المخابرات الأميركية: كابول قد تسقط بيد طالبان في غضون أشهر

واشنطن - رجح تقييم أميركي أن تعزل حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول في غضون شهر، وأنها قد تسيطر عليها بشكل نهائي في غضون نحو ثلاثة أشهر، بينما تواصل تحقيق مكاسب واسعة على الأرض.
وبحسب مسؤول دفاعي أميركي، فإن تقييما جديدا لوكالة الاستخبارات الأميركية يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها طالبان في أنحاء البلاد، قدّر أن الحركة المتشددة إذا واصلت على نفس وتيرة الهجمات الحالية فإنها ستسيطر في غضون ثلاثة أشهر على العاصمة كابول.
وتابع "لكن هذه ليست نتيجة محتومة"، مضيفا أن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء المزيد من المقاومة للحركة المتمردة.
وسيطر مقاتلو طالبان على ثماني عواصم إقليمية في ستة أيام، في وتيرة فاجأت المسؤولين الأميركيين.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إن قوات طالبان تسيطر الآن على 65 في المئة من أفغانستان، وإنها سيطرت على 11 عاصمة إقليمية أو تهدد بانتزاع السيطرة عليها.
وحتى الشهر الماضي، كانت تقييمات المخابرات الأميركية تحذر من أن الحكومة الأفغانية قد تسقط خلال وقت قصير، ربما ستة أشهر.
وخسرت الحكومة الأفغانية مدينة فايز أباد عاصمة إقليم بدخشان في الشمال الشرقي الأربعاء في أحدث انتكاسة لها، بينما تواجه صعوبة في إيقاف هجمات طالبان.
وجاءت سيطرة طالبان على المدينة في الوقت الذي توجه فيه الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار الشريف، أكبر مدن شمال البلاد، لحشد زعماء الميليشيات السابقين للدفاع عنها، بينما تقترب قوات طالبان منها.
وقال جواد مجددي، عضو مجلس محلي الإقليم من بدخشان، إن طالبان ضربت حصارا على فايز أباد قبل شن هجوم على المدينة الثلاثاء.
وأضاف "مع سقوط فايز أباد بات الشمال الشرقي بأكمله تحت سيطرة طالبان".
وتحارب طالبان لإنزال الهزيمة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وفرض تفسيرها للشريعة الإسلامية من جديد. وقد أثارت سرعة تقدم قواتها صدمة الحكومة وحلفائها.
وحث الرئيس الأميركي جو بايدن القيادات الأفغانية على القتال في سبيل الوطن، وقال إنه غير نادم على قرار سحب القوات، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاما وفقدت الآلاف من جنودها.
وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم دعما جويا كبيرا وأغذية ومعدات ومرتبات للقوات الأفغانية.
وستكمل الولايات المتحدة سحب قواتها هذا الشهر مقابل وعود طالبان بمنع استخدام أفغانستان في الإرهاب الدولي.
وتعهدت طالبان بعدم مهاجمة القوات الأجنبية لدى انسحابها، لكنها لم توافق على وقف لإطلاق النار مع الحكومة. ولم يفض التزام طالبان بالمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة إلى شيء في ظل تطلعها إلى النصر العسكري.
وقال مصدر أميركي مطلع على تقييمات المخابرات إن آراء قدمت مجموعة من النتائج المحتملة، من سيطرة سريعة لطالبان ومعركة طويلة إلى اتفاق محتمل عبر التفاوض بين طالبان والحكومة الحالية.
وكان قيادي كبير في طالبان أعلن أن رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبدالغني برادر التقى بالمبعوث الأميركي الخاص بالمصالحة الأفغانية السفير زلماي خليل زاد في الدوحة الثلاثاء.
وأثار تقدم طالبان مخاوف من عودة السلطة إلى المقاتلين المتشددين الذين خرجوا في مطلع التسعينات من غبار الفوضى التي أشاعتها الحرب الأهلية وسيطروا على معظم البلاد من 1996 إلى 2001، عندما أطاحت بهم حملة قادتها الولايات المتحدة من السلطة لإيوائهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وناشد المسؤولون الأفغان من أجل الضغط على باكستان لوقف تدفق تعزيزات طالبان وإمداداتها عبر الحدود. وتنفي باكستان مساندة طالبان.
ولم تتمكن طالبان مطلقا خلال حكمها بين 1996 و2001 من السيطرة التامة على الشمال، لكنها مصممة هذه المرة على إخضاعه قبل تضييق الخناق على العاصمة.
وينشد غني حاليا الدعم من زعماء الميليشيات السابقين الذين همشهم على مدى سنوات وأمراء حرب تحوم حولهم شبهات فساد ويشتبه في ارتكابهم فظاعات، لمساعدة القوات الأفغانية على صدّ هجمات طالبان.
واستولت طالبان على مقاطعات على الحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان وإيران وباكستان والصين، مما زاد المخاوف المتعلقة بالأمن الإقليمي.