداء لاستكشاف صراع الانتخابات الطلابية. ويتميز هذا الفيلم بسيناريو محكم وشخصيات معقدة، مما جعله يحظى بشعبية بين النقاد والجماهير.

عام 2022، أخرج فيلما بعنوان About Schmidt، وهو فيلم درامي يتناول قصة رجل مسن بعد تقاعده واكتشافه لحياة جديدة، يجسد فيه جاك نيكلسون دورا مميزا، وقد نال الفيلم إشادة واسعة بسبب تقديمه لحكاية تلامس القلوب.

وإلى جانب الأوسكار، نال المخرج الأميركي جائزة أفضل مخرج من رابطة نقاد شيكاغو عن فيلم Sideways، الذي يُعتبر من أبرز أعماله وأكثرها تأثيرا، حيث يروي قصة رجلين في منتصف العمر يقومان برحلة عبر كاليفورنيا.​ وتم تكريمه بجائزة أفضل مخرج من رابطة نقاد دالاس-فورت وورث عن فيلم The Descendants الصادر عام 2011، والذي يجسد فيه جورج كلوني دور رجل يُجبر على التعامل مع صدمة اكتشاف خيانة زوجته.

​أحدث أفلام المخرج الأميركي ألكسندر بين هو The Holdovers، الذي صدر في عام 2023، وتدور أحداث الفيلم في عام 1970 في مدرسة داخلية في نيو إنغلاند، حيث يضطر مدرس صارم وطباخة حزينة وطالب مشاغب لقضاء عطلة عيد الميلاد معا، مما يؤدي إلى تطور غير متوقع لعلاقاتهم.​

ويعمل بين حاليا على فيلم وثائقي يستعرض حياة أستاذة السينما الأميركية الشهيرة جانين باسينجر. ومن المتوقع أن يُعرض خلال العام الحالي، إلى جانب فيلم جديد يتعاون بين مع كاتب فيلمه The Holdovers ديفيد هيمينغسون وتدور أحداثه في نيبراسكا عام 1886.

في مهرجان موريليا السينمائي عام 2024، عبر بين عن إعجابه بالأدب اللاتيني، مشيرا إلى تجربته في العيش في سالامانكا وميديلين. كما أبدى رأيه في صعوبة تحويل الأعمال الأدبية الكبرى إلى أفلام مثل ما وقع مع رواية “مئة عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز، مشيرا إلى أنه لن يشاهد أبدا فيلم “مئة عام من العزلة” حتى لو عُرض عليه عشرة مليارات دولار، معتبرا أن مثل هذه الأعمال الأدبية تحمل تعقيدات لا يمكن اختصارها في فيلم سينمائي.

ويُعتبر من بين المخرجين الذين يُحترم عملهم على نطاق واسع من قبل النقاد، بفضل قدرته على المزج بين الكوميديا السوداء والدراما الإنسانية بأسلوب مميز. ويرى بعض النقاد أنه يمتلك قدرة على استكشاف التفاعلات الإنسانية في حياتنا اليومية، ويجيد تقديم القصص العميقة باستخدام أسلوب درامي متوازن مع الكوميديا. رغم أن بعض أفلامه قد تكون بطيئة أو ثقيلة لبعض الجمهور، إلا أن أسلوبه في بناء الشخصيات والتعامل مع الموضوعات الإنسانية يعتبر من نقاط قوته.

وتقام الدورة الثانية والثمانون لمهرجان البندقية السينمائي في جزيرة ليدو بالمدينة الساحلية، في الفترة من 27 أغسطس إلى السادس من سبتمبر المقبلين. وستُعلن الأفلام المتنافسة في يوليو القادم.

وتم فتح باب التسجيل للأفلام والمشاريع الغامرة في فبراير الماضي، مع الموعد النهائي لتقديم طلبات الاختيار المسبق للأفلام في 13 يونيو المقبل.