المخدرات القادمة من سوريا مصدر صداع للعراق ودول المنطقة

بغداد - أخذت قضية تهريب المخدرات عبر الحدود المشتركة، حيزا هاما في المفاوضات التي أجراها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع نظيره العراقي فؤاد حسين.
ولا يخفي العراق قلقه من تحوله إلى ممر عبور رئيس للمخدرات القادمة من سوريا، في ظل حالة انفلات على الحدود المشتركة وسيطرة الميليشيات الإيرانية، التي تتهم بأنها أحد المنتجين الرئيسيين لهذه المواد السامة، على جزء مهم من تلك الحدود.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إنه ناقش مع نظيره السوري سبل المساعدة في القضاء على تهريب المخدرات عبر الحدود المشتركة خلال اجتماع في بغداد الأحد.
وأوضح حسين في مؤتمر صحفي مشترك مع المقداد، الذي وصل إلى العراق السبت في زيارة تستغرق يومين، أن المباحثات بينهما تناولت كيفية العمل المشترك بين العراق وسوريا لمحاربة تجارة وحركة المخدرات.
◙ الحكومات العربية والغرب تتهم دمشق والميليشيات الموالية لإيران بإنتاج حبوب الكبتاغون وتنظيم تهريبها إلى منطقة الخليج
وقال إن من المعلوم أن العراق ممر لهذه الحركة ومع الأسف بدأ استهلاك المخدرات يتفشى في المجتمع العراقي. وأضاف حسين أن الأزمة الإنسانية للاجئين السوريين في العراق، الذين يقدر عددهم بنحو 250 ألف شخص، كانت أيضا على جدول المحادثات الثنائية.
ولاقى الرئيس السوري بشار الأسد ترحيبا حارا في القمة العربية الشهر الماضي بعد أن وافقت الدول العربية على إنهاء تعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية الذي استمر 12 عاما، بسبب قمع الأسد للاحتجاجات المناهضة لنظامه.
وطالبت الدول العربية الأسد بالقضاء على تجارة المخدرات المزدهرة في سوريا ومنع تهريب المخدرات المصنعة في بلاده إلى دول المنطقة. وتنفي الحكومة السورية أي دور لها في تجارة المخدرات التي يتعرض مسؤولون سوريون وأقارب للأسد لعقوبات غربية بسببها.
وتتهم الحكومات العربية والغرب دمشق والميليشيات الموالية لإيران بإنتاج حبوب الكبتاغون المربحة للغاية والمسببة للإدمان وتنظيم تهريبها إلى منطقة الخليج.
وقال مسؤول حكومي عراقي حضر اجتماع الأحد، لكنه لم يرغب في نشر اسمه، لرويترز إن وزيري خارجية العراق وسوريا ناقشا أيضا "الخطوات المتخذة من قبل سوريا على الأرض" للحد من التجارة غير المشروعة. والتقى المقداد خلال زيارته للعراق أيضا الرئيس العراقي، حيث سلمه دعوة من نظيره السوري لزيارة دمشق.