المتطوعون في صفوف حزب الله أساس لحرب إقليمية

بيروت – قال مسؤولون في الفصائل المدعومة من إيران ومحللون إن الآلاف من المقاتلين في الشرق الأوسط مستعدون للتوجه إلى لبنان للانضمام إلى حزب الله في معركته مع إسرائيل إذا تصاعد الصراع المتواصل وتحول إلى حرب شاملة.
ويستمر تبادل إطلاق النار على طول الحدود اللبنانية شمال إسرائيل منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وازداد الوضع سوءا خلال الشهر الحالي بعد أن تسببت غارة جوية إسرائيلية في مقتل قائد عسكري كبير تابع لحزب الله في جنوب لبنان. ورد حزب الله بإطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المتفجرة على شمال إسرائيل.
اندلاع الحرب مع إسرائيل واستمرارها فترةً طويلة قد يجعلان حزب الله في حاجة إلى دعم المقاتلين من خارج لبنان
وهدد مسؤولون إسرائيليون بشن هجوم عسكري في لبنان إذا لم يتمكنوا من إبعاد حزب الله عن الحدود بالتفاوض.
وتكاتف مقاتلون مدعومون من إيران، من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، معا في الصراع السوري المستمر منذ 13 عاما، ما ساعد على رجحان الكفة لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول مسؤولون من الجماعات المدعومة من إيران إنهم قد يجتمعون مرة أخرى ضد إسرائيل.
وكما تمكنت القاعدة وداعش من تجميع المقاتلين السلفيين ضد الغرب عموما والولايات المتحدة على وجه الخصوص، فإن حزب الله قادر على جمْع الميليشيات الموالية لإيران وحشدها لمواجهة إسرائيل.
وقال زعيم حزب الله حسن نصرالله في خطاب ألقاه الأربعاء إن قادة مسلحين من إيران والعراق وسوريا واليمن ودول أخرى عرضوا في السابق إرسال عشرات الآلاف من المقاتلين لمساعدة حزب الله، وأكد أن الجماعة تدير بالفعل أكثر من 100 ألف مقاتل.
وذكر أن الجماعة شكرتهم وأكدت أن الأعداد كبيرة بالفعل. وأقر بأن المعركة في شكلها الحالي لا تعتمد جزءا كبيرا من قوة حزب الله البشرية، وكانت هذه إشارة واضحة إلى المقاتلين المتخصصين الذين يطلقون الصواريخ والطائرات المسيرة.
لكن هذا الوضع قد يتغير إن نشبت حرب شاملة. وألمح نصرالله إلى هذا الاحتمال في خطاب ألقاه عام 2017. وقال آنذاك إن مقاتلين من إيران والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان “سيكونون شركاء” في مثل هذه الحرب.
ويؤكد مسؤولون من جماعات لبنانية وعراقية تدعمها إيران أن مقاتليهم سينضمون من مختلف أنحاء المنطقة إذا اندلعت الحرب على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. وينتشر الآلاف من هؤلاء المقاتلين بالفعل في سوريا ويمكن أن يتسللوا بسهولة عبر الحدود التي يسهل اختراقها نحو وجهتهم الجديدة.
وشنت بعض الجماعات هجمات على إسرائيل وحلفائها بالفعل منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر. وتقول الجماعات التي تنتمي إلى “محور المقاومة” إنها ستعتمد “إستراتيجية وحدة الساحات” وإنها لن تتوقف عن القتال إلا عندما تنهي إسرائيل هجومها ضد حماس في غزة.
وذكر مسؤول في جماعة مدعومة من إيران في العراق لوكالة أسوشيتد برس في بغداد “سنقاتل جنبا إلى جنب مع حزب الله” إذا اندلعت حرب شاملة. وأدلى بتصريحاته شريطة إخفاء هويته لمناقشته المسائل العسكرية.
وقال مع مسؤول آخر من العراق إن بعض المستشارين من البلاد موجودون بالفعل في لبنان.
وأشار مسؤول في جماعة لبنانية مدعومة من إيران (أصر على إخفاء هويته أيضا) إلى أن مقاتلين من قوات الحشد الشعبي العراقية ولواء “فاطميون” الأفغاني ولواء “زينبيون” الباكستاني والحوثيين في اليمن قد يتجهون إلى لبنان للمشاركة في الحرب.
ويتفق قاسم قصير، الخبير في شؤون حزب الله، مع الفكرة التي تقر بأن القتال الحالي يعتمد أساسا على التكنولوجيا المتقدمة مثل إطلاق الصواريخ ولا يحتاج إلى عدد كبير من المقاتلين. لكنه قال إن اندلاع الحرب واستمرارها فترة طويلة قد يجعلان حزب الله في حاجة إلى دعم من خارج لبنان.
واعتبر أن التلميح إلى هذا الأمر قد يكون رسالة تشير إلى أوراق يمكن استخدامها. وتدرك إسرائيل أيضا احتمال تدفق المقاتلين الأجانب.
وقال عيران عتصيون، وهو الرئيس السابق لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، خلال حلقة نقاش استضافها معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن الخميس إنه يرى “احتمالا كبيرا” لنشوب “حرب متعددة الجبهات”.
وأكد احتمال تدخل الحوثيين والميليشيات العراقية و”تدفق هائل للجهاديين من بلدان تشمل أفغانستان وباكستان” إلى لبنان وإلى المناطق السورية المتاخمة لإسرائيل.
وأشار دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان متلفز الأسبوع الماضي إلى إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذائف مضادة للدبابات وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل منذ أن بدأ حزب الله هجماته على إسرائيل في 8 أكتوبر الماضي.
وقال إن “هجمات حزب الله المتزايدة تقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدا أوسع نطاقا، وهذا تصعيد يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة… ستواصل إسرائيل القتال ضد محور الشر الإيراني على جميع الجبهات”.
وقال مسؤولو حزب الله إنهم لا يريدون حربا شاملة مع إسرائيل، لكنهم مستعدون لها إن اندلعت.
وقال نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي “نحن لدينا قرار أن أي توسعة مهما كانت محدودة ستقابلها توسعة تردع هذا النمط وتوقفه وتوقع خسائر كبيرة في العدو الإسرائيلي ليمتنع عن هذا المستوى من العمل”.
وقالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، وقائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة على طول حدود لبنان الجنوبية، الجنرال أرولدولازارو، في بيان مشترك إن “خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع هو خطر حقيقي للغاية”.
واندلع آخر صراع واسع النطاق بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006، عندما خاض الطرفان حربا استمرت 34 يوما وأسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص في لبنان و140 شخصا في إسرائيل.
ومنذ اشتعال أحدث موجة من الاشتباكات قُتل أكثر من 400 شخص في لبنان، غالبيتهم العظمى من المقاتلين، لكن كان من بينهم 70 مدنيا وغير مقاتل. وقُتل 16 جنديا و11 مدنيا على الجانب الإسرائيلي. كما نزح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.
وقال المحلل اللبناني قاسم قصير إنه إذا انضم مقاتلون أجانب فإن تجربة القتال معا في سوريا في الماضي ستساعدهم. وحدد وجود لغة عسكرية مشتركة بين قوى محور المقاومة، وهذا مهم جدا في خوض معركة متضافرة.
اقرأ أيضا:
• قطيعة بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش رغم وضع لبنان الحرج
• وزير الدفاع الإسرائيلي في واشنطن لحسم مستقبل الحرب في غزة والمواجهة مع حزب الله