المجتمع يتغير ببطء ويصبح أكثر تقبلا للأجسام الممتلئة

مدونات يغيرن أفكارا قديمة تشترط الرشاقة في عروض الأزياء ويشجّعن النساء على تقبّل أجسادهن.
الخميس 2020/01/09
جميع الأجسام لها مكانها

تعتبر النساء اللاتي يظهرن في معظم مجلات الملابس وإعلانات العلامات التجارية للأزياء بعيدات كل البعد عن الواقع الذي تبدو عليه معظم النساء، حيث تظهر الموديل طويلة القامة، رشيقة، لا تعاني من تشوهات، مثالية جسديا.

برلين – لم يعد غريبا أن نرى نساء ورجالا من جميع أنواع الأجسام يجنون المال من العمل كعارضين ومدونين، حيث بدأت الأمور تتغير، ويعود الفضل في ذلك إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويشكك “المؤثرون ذوو الحجم الكبير” بشكل خاص في فكرة عالم الأزياء المتمثلة في أن الأشخاص ذوي الأجسام الرشيقة هم فقط الذين يمكنهم الترويج للملابس.

وعند البحث على إنستغرام بالوسم “#plussize” (هاشتاغ البدانة)، تظهر ملايين الصور لنساء يركزن على القوام الأكثر امتلاء. ومن هؤلاء المدونة كاترينا بوجورزيلسكي التي تقيم في برلين.

من خلال مدونة تحمل اسم “ميجابامبي”، وهو حساب أيضا على إنستغرام، صممت بوجورزيلسكي علامة تجارية كاملة من الحديث عن حياتها كامرأة بدينة ونشر صور لها مرتدية ملابس مختلفة.

وتقول إن أكثر ما يزعج هو أن الكثير من الناس يفترضون أن “كل شخص بدين يأكل الشوكولاتة طوال اليوم، ولا يقوم بأي تمرين ولا يعرف كيف يتناول الطعام الصحي”.

إنستغرام يمكن أن يجعل الناس يشعرون بأنهم لا يمكنهم التنافس مع المؤثرين ذوي الأنماط المثالية في الأزياء

وليس لدى بوجورزيلسكي أي مشكلة في وصف نفسها بأنها بدينة، وتقول “هذا ما أنا عليه الآن، في النهاية!”. لكنها لا تزال ضمن الأقلية في العالم الناطق بالألمانية، حيث لا توجد إلا حفنة من النساء اللاتي يتحدثن بصراحة عن كونهن بدينات. وتقول بوجورزيلسكي إنها عندما كانت في سن النمو، لم تكن هناك سوى امرأة واحدة شهيرة من البدينات، وهي فنانة كوميدية.

وتضيف أن والدتها منحتها شعورا قويا بالثقة في النفس. وتقول بوجورزيلسكي (38 عاما) “كنت دائما واضحة للغاية”. وتم اكتشاف موهبتها كعارضة أزياء في العشرين من عمرها، ثم التحقت بمدرسة لتعلّم فن التمثيل.

وتقول بوجورزيلسكي إن المجتمع يتغير ببطء ويصبح أكثر قبولا للأجسام الممتلئة. على سبيل المثال، من المرجح الآن أن تعرض قنوات التلفزيون هيئتها بالكامل على الشاشة، وكثيرا ما يُطلب منها تقديم نصيحة بشأن الأزياء على الهواء لا تلائم فقط الأشخاص البدناء.

جزء من العلامة التجارية لبوجورزيلسكي هو قبول الشخص لنفسه وجسمه.

وتنصح قائلة “قف أمام المرآة. انظر إلى نفسك. كن صريحا مع نفسك. ابحث عن أجزاء جسمك التي تحبها، ثم ابدأ بها. ابحث عن ملابس تزيد التركيز على هذه الأجزاء”.

وتعرف بوجورزيلسكي أيضا أن إنستغرام يمكن أن يجعل الناس يشعرون بأنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية ولا يمكنهم التنافس مع المؤثرين ذوي الأنماط المثالية في الأزياء. وتنصح قائلة “اتبع الناس الذين يجعلونك تشعر بأنك جيد”.

عالم عروض الأزياء لم يعد حكرا على الرشيقات
عالم عروض الأزياء لم يعد حكرا على الرشيقات

وتعتقد أن صناعة الأزياء لديها بعض المساعي لملاحقة هذا الأمر، وتقول “بالطبع هناك ملابس بأحجام أكبر، لكن ليس بما فيه الكفاية”.

وتضيف أن معظم هذه الأزياء إما رخيصة وإما باهظة الثمن، هناك نقص في العناصر الوسطى.

لا تكمن المشكلة في أن العلامات التجارية للأزياء لم تلاحظ الطلب، لكن تعريفات “الحجم الزائد” تختلف بين الشركات المصنعة.

وتوجد لدى شركة “أوتو” الألمانية للتجارة الإلكترونية مدونة تحمل اسم “سولفولي”، وتستهدف المتسوقين البدناء. وتنشر المدونة مقالات تتضمن نصائح لتصفيف الشعر لذوي الوجوه المستديرة ونصائح حول السترات الشتوية للمقاسات “اكس.اكس.لارج”، وكذلك مقالات تدور موضوعاتها حول بعض المسائل النفسية مثل كيفية الشعور بالمزيد من القبول.

وتقول دويرته لينه، رئيسة فريق المدونة، إن الغاية هي تشجيع أفراد المجتمع على مناقشة مثل هذه المواضيع والمسائل. وتوضح “هؤلاء النساء لا يرغبن في أن يتم اعتبارهن مجموعة خاصة مستهدفة”. ومن خلال الرقمنة، لديهن فرصة للظهور و”نتيجة لذلك، فإن الصورة التي تبدو عليها المرأة قد تغيرت”.

ولكن مع المزيد من الظهور على الإنترنت، يطفو المزيد من المتصيدين على السطح، وجاء في مقال نشر حديثا في صفحات الرأي ضمن صحيفة “داي فيلت” الألمانية أن البدانة تعتبر مشكلة وليست إنجازا.

وردت عارضة الأزياء البدينة تشارلوت كوهرت في مقابلة مع مدونة “This is Jane Wayne”، بأنها لم تكن تعرف أي عارضات أزياء بدينات يشجعن الناس على أن يصبحوا من البدناء وذوي الأجسام غير الصحية.

وقالت كوهرت للمدونة “ببساطة، فإن معالجة مسألة الصحة على أساس المظهر سطحية وغير قائمة على التفكير”.

أما كلاوس فليشنر (41 عاما) -مدير وسائل تواصل اجتماعي من فرانكفورت، وهو أحد أصوات الرجال في عالم الموضة الذي يركز على البدانة- فيقول “حتى عندما نكون بدناء، نظل راغبين في أن تكون ملابسنا عصرية”.

ويعتقد أن “جميع الأجسام لها مكانها”، ويلفت إلى أنه من خلال إلقاء نظرة إيجابية على جسده، يرى تغييرا بطيئا في طريقة تفكير المجتمع كذلك. في هذا الجانب، للمرأة دور رائد.

وفي ما يتعلق بالأزياء ينصح قائلا “افعل ما تريد فعله ولا تستمع لأي نصيحة تمنعك من ارتداء ملابس معينة”.

21