المخاوف من شتاء قاس تغطي على النجاحات العسكرية لأوكرانيا

كييف - مع اقتراب الشتاء يشعر الأوكرانيون بمخاوف جدية، خاصة بعد أن ركزت روسيا في هجماتها على استهداف البنى التحتية الخاصة بالطاقة والكهرباء والمياه، بهدف خلق أزمة حادة لأوكرانيا تدفعها إلى التراجع عن هجماتها وسعيها لتحرير المناطق التي قالت روسيا إنها ضمتها.
يأتي هذا في الوقت الذي تعلن فيه كييف أنها تحصل على المزيد من الأسلحة، وأنها ستستمر في الحرب لإجبار الروس على التراجع.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تستعد لهجمات روسية جديدة على بنيتها التحتية، بعد أن حث رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو السكان على الاستعداد لأسوأ سيناريو من خلال إعداد خطط طارئة لمغادرة المدينة والبقاء مع الأصدقاء أو الأسرة.
وأعلن سيرجي كوفالينكو، الرئيس التنفيذي لشركة ياسنو وهي مورد رئيسي للطاقة إلى العاصمة على صفحته على فيسبوك، أن البلاد تواجه عجزا بنسبة 32 في المئة في إمدادات الكهرباء المتوقعة. ووصف الأمر بـ”القوة القاهرة”.
في الوقت نفسه، نبهت سلطات الطاقة الأوكرانية إلى انقطاع مزمع في إمدادات الكهرباء، ولكنها أشارت أيضا إلى احتمال تطبيق المزيد من القيود في العاصمة والمنطقة المحيطة بها، بالإضافة إلى ست مناطق أخرى في البلاد.
الأزمة الحادة التي يعيشها الناس والتي تهدد بشتاء قاس لا تثني كييف عن الاستمرار في الحرب وطلب أسلحة متطورة
جاءت التحذيرات في أعقاب تصريحات أدلى بها رئيس بلدية كييف حث فيها السكان على “التفكير في كل شيء” بما في ذلك السيناريو الأسوأ حيث تفقد العاصمة إمدادات الكهرباء والمياه.
وقال في حديث تلفزيوني في مطلع الأسبوع “إذا كان لديك عائلة كبيرة… أو أصدقاء خارج كييف، حيث يوجد مصدر مياه مستقل، وموقد، وتدفئة.. رجاء النظر في إمكانية البقاء هناك لفترة معينة من الوقت”.
وأعلن تجهيز “أكثر من ألف نقطة للتدفئة” تحسبا لذلك.
وأوضح “قمنا بشراء مولدات كهربائية وبتخزين المياه وكل ما هو ضروري لنقاط التدفئة هذه من أجل استقبال الناس”.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي عبر الاتصال المرئي إن أكثر من 4.5 مليون مستهلك باتوا دون كهرباء بالفعل.
وأضاف “ندرك أيضا أن الدولة الإرهابية (روسيا) تركز قواتها ووسائلها لاحتمال تكرار الهجمات الشاملة على بنيتنا التحتية.. أولا وقبل كل شيء، الطاقة… لهذا كانت روسيا بحاجة إلى صواريخ إيرانية. نحن نستعد للرد”.
كييف تراهن على ضغوط واشنطن على موسكو وفاعلية العقوبات عليها. لكن الأميركيين لا يبدو أنهم يسيرون على خط التصعيد الأوكراني
وتعرضت التغذية بالتيار الكهربائي في أوكرانيا، منذ 10 أكتوبر، لأضرار جسيمة بسبب استهداف منشآت الطاقة بعدة ضربات روسية.
ووضعت الشركة المشغلة برنامجاً لتقنين الكهرباء في العاصمة وفي عدة مدن ومناطق أوكرانية، من أجل تجنب انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل.
ولمعرفة موعد التقنين الذي يتم مداورة بين المناطق، يتعين تحديد العنوان على الموقع الإلكتروني للشركة ويظهر بالتالي الجدول لمدة أسبوع.
لكن لا يبدو أن الأزمة الحادة التي يعيشها الناس والتي تهدد بشتاء قاس جدا عليهم ستثني كييف عن الاستمرار في الحرب والحصول على أسلحة متطورة من الحلفاء الغربيين.
وأعلنت أوكرانيا الاثنين أنها تسلّمت من الولايات المتحدة وإسبانيا والنرويج أنظمة دفاع جوي جديدة، تهدف إلى صد القصف الروسي الكثيف على البنى التحتية الحيوية.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة “وصلت أنظمة الدفاع الجوي “ناسامز” و”أسبيد” إلى أوكرانيا! هذه الأسلحة ستعزز قدرات الجيش الأوكراني إلى حد كبير وستجعل مجالنا (الجوي) أكثر أماناً”.
التغذية بالتيار الكهربائي في أوكرانيا تعرضت منذ 10 أكتوبر لأضرار جسيمة بسبب استهداف منشآت الطاقة بعدة ضربات روسية
وأضاف “سنواصل قتال الأعداء الذين يهاجموننا. شكرا لشركائنا: النرويج وإسبانيا والولايات المتحدة”.
وكانت دول أخرى بينها ألمانيا وفرنسا قد سلّمت كييف أنظمة دفاع جوي.
وتطالب أوكرانيا حلفاءها الغربيين منذ أسابيع بتزويدها بأنظمة دفاع جوي حديثة، خاصة مع غياب أي تغييرات عسكرية ميدانية في الأسابيع الأخيرة، وعجز كييف عن دخول خيرسون، ومناورة موسكو بسحب المدنيين، والاستعداد لمعركة طويلة في المنطقة الإستراتيجية.
وتراهن كييف كذلك على ضغوط واشنطن على موسكو وفاعلية العقوبات عليها. لكن الأميركيين لا يبدو أنهم يسيرون على خط التصعيد الأوكراني، وهم يفتحون الباب أمام الحوار مع موسكو للتهدئة ومنع الحرب من أن تأخذ مدى لا يمكن التراجع بعده خاصة في حال استعمال أسلحة نووية تكتيكية.
وأحجم الكرملين الاثنين عن التعليق على تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” يفيد بأن واشنطن أجرت محادثات غير معلنة مع كبار المسؤولين الروس حول تجنب المزيد من التصعيد في حرب أوكرانيا.
ووفقا للتقرير، فإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أجرى محادثات مع معاوني بوتين على أمل تقليص خطر امتداد الحرب في أوكرانيا أو تصعيدها إلى صراع نووي.