المخرج أحمد عامر: السينما المصرية تعاني أزمة كتابة

القاهرة - ضمن لقاء بعنوان “المخرج والكاتب” استضافت مؤسسة “كايرو فيلم فاكتوري” المخرج والكاتب والمنتج المصري أحمد عامر، للحديث حول واقع السينما المصرية وأبرز التحديات التي تواجهها، وأدار اللقاء الناقد السينمائي محمد سيد عبدالرحيم.
تضمن اللقاء نقاشا حول تجربة أحمد عامر، وهو ممثل ومؤلف، فقد بدأ مسيرته الفنية في التمثيل ثم إنتاج الأفلام. عمل مساعد مخرج في الأفلام الوثائقية والمحتوى التلفزيوني بالولايات المتحدة إلى جانب عمله في عدد من الأفلام والمسرحيات بمدينة نيويورك. كما عمل على الحوار العربي في سيناريو فيلم “البحث عن أم كلثوم” للمخرجة شيرين نيشات.
وكتب سيناريو فيلم “الشتا اللي فات” (2012) بالتعاون مع إبراهيم البطوط وكذلك فيلم “علي معزة وإبراهيم” (2016) للمخرج شريف البنداري.
من المهم أن يمنح منتجو الأفلام مرحلة الكتابة الوقت الكافِي، لأن عملية الكتابة هي رحلة لاكتشاف الشخصيات وتطور الأحداث، والبحث في تفاصيل وزمن وموقع عالم الفيلم
برز اسمه ككاتب ومخرج ومنتج مشارك من خلال فيلمه الطويل الأول “بلاش تبوسني” عام 2018، كما فاز سيناريو عامر “علي معزة وإبراهيم” المبني على قصة لإبراهيم البطوط بالعديد من المنح والجوائز.
تحدث عامر خلال اللقاء الذي حضره عدد من محبي السينما والطلبة والمختصون في السينما عن حدود العلاقة بين المخرج والكاتب في السينما، والدور الذي يلعبه كلاهما في مشروع الفيلم.
وفي هذا السياق، قال إن الكتابة في السينما المصرية تعاني من مشكلة حقيقية، لأنه لا يوجد تقدير حقيقي لقيمة الكتابة، وهي حجر الأساس الذي تبنى عليه كل مراحل الفيلم، بصرف النظر عما إذا كان كاتب الفيلم سيناريست أو كان المخرج نفسه، شرط أن يكون ملمّا بمهارات الكتابة السينمائية وأسسها.
وبالفعل، يندد نقاد ومختصون بأن السينما المصرية بدأت منذ العشرية الماضية تشهد تراجعا كبيرا حيث تتضاءل بقوة الأعمال الجادة ذات الطابع المجتمعي والتي تتناول قضايا مهمة تهم شريحة واسعة من المجتمع منها محاربة الفساد والتوعية بالأمراض والمشكلات النفسية، في المقابل اتجه أغلب المنتجين نحو الكوميديا الخفيفة والمواضيع السطحية التي تهدف للإضحاك والترفيه فقط دون التركيز على القيمة المعنوية للعمل السينمائي.
وأوضح عامر أنه من المهم أن يمنح منتجو الأفلام مرحلة الكتابة الوقت الكافِي، لأن عملية الكتابة هي رحلة لاكتشاف الشخصيات وتطور الأحداث، والبحث في تفاصيل وزمن وموقع عالم الفيلم، ولا يجب أن يتم التعامل معه بتسرع.
الكتابة في السينما المصرية تعاني من مشكلة حقيقية، لأنه لا يوجد تقدير حقيقي لقيمة الكتابة، وهي حجر الأساس الذي تبنى عليه كل مراحل الفيلم
وأوضح أن كتابة الأفلام تعتمد على التعاون بين المخرج والكاتب، مشيرًا إلى أنه من واقع خبرته في العمل ككاتب في الكثير من الأفلام، ومن بينها فيلم “ريش” للمصري عمر الزهيري، وفيلم “علي معزة وإبراهيم”، وفيلم “غدوة” للممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين، فإنه لا توجد قاعدة واحدة لإدارة عملية كتابة الفيلم.
وتابع، “لكن الأمر الجوهري هو أن الكتابة عمل جماعي، ويجب أن يكون هناك توافق بين الطرفين المخرج والكاتب حول موضوع الفيلم والأفكار التي يتناولها، وقال “ليس المهم من هو صاحب الفكرة المخرج أو الكاتب، ولكن المهم أن يكون هدفهما معا وصول الفيلم إلى أفضل مستوى ممكن”. وأضاف أن الكاتب عليه أن يتفهم أن الفيلم في النهاية ينسب إلى المخرج، وبالتالي فإن المخرج مسؤول عن العمل، ويجب أن تكون له رؤية في الطريقة التي يتطور بها.
واستطرد أنه في حالة اختلاف المخرج والكاتب على المبادئ والأفكار الأساسية في مشروع الفيلم، فربما تكون هناك حاجة إلى إعادة النظر في إمكانية استمرارهما معا. وأشار إلى أنه من المهم أن تكون العلاقة بين الكاتب والمخرج موثقة منذ البداية، من خلال عقد أو صيغة توثيقية تحفظ حقوق الطرفين، وتضمن أن يمر المشروع في سلام في كل الظروف.
وذكر الفنان الشاب أنه يعتبر أن عليه دورا مهما في مساعدة غيره من الكتاب ومنتجي الأفلام على أول الطريق، مؤكدا أنه يشاركهم خبراته من خلال الوجود في الكثير من ورش العمل، أملا في أن يجنبهم الصعوبات التي واجهها في البداية، ولأن الإنتاج السينمائي عمل جماعي بالمفهوم الأوسع القائم على الدعم المتبادل وتبادل الخبرات.