المتنمرون أكثر عرضة للإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي

ثلث المعرضين للتنمر الإلكتروني عانى من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة حيث أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين استخدموا "سناب شات" كثيرا ما يدمنون على السلوكيات القاسية.
الجمعة 2020/07/24
آثار مدمرة

نيويورك- توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن المتنمرين، الذين يستمتعون بإحراج وإغضاب الآخرين، أكثر عرضة للإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشف باحثون من جامعة ولاية ميشيغان الأميركية، درسوا المدة التي أمضاها 472 طالبا جامعيا على مواقع التواصل الاجتماعي، ودوافعهم لاستخدام منصات مثل “فيسبوك” و”سناب شات”، أن “المهووسين بتلك المنصات هم أكثر عرضة لاستخدامها لأغراض قاسية مثل التنمر”.

وطلب الباحثون من المشاركين ملء استبيان يقيس التفاعلات، التي استمتعوا بها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأي استخدام إشكالي، يعني اضطرابات تعادل إدمانا على المخدرات.

وخلص الباحثون إلى علاقة غير متوقعة بين الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والقسوة تجاه الآخرين، إذ كان الأشخاص الذين استخدموا “سناب شات” كثيرا ما يدمنون على السلوكيات القاسية واستغلال الآخرين.

ورجحت الدراسة أن ذلك يرجع إلى تلبية مواقع التواصل الاجتماعي دون قصد لاحتياجات هؤلاء الأشخاص الذين يستمتعون بالتسلط أو السلوكيات العدوانية المختلفة عبر الإنترنت.

على الآباء والمعلمين والمهنيين الصحيين أن يكونوا على دراية بأعراض ما بعد الصدمة المحتملة لدى الشباب المشاركين في التنمر عبر الإنترنت

وحذرت دراسة بريطانية حديثة من الآثار المدمرة للتنمر الإلكتروني، حيث كشفت أنها يمكن أن تتسبب في الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة لأكثر من ثلث الضحايا، وهي مستويات مشابهة لما يحدث للأشخاص المحاصرين في هجوم إرهابي، مشيرة إلى أن الضحايا واجهوا أفكارا متطفلة ومتكررة وذكريات ارتجاعية نتيجة تعرضهم للتنمر عبر الإنترنت، بالإضافة إلى سلوكيات التجنب مثل رفض التحدث عن تجربة أو التهرب من أشخاص وأماكن معينة.

واقترح الباحثون أن يصبح سؤال الأطفال عن التعرض إلى التنمر عبر الإنترنت جزءا روتينيا من أي تقييم نفسي. ويعتقد أن معدل انتشار التنمر عبر الإنترنت بين المراهقين يتراوح بين 10 و40 في المئة، وسلم الباحثون استبيانات لـ2.218 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 11 و19 عاما كانوا يرتادون أربع مدارس ثانوية في لندن.

وسئل الأطفال عن نوع التنمر الذي واجهوه، وكم مرة حدث ذلك، ومدة استمراره، وتم فحص كل منها أيضا لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة. وأظهرت الردود، أن ما يقرب من النصف ،أي حوالي 46 في المئة، شارك في التنمر إما كضحية، وإما مرتكبا للفعل، وكان ما يصل إلى 13 في المئة من ضحايا التنمر عبر الإنترنت، بينما كان 8 في المئة من المتنمرين عبر الإنترنت، وقال 4 في المئة منهم إنهم ضحايا ومتنمرون.

ووجد الباحثون أن ثلث المعرضين للتنمر الإلكتروني عانى من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وقالت الدكتورة داشا نيكولز، الباحثة المشاركة في الدراسة، من قسم الطب النفسي بكلية إمبريال كوليدج بلندن “على الآباء والمعلمين والمهنيين الصحيين أن يكونوا على دراية بأعراض ما بعد الصدمة المحتملة لدى الشباب المشاركين في التنمر عبر الإنترنت”.

وأضافت أنه “على الرغم من أن التنمر الإلكتروني أقل تكرارا من التنمر التقليدى، إلا أن إخفاء الهوية المقدمة للتنمر عبر الإنترنت قد يشكل منصة جديدة لحدوث مثل هذه الأفعال”.

21