المجر تنضم إلى ثماني دول بتحويل مدفوعات الغاز إلى الروبل

العملاق الإيطالي "إيني" يستعد لفتح حساب بالعملة الروسية لدفع ثمن الغاز رغم تحذيرات بروكسل للشركات من الرضوخ لمطالب روسيا.
الخميس 2022/04/28
الغاز الروسي يقسم أوروبا

بودابست - انضمت المجر إلى الدول التي اتفقت مع روسيا على السماح بتحويل مدفوعات شراء الغاز الروسي إلى عملة الروبل، في اختبار لسياسة العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوروبي.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن وزير شؤون مجلس الوزراء المجري جيرجلي جولياس قوله للصحافيين الخميس، "المجر، إلى جانب تسع دول أخرى، والتزاما بسياسة عقوبات الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، تدفع باليورو لمصرف غازبروم بنك، الذي يحولها بدوره إلى الروبل".

وكانت المفوضية الأوروبية قد سمحت للشركات الأوروبية بشراء الغاز الروسي بالروبل، دون انتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على موسكو جراء غزو أوكرانيا.

وأوضحت المفوضية، في وثيقة نُشرت الخميس الماضي، أنه "من الممكن أن المرسوم الذي أصدرته موسكو والذي يطالب بسداد مدفوعات الطاقة بالعملة الروسية، لا يمنع عملية الدفع التي تتماشى مع الإجراءات التقييدية للاتحاد الأوروبي".

وكان المرسوم الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر مارس طالب الشركات بامتلاك حسابات في شركة "غازبروم" الروسية المملوكة للدولة، والتي من شأنها تحويل مدفوعات الغاز إلى الروبل، من أجل الوفاء بالعقود، بدلا من التداول مباشرة مع الشركة.

وفرضت عقوبات على "غازبروم" من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ولكن ليس الاتحاد الأوروبي.

وتعد المجر من بين أكثر دول الاتحاد الأوروبي اعتمادا على الطاقة الروسية، حيث سبق أن أكدت في وقت سابق من الشهر الحالي استعدادها لسداد ثمن الغاز الروسي بالروبل.

وتستعد شركة الطاقة الإيطالية العملاقة "إيني" لفتح حسابات مصرفية بالروبل الروسي في مصرف غازبروم بنك الروسي، رغم تحذيرات بروكسل للشركات من الرضوخ لمطالب روسيا.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مصادر مطلعة قولها إن هذه الخطوة احترازية، حيث تطلب "إيني" من الحكومة الإيطالية والسلطات الأوروبية المزيد من الإيضاحات بشأن الظروف التي تتيح لها استخدام هذه الحسابات لشراء الغاز الروسي.

وشركة "إيني" لم تستخدم الآلية الجديدة بعدُ، ولم تسدد مدفوعات الغاز إلا باليورو حتى الآن. وسيحل موعد سداد المدفوعات التالية في النصف الثاني من شهر مايو المقبل.

وتحصل إيطاليا على 40 في المئة من وارداتها من الغاز الطبيعي من روسيا، في حين يسعى رئيس الوزراء ماريو دراغي إلى إيجاد مصادر بديلة لإمدادات الغاز.

وتأتي هذه الخطوة على الرغم من توقيع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي مؤخرا اتفاقية في مجال الطاقة مع مجمع "سوناطراك"، لتزويد إيطاليا بالغاز ضمن سعي روما لإيجاد مصدر بديل للغاز الروسي.

وأكد وكيل وزارة الخارجية الإيطالية بينيديتو ديلا فيدوفا الخميس أن بلاده لن تدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، مشيرا إلى أن إيطاليا من بين الدول التي تعد نفسها للاستغناء عن الغاز الروسي.

وأشار ديلا فيدوفا خلال مداخلة تلفزيونية إلى أنها "كانت محاولة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن تصدينا لها".

وأضاف أن "إيطاليا من بين الدول التي تنظم نفسها للاستغناء عن الغاز الروسي. نحن نبحث عن مصادر أخرى للإمداد، وعلينا تسريع مشاريع الطاقة المتجددة التي تنتظر الحصول على التراخيص، ويمكن البدء فيها على الفور".

غاز

وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين الشركات من الرضوخ لمطالب روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل، في حين تسعى أوروبا جاهدة من أجل رد موحد على محاولات روسيا لتسليح إمداداتها من الطاقة.

وستكون الأسابيع المقبلة كفيلة باختبار قدرة أوروبا على الحفاظ على جبهة موحدة ضد شروط موسكو بشأن الغاز، أو أنها ستضطر في نهاية المطاف إلى الانصياع.

وحسب "بلومبرغ"، فإن هذه الوحدة الأوروبية قد تكون بدأت في التلاشي، حيث كشف مصدر مقرب من شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" أن أربع دول دفعت مقابل إمدادات الطاقة بالروبل.

ونقلت "بلومبرغ" عن المصدر قوله إن عشر شركات قامت بفتح حسابات تابعة لشركة "غازبروم"، استعدادا للدفع بالعملة المحلية الروسية، وذلك خشية قطع إمدادات الطاقة.

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لمناقشة الأمور السرية، "حتى إذا رفض المشترون الآخرون شروط الكرملين، فمن غير المرجح حدوث المزيد من عمليات القطع بعد توقف تدفق الغاز إلى بولندا وبلغاريا الأربعاء حتى النصف الثاني من شهر مايو، عندما يحين موعد المدفوعات التالية".

وأعلنت حكومتا بلغاريا وبولندا أن روسيا ستوقف تسليم إمدادات الغاز الطبيعي إليهما ابتداء من الأربعاء، في تصعيد كبير بشأن المعركة بين موسكو وأوروبا على إمدادات الغاز الضرورية.

وقال المصدر إن الإمدادات عن بولندا وبلغاريا قطعت بعد أن رفضتا آلية "غازبروم" المقترحة لدفع الروبل، والتي تقول شركة الغاز العملاقة إنها لا تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وبعد وقف إمدادات الغاز من روسيا عن بولندا وبلغاريا، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الدولتين ستحصلان على الغاز من جيرانهما الأوروبيين.

وقالت رئيسة المفوضية في كلمة مقتضبة أمام الصحافة "سنعمل على أن يكون لقرار 'غازبروم' أقل تأثير ممكن على المستهلكين الأوروبيين".

واعتبرت أن "الإجراء الذي اتخذته روسيا سيؤثر على روسيا نفسها. الكرملين يضر بالاقتصاد الروسي لأنهم يحرمون أنفسهم من مردود كبير".

وأشارت إلى أن هذا "التوقف أحادي الجانب" للتسليم "غير مبرر وغير مقبول". وقالت "هذا يظهر مرة أخرى عدم موثوقية روسيا كمورد للغاز".

وأضافت "اليوم فشل الكرملين مرة أخرى في محاولته بث الانقسام بين الدول الأعضاء. عصر الوقود الأحفوري الروسي في أوروبا يقترب من نهايته".

ووصف جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلال زيارة إلى تشيلي خطوة "غازبروم" بأنها "عمل عدائي"، محذرا من أنها لن تؤدي سوى إلى "تسريع تحول أوروبا إلى مصادر الطاقة النظيفة التي لا تخلق تبعيات لأحد".