المجلس الرئاسي يزور الرئيس اليمني السابق بعد عام من تنحيته

ظهور عبدربه منصور هادي مع رئيس وأعضاء المجلس القيادة الرئاسي يحمل رسائل سياسية للحوثيين ويسقط شائعات احتجازه.
السبت 2023/04/15
صورة بدلالات سياسية

عدن - أجرى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، مساء الجمعة، زيارة إلى الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، وشقيقه الأسير المحرر، اللواء ناصر منصور هادي، الذي وصل إلى العاصمة السعودية الرياض.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس، تبادلوا مع الرئيس السابق، التهاني بخواتم شهر رمضان المبارك، والإفراج عن مئات المحتجزين من سجون ميليشيات الحوثيين، بمن فيهم وزير الدفاع الأسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن السياسي في عدن ولحج وأبين.

وعبّر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عن تهانيه بالإفراج عن شقيق الرئيس السابق هادي، وللشعب اليمني ومئات الأُسر التي التأمت بأحبائها في هذه الأيام المباركة.

وأعرب عن أمله بأن تمثل هذه الخطوة مدخلًا لإغلاق هذا الملف الإنساني، والبناء عليه في تحقيق السلام الشامل والعادل في كافة ربوع اليمن.

واستقبل مطارا عدن وصنعاء الدوليان، اليوم الجمعة، 318 أسير حرب ومختطفًا، عبر رحلتين لكل مطار، في صفقة تبادل بين الحكومة اليمنية والحوثيين جرى التوافق بشأنها خلال محادثات سويسرا، الشهر الماضي، برعاية من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وكان من بين أسرى القوات الحكومية التي وصلت إلى مطار عدن الدولي، اللواء الركن الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، قبل أن يتم نقل الأخير في طائرة خاصة إلى الرياض، نتيجة وضعه الصحي.

وتشمل عملية التبادل بين الأطراف اليمنية 887 أسيرًا ومختطفًا، على مدى 3 أيام، تفرج خلالها السلطات الحكومية عن 706 أسرى من مقاتلي الحوثيين، مقابل 181 أسيرًا ومختطفًا لدى الحوثيين، تمهيدًا لعملية تبادل أخرى شاملة "لجميع المحتجزين والمختطفين على قاعدة الكل مقابل الكل، وتصفير كل المعتقلات والسجون".

وأثار ظهور الرئيس اليمني السابق إلى جانب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالزي الرسمي وربطة العنق، فيما أعضاء من مجلس القيادة بملابس عادية، تساؤلات الكثير من المراقبين.

وعلى الرغم من ظهور عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح، كذلك بزي رسمي وربطة عنق، إلا أن الكثير من المعلقين بينهم صحافيين وإعلاميين، ركزوا على هادي والعليمي.

واعتبر مراقبون هذا الظهور اللافت، يحمل رسائل سياسية لجماعة الحوثي التي ما تزال تراوح وتماطل خلال مباحثات السلام الأخيرة، وتحاول قدر الإمكان التهرب وكسب المزيد من الوقت واختلاق الأعذار لإبطال مساعي السلام في اليمن.

وقال معلقون إن الشرعية جاهزة للسلام مع الحوثي، بالتشكيلة التي يريدها، رئيس منتخب -في إشارة إلى الرئيس السابق، هادي الذي فوض المجلس الرئاسي بصلاحياته - أو مجلس القيادة الحالي بأعضائه الثمانية.

تساءل آخرون "لو أن أحدهم حضر اللقاء بدون بدلة رسمية وبالذات " ربطة العنق" كانت الصورة طبيعية ، لكن الرئيس هادي ورئيس مجلس القيادة العليمي حضرا باللبس الرسمي الكامل، فهل اللقاء ذو مغزى؟ ومن الذي أراد إرسال رسالة؟".

واضافوا "في الصورة استعدادات العليمي واضحة على أنه الرئيس، لكن دعوة هادي في هذا التوقيت لكل قيادات الدولة تحمل في طياتها سؤالا، مالذي يدور في رأس الرئيس هادي؟ وهل هناك جهة طلبت منه الظهور المفاجيء؟ وهل هناك اشتراطات للحوثيين بالتفاوض مع الرئيس السابق؟".

وقال الناشط أحمد الميسري عبر حسابه على تويتر الصورة ما كانت لتخرج لو لم تكن فيها رسالة للحوثي: إما المجلس أو رجعنا لكم هادي".

 

 

رأى آخرون، أن صورة ظهور الرئيس السابق إلى جوار رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي، أسقطت الدعايات والإشاعات التي ظلت تسيء للأشقاء في المملكة العربية السعودية طيلة السنة الماضية، بمزاعم أن الرئيس السابق، هادي، وعائلته قيد الاحتجاز وأنه فوض المجلس الرئاسي بصلاحياته بالإجبار.

وقال فهد طالب الشرفي مستشار وزير الإعلامي اليمني إن للصورة دلالة كبيرة أهمها أن "كل الشخصيات القوى اليمنية تؤمن بالنهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة والشراكة، وأن معضلتنا التاريخية هي مع عصابة السلالة ودعوى الاصطفاء والحق الإلهي".