المتغيرات الدولية تفرض تعزيز التعاون بين آسيان والخليج والصين

رابطة آسيان تسعى إلى عقد قمة مع ترامب بشأن الرسوم، في الوقت الذي تسعى فيه إلى توسيع العلاقات التجارية مع الصين ودول أخرى.
الأربعاء 2025/05/28
علامة أخرى للتعاون

كوالالمبور - عقدت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) قمة ثلاثية الثلاثاء هي الأولى من نوعها مع الصين ودول الخليج العربي، في إطار جهودها لتوسيع التعاون الاقتصادي وتعزيز المرونة في ظل تقلبات النظام التجاري العالمي نتيجة رفع الرسوم الأميركية.

وصرّح رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في كلمته الافتتاحية بأن القمة ستفتح فصلا جديدا من الحوار والتعاون. وأكد أن رابطة آسيان التي تضم 10 دول، ودول الخليج الست والصين، يبلغ إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي مجتمعةً ما يقرب من 25 تريليون دولار.

وأشار إلى أنها تمتلك سوقا تضم أكثر من ملياري نسمة، مما يوفر فرصا هائلة لتنسيق أسواقها وتعزيز الاستثمار بين المناطق.

وقال في القمة التي حضرها رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ “أنا واثق من أن رابطة آسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين قادرة على الاستفادة من سماتها الفريدة وصياغة مستقبل أكثر ترابطا ومرونة وازدهارا.”

تشونغ جا إيان: لطالما لعبت آسيان دور الوسيط بين الاقتصادات المتقدمة
تشونغ جا إيان: لطالما لعبت آسيان دور الوسيط بين الاقتصادات المتقدمة

وحافظت آسيان على سياسة الحياد، حيث تعاملت مع كل من بكين والولايات المتحدة، لكن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم شاملة كانت بمثابة ضربة موجعة.

وكانت ستة من أعضاء الرابطة من بين الأكثر تضررا، حيث تراوحت الرسوم الجمركية بين 32 و49 في المئة.

وأعلن ترامب في أبريل عن تعليق مؤقت للرسوم لمدة 90 يوما لمعظم دول العالم، وأبرم هذا الشهر اتفاقا مماثلا مع الصين، منافسته الرئيسية، مما خفف من حدة توترات الحرب التجارية.

وتسعى رابطة آسيان إلى عقد قمة مع ترامب بشأن الرسوم، في الوقت الذي تسعى فيه إلى توسيع العلاقات التجارية مع الصين ودول أخرى.

وقال ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الصباح إن الكتلتين، اللتين عقدتا قمتهما الأولى في الرياض عام 2023، ستبنيان على زخمهما لتعميق التعاون و”تحسين قدرتنا على مواجهة الأزمات”.

وقال إن دول الخليج هي سابع أكبر شريك تجاري لرابطة آسيان، حيث بلغ إجمالي حجم التجارة 130.7 مليار دولار في عام 2023.

وتسعى الاقتصادات المعتمدة على التجارة لحماية نفسها لاسيما بعدما نسف ترامب قواعد التجارة العالمية عبر الإعلان عن مجموعة من الرسوم التي تستهدف مختلف دول العالم.

وأكد تشيانغ أن أول قمة على الإطلاق بين بلاده وقادة جنوب شرق آسيا ودول الخليج هي “استجابة لنداء العصر” في عالم يعاني من الضبابية الجيوسياسية.

الاقتصادات المعتمدة على التجارة تسعى لحماية نفسها لاسيما بعدما نسف ترامب قواعد التجارة العالمية عبر الإعلان عن مجموعة من الرسوم

وأكد أثناء الاجتماع أن “على وقع وضع دولي متقلّب”، تعد القمة خطوة “رائدة في التعاون الاقتصادي الإقليمي.”

ولطالما لعبت آسيان دور “الوسيط” نوعا ما بين الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة، والصين، بحسب ما أفاد تشونغ جا إيان من جامعة سنغافورة الوطنية.

وقال إن في وقت يبدو أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن حاليا، فإن “الدول الأعضاء في آسيان تسعى للتنويع… وتسهيل المبادلات بين الخليج وجمهورية الصين الشعبية هو أحد جوانب هذا التنويع.”

وتحمّلت بكين العبء الأكبر من رسوم ترامب وتسعى حاليا لكسب أسواق أخرى. وتعد الصين وآسيان أكبر شريكين تجاريين.

وارتفعت الصادرات الصينية إلى تايلاند وإندونيسيا وفيتنام بأرقام عشرية في أبريل، بفضل إعادة تحويل مسارات سلع مخصصة للولايات المتحدة.

وقالت خو بينغ هووي من جامعة مالايا لفرانس برس إن مشاركة رئيس الوزراء لي كانت “محسوبة وفي الوقت المناسب”.

وأضاف أن “الصين ترى فرصة هنا لتعزيز صورتها كشريك اقتصادي يمكن الاعتماد عليه، خصوصا في مواجهة الجهود الغربية لفك الارتباط.”

وما زالت السلع الصينية تخضع لرسوم أعلى من غيرها. وفي مسودة بيان القمة التي اطلعت عليها فرانس برس، تعرب دول آسيان عن “القلق العميق.. حيال فرض رسوم جمركية أحادية الجانب”. ولكن الرابطة لفتت في وقت سابق هذا العام إلى أنها لن ترد بفرض رسوم من جانبها.

ولطالما تجنّبت آسيان أن توضع في موقف عليها فيه الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، التي تعد رابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في جنوب شرق آسيا، بعد الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، بحسب تشونغ.

10