المخابرات الإسرائيلية تستبعد القضاء على حماس في غزة

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستبعد فرار السنوار إلى مصر لتداعياته على الحكومة المصرية.
الجمعة 2024/02/16
زعيم حماس يمثل كابوسا للاسرائيليين

غزة - باتت الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية أكثر اقتناعا ببقاء حركة حماس في قطاع غزة حتى لو منيت بخسارة وفقدت الكثير من قوتها العسكرية والبشرية.
واستبعدت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، القضاء على حركة "حماس"، معتبرةً أنه حتى لو نجح الجيش بهزيمتها كنظام حاكم في قطاع غزة فإنها ستبقى كمنظمة مسلحة. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية الجمعة، عن قسم الأبحاث بشعبة الاستخبارات العسكرية أنه "حتى لو هزمنا حماس كنظام فإنها ستبقى كمنظمة حرب عصابات".
وقالت إنه "في تقييمها للوضع سواء فيما يتعلق بالإنجازات المتوقعة من الحرب في غزة، أو على الساحة الفلسطينية بشكل عام، فإنها (شعبة الاستخبارات) تصوغ نوعا من التحذير للمستوى السياسي".
وكانت إسرائيل أعلنت مرارا 3 أهداف من الحرب على غزة، وهي إسقاط حكم "حماس" في القطاع والقضاء على قدراتها العسكرية، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، والتأكد من وجود "إدارة في غزة لا تشكل تهديدا لإسرائيل"، لكنها لم تحقق أي من هذه الأهداف رغم دخول الحرب شهرها الخامس.
وأضافت القناة أن التحذير جاء فيه أنه "في قطاع غزة رغم المناورات والمسلحين الذين يتم القضاء عليهم والكتائب التي تهزم فإنه يتم الحفاظ على الدعم الحقيقي لحماس" أي في أوساط الفلسطينيين.
وتابعت "على خلفية إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم مناقشة مسألة اليوم التالي لنهاية الحرب حتى الآن، يؤكد مسؤولون كبار في شعبة الاستخبارات على أنه نظراً لعدم وجود بدائل حالياً أو تحرك عملي لتنظيم بديل لحماس، فإن غزة ستصبح منطقة تعاني من أزمة عميقة".
ولفتت إلى أنه تم نقاش هذا التقييم الإثنين الماضي بمشاركة ضباط كبار من شعبة الاستخبارات وجهاز الأمن العام "الشاباك" وهيئة أركان الجيش الإسرائيلي مضيفة "قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إنه تم التوضيح خلال المناقشات أن الجيش الإسرائيلي سيواصل التعامل مع فلول منظمات حرب العصابات التي لا تزال باقية حتى القضاء عليها بالكامل، ولكن هذا سوف يستغرق وقتا".
وذكرت أن الجيش قال "إن القضاء على حماس ليس إنجازا واقعيا في المدى المنظور"، وقالت إن الجيش "فضّل عدم التعليق على هذا التقرير" لافتة إلى أن "المؤسسة الأمنية تدرك أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار متقدم علينا بأيام عديدة، وهناك جهد لسد هذه الفجوة".
وقالت "يرى النظام الأمني أن هذه الفجوة يمكن سدها، ويعمل على سدها هذه الأيام. عندما يصل إلى المناطق التي يقيم فيها كبار مسؤولي حماس، ستظهر النتائج المدة التي قضاها هناك حتى وصول قواتنا إليهم".
وأضافت "إذا كانوا لا يزالون بالفعل في منطقة خانيونس (جنوب) كما تعتقد المؤسسة الأمنية، وربما لا يستطيعون الهروب إلى أماكن أخرى، يجب وضع علامة استفهام على ذلك ولكن هذا ما تعتقده المؤسسة الأمنية، فيمكن الوصول إليهم".
وأضافت "سيستغرق الأمر بعض الوقت، ربما ليس وقتًا طويلاً، لكن في النهاية سيتمكنون من الوصول إليهم" متابعة "كانت التقديرات في بداية الحرب تشير إلى أنه زعيم حماس يقيم بمستشفى الشفاء شمال قطاع غزة، وسرعان ما تغير التقدير إلى أنه في خانيونس".
وأكملت "ولا تعتقد المؤسسة الأمنية أن السنوار فر إلى مصر، مع الأخذ بالاعتبار أنه يستطيع الوصول إلى رفح، لكن القاهرة ليس لها مصلحة بالسماح له بالهروب إلى مصر".
وحتى اليوم، فشل الجيش الإسرائيلي في الوصول إلى السنوار، الذي يعتبره المسؤول الأول عن هجوم "طوفان الأقصى" شنته "حماس" على مستوطنات وقواعد عسكرية بمحاذاة غزة في 7 أكتوبر الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى منذ تأسيسها.