المخرجة سناء عكرود تناقش حقوق المرأة المغربية داخل مؤسسة الأسرة

العمل يعتبر مساهمة فنية في سياق المشروع الإصلاحي الهام الذي أرسى قواعده العاهل المغربي الملك محمد السادس، والمتعلق بالنهوض بأوضاع المرأة.
الخميس 2025/02/06
الضاوية تناضل من أجل حضانة أولادها

الرباط - قدمت المخرجة والكاتبة المغربية سناء عكرود العرض ما قبل الأول لفيلمها السينمائي “الوصايا” الذي يتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية المرتبطة بحقوق المرأة داخل مؤسسة الأسرة كالحضانة والولاية، وتزويج القاصرات، في محاولة لإثارة المزيد من النقاش حول هذه القضايا داخل المجتمع المغربي، وذلك من خلال تسع وصايا يقدمها الفيلم وفق رؤية درامية.

واحتضنت قاعة العرض بالمكتبة الوطنية بالرباط، مساء الثلاثاء، العرض ما قبل الأول للفيلم الذي حظي بدعم وزارتي العدل والشباب والثقافة والتواصل، وبمساندة عدد من المؤسسات.

ويجمع الفيلم نخبة من الفنانين المغاربة من بينهم خديجة عدلي، ويوسف العربي، وناصر اقباب، وعبدالرحيم تميمي، وصفاء ختامي، ويونس شكور، وغالي بن بريك، وإيلاف الخشين، ودعاء بن خالد، ووليد الشعيبي، وسناء عكرود، كما كان للإعلامية إحسان بنبل مشاركة شرفية بالعمل.

وتحكي أحداث الفيلم، الذي انطلق عرضه بصالات السينما المغربية ابتداء من الأربعاء، والذي يُعرض في سياق النقاش المجتمعي المتجدد حول قضايا الأسرة، وتزامنا مع الإصلاح الذي تشهده مدونة الأسرة، قصة “الضاوية”، وهي سيدة تخوض معركة قضائية مع طليقها من أجل الاحتفاظ بحضانة ابنتها، في حبكة تعكس الواقع القانوني والاجتماعي لهذه القضايا. وأكدت سناء عكرود أن “هذا العمل يعتبر مساهمة فنية في سياق المشروع الإصلاحي الهام الذي أرسى قواعده العاهل المغربي الملك محمد السادس، والمتعلق بالنهوض بأوضاع المرأة، لاسيما من خلال ورش تعديل مدونة الأسرة.”

الفيلم يُعرض في سياق النقاش المجتمعي المتجدد حول قضايا الأسرة وتزامنا مع الإصلاح الذي تشهده مدونة الأسرة المغربية
الفيلم يُعرض في سياق النقاش المجتمعي المتجدد حول قضايا الأسرة وتزامنا مع الإصلاح الذي تشهده مدونة الأسرة المغربية

وأضافت أن “المسؤولية الوطنية تستدعي من الجميع، كل حسب خلفيته، أن يدلي بدلوه في هذا الورش، لا سيما وأن جلالة الملك دعا إلى إشراك كل القوى الاجتماعية في النقاش بشأنه”، مشيرة إلى أن “الفيلم حاول مقاربة القضايا الجوهرية التي تمس المرأة داخل مؤسسة الزواج.” واستطردت أنه يمكن وضع هذا العمل أيضا في خانة التوعية والتحسيس وإثارة النقاش حول قضايا المرأة بهدف إعادة التأطير المفاهيمي والقانوني لدورها داخل الأسرة.

وسناء عكرود (1980) هي ممثلة وكاتبة سيناريو ومخرجة أفلام مغربية. حظيت بشهرة وطنية واسعة بعد تقديمها لأعمال تاريخية من عبق التراث المغربي مع المخرجة فاطمة بوبكدي بعنوان “الدويبة”، و”سوق النساء” وسلسلة “رمانة وبرطال”، شاركت بعدها في الفيلم المصري “إحكي يا شهرزاد”، لكن دورها أثار جدلًا واسعًا في المغرب، اختفت فترة بعدها ثم عادت في بطولة الفيلم والمسلسل بنفس العنوان “عقبة ليك” لتتحول بعدها للإخراج في أعمال اجتماعية واقعية أبرزها “الفصول الخمسة” و”خنيفيسة الرماد.” وتعود عكرود إلى الساحة الفنية بهذا الشريط السينمائي، وهو العمل السينمائي الطويل الذي تولت فيه أدوارا متعددة تشمل الكتابة والإخراج والتمثيل، ما يعكس “شغفها الكبير بالفن السابع ورغبتها الدائمة في تقديم أعمال مميزة ذات بصمة خاصة”.

وليست المرة الأولى التي تهتم فيها المخرجة الشابة بقضايا بنات جنسها في المغرب حيث سبق أن تناول فيلمها “قصر نظر” (ميوبيا) الصعاب والتحديات التي تواجهها المرأة القروية، والنساء بشكل عام، من خلال قصة فاطم، الحامل في شهرها السادس، والتي تضطر إلى مغادرة قريتها الكائنة في أعالي الجبال للبحث عن نظارات لشيخ القرية، لأنه الشخص الوحيد الذي يمكنه قراءة الرسائل المبعوثة من قبل أفراد أسرهم الذين ذهبوا للعمل في المدن. وخلال رحلتها تعترض فاطمة، التي أدت دورها سناء عكرود نفسها، مجموعة من الإكراهات والعراقيل المرتبطة بواقع المدينة ورؤية الناس للحياة التي تختلف عن رؤيتها البسيطة.

وفي حديث سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء حول تتويج “قصر نظر” بمجموعة من الجوائز أبرزها جائزة “أحسن فيلم”، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة التنويه في الدورة الـ36 من المهرجان السينمائي الدولي “رؤى أفريقيا”، قالت المخرجة المغربية المقيمة بكندا: في “ميوبيا أعطيت الكلمة للمرأة وجعلتها في الواجهة من خلال شخصية فاطم القروية، الشرطية في مركز الشرطة، والفاعلة الجمعوية في المستشفى والصحفية.”

وحين طلب منها في إحدى المرات أن تصف تجربتها الفنية الجريئة والتي تنتصر فيها إلى حرية المرأة، قالت عكرود “من يعرفني جيدا يعرف أنني إنسانة صادقة وجدية وبعيدة عن الغش، أصنع أفلامي على إيقاعي وبأسلوبي، وأشعر بالفرح حين أجد عملا ممتعا يمكن مشاهدته، ولكن لنكن واقعيين فقد اختلط كل شيء في هذه الصناعة وتهجنت حتى فقدت الملامح والمعنى والجدوى.”

13