المتاجر الكبرى تبيع الملابس المستعملة

العلامات التجارية لا تمانع ظهور المنافسة الجديدة لأنها تحتاج إلى المتاجر لجلب أكبر عدد ممكن من حركة الزبائن.
الأربعاء 2019/08/21
تلبية رغبات الزبائن

أمام انتشار تجارة الملابس والبضائع المستعملة والتوقّعات بمزيد توسعها مستقبلا، بات أمرا ملحوظا أن عادات المتسوّقين قد تغيّرت، وهو ما دفع المتاجر الكبيرة على اعتماد استراتيجيات جديدة لمواكبة الميولات الجديدة للزبائن ولإنقاذ تجارتها بعقد شراكات مع المواقع الإلكترونية المتخصّصة في إعادة تدوير الملابس.

 آن دينوسينزيو

نيويورك - تشاهد المتاجر الكبرى زبائنها وهم يذهبون للتسوق في المتاجر التي تبيع الأزياء المستعملة.

وتسعى هذه المتاجر إلى جذبهم مرة أخرى عن طريق عقد شراكة مع مواقع إعادة البيع عبر الإنترنت.

وأعلنت مجموعة متاجر “جي.سي.بيني” و”ماكيز”، الأسبوع الماضي، عن إطلاق برنامج تجريبي لتخصيص أقسام داخل عشرات قليلة من متاجرها لبيع البضائع المستعملة التي يبيعها موقع بيع المستعمل “ثريد أب”.

ويقول جيمس رينهارت، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للموقع، إن شركته عقدت صفقة مماثلة مع سلسلة متاجر “ستيدج”، التي افتتحت 12 متجرا لإعادة البيع العام الماضي بما مجموعه 45 متجرا.

وتعتبر “نيمان ماركوس” أول سلسلة متاجر كبيرة تدخل في مجال إعادة البيع. وفي أبريل الماضي، اشترت سلسلة المتاجر هذه حصة في موقع “فاشون فايل” لإعادة بيع المستعمل. وستنشئ، في خريف هذا العام، متاجر داخل البعض من متاجرها الخاصة، حيث يمكن للزبائن بيع بعض ملابسهم المستعملة لشركة “فاشون فايل”.

ومن المفترض أن هؤلاء الزبائن سيأخذون الأموال من مبيعاتهم وينفقونها في “نيمان ماركوس”، أو على الأقلّ هذا ما تخطط له إدارة المتجر.

وتشير هذه المعاملات إلى انتشار سوق بيع المستعمل بطريقة لم يعد بإمكان البائعين التقليديين تجاهلها، حيث ظهر جيل جديد من المتسوّقين لا يبالي بدفع الثمن الكامل ولا يبالي أيضا إذا كانت الملابس مستعملة أم لا، طالما لم ينته مصير هذه الملابس إلى مكبّ نفايات.

ويقول راينهارت، عن الشراكة مع “ماكيز” و”بيني”، إنه “عليك أن تمشي وراء رغبات الزبون وألا تصرّ على العيش بالماضي”.

انتشار سوق بيع المستعمل
انتشار سوق بيع المستعمل

ويشيد المحللون بهذه الاستراتيجية كوسيلة لدفع الزبائن إلى المتاجر، لكنهم يرون أيضا أنها محاولة يائسة قد تقوّض النشاط التجاري. ويقول نيل ساوندرز، المدير العام لشركة “غلوبال داتا”، إنه “من الجيّد أن تبحث المتاجر طرق التسوّق الحديثة. لكن هذا ليس الحلّ لمشكلاتهم العميقة. هناك ندرة في الابتكار. فهم يحاولون فقط أن يلحقوا بالركب. وهذا يمكن أن يساعد، لكنه لن يحول مسار الأمور بشكل كامل”.

ويوضح سوندرز أن متاجر إعادة البيع يمكنها التأثير بشكل سلبي على قطاعات أخرى في أعمال “ماكيز” و”بيني”. وفي الوقت نفسه، يعتقد هو وآخرون أنه يمكن أن يزيد ذلك من توتر العلاقة بين تجار التجزئة ومورديهم، الذين يموّلون المزيد من نفقات التسويق لتجار التجزئة مع تعثّر المبيعات، بينما يتحمّلون بشكل متزايد تكاليف تخفيض الأسعار. 

لكن جون ريلي، نائب الرئيس وقائد استراتيجية التجارة العالمية في شركة “بابليكس سيبينت”، يعتقد أن العلامات التجارية قد لا تمانع ظهور المنافسة الجديدة لأنها تحتاج إلى المتاجر لجلب حركة الزبائن أكثر.

وعلى الرغم من أن إعادة بيع المستعمل لا يزال يمثّل جزءا بسيطا من إجمالي تجارة التجزئة، إلا أنه ينمو بشكل كبير ويؤثر أيضا على عادات المتسوّقين. ومن المتوقّع أن تتوسّع مبيعات البضائع المستعملة إلى 51 مليار دولار بحلول عام 2023 مقارنة بـ24 مليار دولار في العام الماضي، وفقا لشركة “غلوبال داتا”، التي أنشأت تقريرا لشركة “ثريد أب”.

وقال ثلث المتسوّقين إنهم باعوا سلعا لتنظيف خزانة ملابسهم وتمويل مشتريات جديدة، وفقا لاستطلاع أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية.

وظل المشترون لسنوات يشترون ويبيعون الملابس المستعملة في متاجر بيع المستعمل وعلى موقع “إي باي”، خاصة خلال فترة الركود الكبير. لكن العديد من المتاجر كانت تعاني من صعوبات مادية كبيرة، لدرجة أن الأمر كان يستغرق أسابيع أو شهورا حتى يتسنى لهم سداد ثمن بضائعهم.

ثم ظهر جيل جديد من المتاجر المستعملة على الإنترنت مثل “ثريد أب”، بالإضافة إلى مواقع أخرى مثل “بوش مارك” و”ذا ريال ريال دوتكوم”، التي جعلت عملية البيع والشراء تجربة أسهل بفضل التكنولوجيا والخدمات الجديدة.

ويقدّم موقع “ريال ريال”، الذي تأسس في عام 2011 ونجح في أول ظهور له في سوق “ناسداك” للأوراق المالية في أواخر يونيو، خدمة جديدة حيث يحدّد المتعاقدون موعدا مع أحد مديري الموقع ويتلقّون منه استشارة مجانية.

أما موقع “بوش مارك”، الذي تأسس في نفس العام، فقد توسّع في أوائل شهر يونيو ليشمل قطاعات جديدة مثل ديكور المنزل مع عناصر تشمل الفراش والحمام. وقد أعلنت شركة “مارك كروس” لصناعة الحقائب الفاخرة مؤخرا عن إطلاق موقع لإعادة البيع. وترى هذه الشركات أيضا الحاجة إلى وجود مادّي في الأسواق. وكنتيجة لذلك، يدير موقع “ريال ريال” ثلاثة متاجر -اثنين في نيويورك وواحد في لوس أنجلس- بينما يدير موقع “ثريد أب” ثلاثة متاجر في سان فرانسيسكو.

البحث عن طريقة تسوّق حديثة
البحث عن طريقة تسوّق حديثة

 

24