المخاطر من وقوع أعمال عنف تتصاعد قبل الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة

الأجهزة الأمنية الأميركية تحذر من "التهديد المتزايد" الذي يطرحه متطرفون عنيفون ويغذيه إيمانهم بوجود تزوير انتخابي.
الخميس 2022/11/03
حادثة الكابتول أسست لمرحلة جديدة من العنف السياسي

واشنطن - أدى الهجوم العنيف على زوج الزعيمة الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى زيادة المخاوف من أن تفضي المعلومات المضللة والانقسامات السياسية العميقة إلى أعمال عنف قبل انتخابات منتصف الولاية الأميركية.

ويعتقد مسؤولون أن هذه العناصر هي القوة الدافعة وراء بعض الهجمات، مثل الهجوم الذي نفذه أحد المؤمنين بنظرية المؤامرة الذي أراد خطف النائبة الديمقراطية بيلوسي بسبب “أكاذيبها” واعتدى على زوجها.

ونشر المشتبه به ديفيد ديباب على الإنترنت فرضيات مشكوكا فيها حول مواضيع متنوعة مثل تزوير الانتخابات أو لقاحات كوفيد أو التغير المناخي أو المحرقة أو حتى الأشخاص المتحولين جنسيا.

ووقع هذا الهجوم قبل أكثر من أسبوع من انتخابات منتصف الولاية الحاسمة، وسط أجواء متوترة. وقال مسؤولون عن الانتخابات ونواب إنهم شهدوا زيادة في التهديدات والترهيب.

إريك سوالويل: العنف السياسي لأنصار دونالد ترامب بلغ ذروته
إريك سوالويل: العنف السياسي لأنصار دونالد ترامب بلغ ذروته

وفي ولاية أريزونا قام مسلحون بدوريات حول صندوق يمكن للناخبين وضع بطاقة الاقتراع فيه مسبقا، مما أثار قلق الناخبين. والجمعة يوم وقوع الهجوم على منزل بيلوسي، كانت الأجهزة الأمنية الأميركية حذرت من “التهديد المتزايد” الذي يطرحه متطرفون عنيفون ويغذيه بشكل خاص إيمانهم بوجود تزوير انتخابي.

وتزايدت المخاوف من العنف السياسي في الولايات المتحدة منذ رفض دونالد ترامب قبول هزيمته في نوفمبر 2020 مما أدى إلى اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.

ومذاك لم يهدأ التوتر في الخطاب السياسي ويعود ذلك جزئيا إلى ثقل الجهات الداعمة لترامب في الحزب الجمهوري وادعاءات بالتزوير من قبل الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.

وأثناء زيارته لتكساس الأسبوع الماضي، أعاد الرئيس السابق دعوة مناصريه إلى عدم تصديق نتائج الانتخابات، ووصف بيلوسي بأنها “مجنونة” واتهم “بايدن وجماعات اليسار المتطرف” بـ”شن حرب” على تكساس. وأضاف أنهم “يحولون الولايات المتحدة إلى دولة بوليسية”، مكررا أن “السادس من يناير نتيجة لانتخابات مسروقة”.

ولم يسجل أي حدث بحجم هجوم الكابيتول، ولكن عدد الحوادث المعزولة وكمية المعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي سبب كاف لإثارة قلق المسؤولين. وفي يونيو توجه مسلح إلى منزل القاضية في المحكمة العليا بريت كافانو لأنه لم يكن راضيا عن قرارها بشأن الإجهاض.

وفي يوليو هدد مسلح النائبة الديمقراطية براميلا جايابال في منزلها في سياتل. وفي الشهر نفسه حاول عسكري سابق يعاني من إدمان الكحول واضطراب ما بعد الصدمة، طعن لي زلدن المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية نيويورك.

ويحمل إريك سوالويل النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا الذي تلقى عدة تهديدات، المسؤولية المباشرة إلى أشد المدافعين عن ترامب. وكتب في أغسطس أن “العنف السياسي (لهؤلاء) بلغ ذروته في الولايات المتحدة وسيؤدي إلى مقتل أحد”، وطلب من المسؤولين الجمهوريين إدانته علنا.

ويضاف إلى ذلك تهديدات موجهة إلى الموظفين المسؤولين عن تنظيم الاقتراع الذين وجه إليهم  ترامب وأنصاره أصابع الاتهام في عام 2020. وتواجه بعض السلطات المحلية صعوبات في توظيف أشخاص لإدارة صناديق الاقتراع.

◙ الأمن السيبراني عززته المعلومات المضللة المتفشية والتهديدات بالمضايقة والترهيب والعنف ضد المسؤولين عن الاقتراع

وفي ولاية أريزونا، حيث كان التوتر بشأن نتائج انتخابات 2020 شديدا، قام مسلحون يحملون كاميرات بمراقبة صندوق معدني وضع فيه الناخبون بطاقات الاقتراع.

وقالت وزارة العدل أمام محكمة فيدرالية إن مثل هذا السلوك “يثير مخاوف جدية بشأن ترهيب الناخبين”. ويضاف إلى هذا المناخ المتوتر كمية المعلومات المضللة عبر الإنترنت، المنصة الخصبة لنشر العنف وفقا للمسؤولين في واشنطن.

والأحد تحدث كبير مسؤولي الأمن السيبراني في الولايات المتحدة عن مناخ عنيف عززته “المعلومات المضللة المتفشية” و“التهديدات بالمضايقة والترهيب والعنف ضد المسؤولين عن الاقتراع ومراكز التصويت والناخبين”.

وقالت جين إيسترلي مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنى التحتية لشبكة سي.بي.إس، إن المعلومات المضللة “يمكن أن تقوض الثقة في النظام الانتخابي ويمكن استخدامها للتحريض على العنف”.

5