المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بإدراج قضية الانفصال ضمن المفاوضات الأممية

نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عيدروس الزبيدي يدعو المبعوث الأممي هانز غروندبرغ إلى وضع إطار تفاوضي لقضية شعب الجنوب، باعتبارها محورية.
الثلاثاء 2023/02/21
طرح قضية الجنوب مع بوادر انفراجة في الأزمة اليمنية

عدن – يعمل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، بصفته أحد النافذين في المشهد السياسي وصاحب القضية الأبرز في السياق السياسي للدولة اليمنية، من وقت إلى آخر على إبراز قيمة القضية الجنوبية وأهميتها مع كل المناقشين للأزمة في البلاد.

وخلال لقائه بمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ الاثنين شدد الزبيدي على أهمية السلام في اليمن بشكل عام، مع وضع القضية الجنوبية موضع نقاش.

ويأتي هذا اللقاء مع ظهور بوادر انفراجة في الأزمة اليمنية، باقتراب توقيع الطرفين المتحاربين على اتفاق السلام النهائي الذي يبدو أنه بات وشيكا بعد أن تم حسم أغلب الملفات العالقة.

وجدد الزبيدي دعم قيادة مجلس القيادة الرئاسي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للتهدئة، للوصول إلى عملية سياسية شاملة لوقف الحرب بعد ثماني سنوات من المعاناة. كما جدد دعمهما لكافة الجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وفقا للموقع الرسمي للانتقالي الجنوبي.

وأعرب عن تطلع المجلسين إلى دور أكبر بما يسهم في إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، مشددا على أهمية التعاطي مع فريق المفاوضات المشترك الذي تم التوافق عليه في مجلس القيادة الرئاسي، لضمان تسهيل عملية التهدئة والوصول إلى اتفاقات دون عراقيل.

وطالب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بـ"إدراج قضية شعب الجنوب، ضمن أجندة المفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، لوضع إطار تفاوضي لها، باعتبارها قضية محورية".

وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017، ويسيطر على محافظات جنوبية أهمها عدن التي اتخذتها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة.

ويتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي خيار انفصال الجنوب، وقد جرى التوافق خلال المفاوضات التي جرت برعاية مجلس التعاون الخليجي العام الماضي على تأجيل طرح هذا الخيار إلى حين حسم الصراع مع الحوثيين.

وجدد المبعوث الأممي التزام الأمم المتحدة بمواصلة الجهود الرامية إلى إيقاف الحرب والوصول إلى عملية سلام شامل ومستدام تشارك فيها جميع الأطراف من دون استثناء، بالإضافة إلى وضع القضية الجنوبية موضع مناقشة الأطراف الدولية المعنية بسياق الأحداث في الأراضي اليمنية بشكل عام.

كما ناقش اللقاء مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن، ونتائج لقاءات المبعوث الأممي إلى اليمن مع الأطراف المعنية بعملية السلام وإنهاء الحرب، وزيارتيه الأخيرتين إلى جمهوريتي ألمانيا وروسيا.

وكان غروندبرغ قد اختتم الجمعة الماضي زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، التقى خلالها بوزير الخارجية سيرغي لافروف وعدد من كبار المسؤولين الروس، لمناقشة الدور الهام للمجتمع الدولي ومجلس الأمن في دعم الأطراف اليمنية للتوصل إلى تسوية مستدامة عن طريق التفاوض.

وتبذل الأمم المتحدة وجهات دولية وإقليمية، لاسيما سلطنة عُمان، جهودا مستمرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة مطولة يقود إلى عملية سياسية، تفضي إلى نهاية الحرب التي يشهدها اليمن منذ نحو تسع سنوات.

ومنذ نهاية هدنة في الثاني من أكتوبر 2022 استمرت ستة أشهر باليمن، تتواصل جهود أممية ودولية وإقليمية لتجديدها وسط تبادل الحكومة والحوثيين الاتهامات بشأن المسؤولية عن الفشل في تمديدها.

ويرى متابعون أن اللافت في الوساطات الجارية حاليا هو حصرها بين الحوثيين والسعودية، في تغييب واضح للسلطة الشرعية التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي.

ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

وازدادت حدّة النزاع منذ مارس 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.