المجلس الانتقالي الجنوبي يقطع الطريق على تلاعب الإخوان باتفاق الرياض

تشكيلات أمنية جديدة موالية للإخوان لإفراغ استحقاقات اتفاق الرياض من محتواها العسكري والأمني.
الاثنين 2019/12/02
مساع لعرقلة اتفاق الرياض

عدن – وصف مراقبون عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى عدن بأنها رسالة على جدية المجلس في تنفيذ اتفاق الرياض، وعدم السماح في نفس الوقت بالتلاعب بالبرنامج الزمني للاتفاق والالتفاف عليه، وكسب عامل الوقت من قبل قوى نافذة في الحكومة اليمنية جاهرت برفضها للاتفاق الذي رعته السعودية بين الشرعية والمجلس الانتقالي.

وقال الزبيدي في لقاء مع قيادات في المجلس، الأحد “إن الجنوب وقضيته أصبحا أمرا واقعا ورسميا لدى المجتمع الدولي والإقليمي، بعد توقيع اتفاق الرياض”، مشيرا إلى “إن الاتفاق يعدّ مكسبا وانتصارا سياسيا لشعب الجنوب وقضيته بمباركة دول العالم للاتفاق واعترافها بتمثيل المجلس الانتقالي لشعب الجنوب في المحافل الدولية”.

ومع عودته إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، عقد رئيس المجلس الانتقالي عددا من الاجتماعات الرسمية التي عكست الثقل السياسي والعسكري والشعبي الذي يمثّله المجلس في المناطق المحررة جنوب اليمن.

واشتملت أنشطة الزبيدي منذ عودته على لقاء جمعه بقائد التحالف العربي في عدن مجاهد العتيبي، والذي جدّد فيه التزام المجلس بمواصلة جهود الحرب ضد الحوثيين، والتمدد الإيراني والتنظيمات الإرهابية.

ووفقا لمصادر إعلامية مقرّبة من المجلس الانتقالي فقد تطرّق اللقاء الذي يعدّ الأول من نوعه منذ التوقيع على اتفاق الرياض لآلية تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق، والتعاون في مجال تثبيت الأمن في العاصمة المؤقتة، وتخفيف معاناة السكان في جانب الخدمات.

وكان الزبيدي قد رأس فور وصوله إلى عدن اجتماعا للقيادات العسكرية والأمنية في جنوب اليمن، فيما وصفه مراقبون بأنه رد على التحرّكات العسكرية للإخوان في محافظتي شبوة وأبين والمؤشرات على تصاعد تأثير التيار الرافض لتنفيذ اتفاق الرياض في الحكومة الشرعية والذي يراهن على عامل الوقت في إفشال الاتفاق.

ونقلت مصادر إعلامية مقرّبة من الانتقالي عن رئيس المجلس طلبه من القادة العسكريين والأمنيين “رفع درجة اليقظة الدائمة للأفراد والضباط في كافة الجهات والمواقع”، وخصوصا مناطق التماس مع الميليشيات الحوثية شمال عدن.

وأشارت المصادر إلى تأكيد الزبيدي على استمرار الحوار في إطار اللجان العسكرية والأمنية لوضع آلية تنفيذ نقاط اتفاق الرياض، مؤكدا أن “المجلس الانتقالي سيعمل كل ما في وسعه لتسهيل عمل تلك اللجان وإنجاحه لما فيه المصلحة العليا للوطن وحفاظا على مصالح الأمة”. وفي ذات السياق أعلنت المقاومة الجنوبية، السبت عن تشكيل لواء عسكري جديد في الضالع بالتزامن مع ذكرى الاحتفالات بجلاء بريطانيا من عدن.

وقالت مصادر إعلامية إنّه تم تدشين اللواء الخامس مقاومة جنوبية بقيادة العقيد محمود البتول لينضم إلى تشكيلات المقاومة الجنوبية التي يقودها مدير أمن عدن شلال شايع الذي تؤكد المصادر أنه سيتم تعيين مدير أمن جديد خلفا له خلال الأيام القادمة.

ويترافق الحراك السياسي والعسكري الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي مع تعثّر في تنفيذ البرنامج الزمني لاتفاق الرياض، الذي تؤكد المصادر أنه ناتج عن خلافات حول التوافق على أسماء القيادات المدنية والعسكرية التي يفترض وفقا للاتفاق تعيينها بعد التوقيع على الاتفاق، ويشمل ذلك تعيين محافظ ومدير أمن لعدن بعد عودة رئيس الحكومة وفريقه المصغّر.

بالمرصاد لتحركات الإخوان
بالمرصاد لتحركات الإخوان

وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن وقوف قوى نافذة خلف التعثّر في تنفيذ البرنامج، حيث تتضمّن المرحلة الأولى من بنود الاتفاق انسحاب القوات العسكرية من محافظتي أبين وشبوة وعودتها لمواقعها السابقة، وهو الأمر الذي لازال يصطدم برفض جماعة الإخوان التي لازالت تراهن على إفراغ استحقاقات اتفاق الرياض من محتواها وخصوصا في الشق العسكري والأمني من خلال استحداث تشكيلات أمنية موالية لها في شبوة تحلّ محلّ القوات العسكرية المنسحبة.

ووفقا لمصادر عسكرية في محافظة شبوة، فقد شهدت المحافظة خلال الفترة القليلة الماضية تخرّج عدد من الوحدات الأمنية والعسكرية بهدف ملء الفراغ الأمني، ونتيجة رغبة جماعة الإخوان في فرض أمر واقع في المحافظة هروبا من استحقاقات اتفاق الرياض.

وفي هذا السياق أكدت المصادر تخرج مئات من جنود قوات الأمن الخاصة والشرطة العسكرية وكذلك سرايا من الجيش، فيما لا تزال المعسكرات تفتح أبوابها أمام العناصر المنتمية إلى حزب الإصلاح للانضمام لتلك الوحدات المستحدثة.

وأشارت مصادر “العرب” إلى أن قيادات نافذة من حزب الإصلاح وبعض المحسوبين على قطر، لازالوا يبدون رفضهم لمضامين اتفاق الرياض التي تجعل من المجلس الانتقالي شريكا أساسيا في اتخاذ القرار في جنوب اليمن.

وتشير المصادر إلى أنّ هذا التيار الرافض للاتفاق يراهن على عامل الوقت وعلى تكرار نموذج تفكيك قوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس علي عبدالله صالح بعد التوقيع على المبادرة الخليجية في العام 2011، واستخدام نفوذها في مؤسسات الشرعية لتنفيذ هذا السيناريو، الذي يؤكد مراقبون أنّه بات ضمن حسابات قيادة المجلس الانتقالي في التعامل مع هذا الملف.

3