المجر تعلن انسحابها من المحكمة الجنائية على وقع زيارة نتنياهو

بودابست ترفض فكرة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وتصف مذكرة الجنائية الدولية بأنها "سافرة".
الجمعة 2025/04/04
بنيامين نتنياهو يشيد بحليفه فيكتور أوربان

بودابست - أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمجر لقرارها “الجريء والذي يستند إلى مبادئ” بشأن الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وذلك خلال زيارته إلى بودابست الخميس في رحلة خارجية نادرة تتحدى مذكرة اعتقال له صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

ويواجه نتنياهو، الذي دعاه رئيس الوزراء المجري المنتمي إلى تيار اليمين فيكتور أوربان، مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب جرائم حرب في غزة حيث وسعت إسرائيل عمليتها العسكرية في القطاع الفلسطيني.

ورفضت المجر فكرة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووصفت المذكرة بأنها “سافرة”.

وفي إعلان صدر خلال زيارة نتنياهو قال أوربان إن المجر ستنسحب بالكامل من المحكمة الجنائية الدولية، وهي منظمة تأسست منذ أكثر من عقدين لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

كاسبار فيلدكامب: يتعين على المجر الوفاء بالتزاماتها تجاه المحكمة
كاسبار فيلدكامب: يتعين على المجر الوفاء بالتزاماتها تجاه المحكمة

وأضاف أوربان في مؤتمر صحفي مع نتنياهو “لم تعد هذه محكمة محايدة، ومحكمة سيادة القانون، بل محكمة سياسية. أصبحت قراراتها أوضح ما يكون في ضوء قراراتها بشأن إسرائيل.”

وكان رئيس الوزراء المجري دعا نظيره الإسرائيلي إلى زيارة بودابست في نوفمبر الماضي، بعد مرور يوم على صدور مذكرة الاعتقال بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة التي اندلعت بعد هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل.

ورفضت إسرائيل الاتهامات وقالت إنها مسيسة ومدفوعة بمعاداة السامية. كما تقول إن المحكمة فقدت كل مشروعيتها بإصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم منتخب ديمقراطيا لدولة تمارس حقها في الدفاع عن نفسها.

وقال نتنياهو لأوربان “أنتم تقفون معنا في الاتحاد الأوروبي، وتقفون معنا في الأمم المتحدة وقد اتخذتم للتو موقفا جريئا ومبدئيا بشأن المحكمة الجنائية الدولية… من المهم لجميع الديمقراطيات الوقوف في وجه هذه المنظمة الفاسدة.”

ولم يكن لدى متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية تعليق فوري على انتقادات أوربان ونتنياهو.

وكانت المحكمة قالت في وقت سابق إن قرارها متابعة أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين يتماشى مع نهجها في جميع القضايا وإنه ليس على الدول أن تقرر من جانب واحد سلامة قراراتها القانونية.

وزيارة المجر هي الرحلة الخارجية الثانية لنتنياهو منذ أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال، وذلك بعد زيارة إلى واشنطن في فبراير الماضي للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

والمجر عضو مؤسس في المحكمة الجنائية الدولية وملزمة نظريا باعتقال وتسليم أي شخص تصدر بحقه مذكرة من المحكمة. لكن أوربان أوضح عندما أصدر الدعوة أن بودابست لن تنفذ القرار الذي وصفه بأنه “سافر وسخيف وغير مقبول بالمرة.”

زيارة المجر هي الرحلة الخارجية الثانية لنتنياهو منذ أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال

وعبرت رئاسة المحكمة الجنائية الدولية الخميس عن قلقها إزاء قرار المجر الانسحاب من المحكمة.

وحثت رئاسة المحكمة المجر في رسالة على مواصلة التزامها الراسخ بنظام روما الأساسي، وهو المعاهدة التأسيسية للمحكمة.

وصدقت المجر على الوثيقة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية في عام 2001، لكن القانون لم يصدر.

وقال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، الذي تستضيف بلاده مقر المحكمة الجنائية الدولية، الخميس إنه حتى اكتمال انسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية، والذي قال إنه يستغرق حوالي عام، لا يزال يتعين عليها الوفاء بواجباتها.

وانقسمت دول الاتحاد الأوروبي بشأن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية. فقد قال البعض العام الماضي إنه سيوفي بالتزاماته في المحكمة الجنائية الدولية، بينما قالت إيطاليا إن هناك شكوكا قانونية، وقالت فرنسا إنها تعتقد أن نتنياهو يتمتع بحصانة ضد إجراءات المحكمة الجنائية الدولية. وقال المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس في فبراير إنه سيجد طريقة لزيارة نتنياهو دون اعتقاله.

وأوربان حليف مهم لإسرائيل، وعمل على عرقلة تعليقات أو إجراءات الاتحاد الأوروبي التي تنتقد إسرائيل.

وبحسب السلطات الصحية الفلسطينية، تسببت الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة في مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني ودمرت القطاع. ووفقا للإحصاءات الإسرائيلية، أسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ونددت حماس بقرار المجر ووصفته بأنه صفعة على وجه مبدأ العدالة الدولية.

وأصدرت المحكمة أيضا مذكرة اعتقال بحق القيادي في حماس محمد دياب إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف والذي أعلنت الحركة في يناير مقتله في اشتباكات.

وسعى مدعون أيضا إلى اعتقال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار. وقتلت إسرائيل كليهما قبل الموافقة على الطلب.

2