المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا يباشر مهامه رسميا

طرابلس - أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مساء الأربعاء أن الدبلوماسي السنغالي عبدالله باتيلي باشر الأحد الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري مهامه رسميا، كممثل خاص جديد للأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غويتريش ورئيس للبعثة.
وأضافت البعثة في بيان أن باتيلي سيعمل من ليبيا بدعم من ريزدون زينينغا كنائب للممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، وجورجيت غانيو كنائبة للممثل الخاص للأمين العام والمنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية.
وأوضحت أن باتيلي سيبدأ سلسلة اجتماعات مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء في نيويورك، قبل وصوله إلى ليبيا أوائل أكتوبر المقبل.
وبدأ باتيلي الأربعاء أول لقاءاته الرسمية مع بعثة ليبيا الدائمة لدى الأمم المتحدة ورئيسها السفير طاهر السني في نيويورك.
وغرد السني عبر حسابه على تويتر معربا عن سعادته بلقاء باتيلي، وترحيبه ببدء مهمته كونه أول مبعوث أفريقي لليبيا، وحرصه على أن تكون أول لقاءاته الرسمية مع البعثة الليبية في نيويورك.
وقال السني إنه أكد لباتيلي خلال اللقاء أهمية استئناف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نشاطها من داخل البلاد، "وبفاعلية لدعم القيادة والملكية الليبية" للحل الشامل للأزمة الذي ينتظره الليبيون.
وأوضح السني في تغريدة ثانية أنه استعرض مع باتيلي خلال اللقاء آخر تطورات الأوضاع في ليبيا والتحديات التي تواجه العملية السياسية، مشيرا إلى أن باتيلي أكد من جانبه "أنه يتطلع إلى العمل قريبا من داخل ليبيا وحرصه على اللقاء والتعاون مع جميع الأطراف والاستماع والتواصل مع جميع الليبيين، من أجل دعم الاستقرار والخروج من الأزمة الراهنة".
ولم يتحدث باتيلي منذ تعيينه على رأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى وسائل الإعلام، ولم يظهر كما كان متوقعا خلال أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي مطلع سبتمبر الجاري، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تعيين باتيلي مبعوثا خاصا له في ليبيا، بعد قرابة تسعة أشهر من شغور المنصب، بسبب عدم اتفاق الدول الأعضاء في مجلس الأمن على عدد من المرشحين.
ولم يواجه تعيين باتيلي على رأس البعثة الأممية في ليبيا اعتراضا من جانب الدول الأعضاء الـ15 بمجلس الأمن الدولي، بخلاف آخرين جرى عرضهم على المجلس من قبل الأمين العام للأمم المتحدة حالت الخلافات بين القوى الكبرى دون قيادتهم للبعثة.
ويعدّ تعيين باتيلي على رأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا استجابة لطلب الاتحاد الأفريقي والمجموعة الأفريقية في مجلس الأمن الدولي، التي دعت أكثر من مرة إلى إسناد قيادة مهمة الأمم المتحدة في ليبيا إلى شخصية من القارة، وهو ما دعمته كل من روسيا والصين.
وجاء تعيين باتيلي بعد استقالة سلفه السلوفاكي يان كوبيتش المفاجئة في ديسمبر من العام الماضي، وقبيل الإعلان عن الفشل في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بالبلاد.
وخلال الفترة اللاحقة، أدارت الأميركية ستيفاني ويليامز الملف الليبي أمميا بعد أن عينها غوتيريش مستشارة له للشأن الليبي، إلا أنها لم تفلح حتى تاريخ إنهاء عملها نهاية أغسطس الماضي في دفع مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى التوافق حول قاعدة دستورية تمكن من إجراء الانتخابات.
وكان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قد طالب المجتمع الدولي بتحديد مدة زمنية لانتظار اتفاق المجلسين حول القاعدة الدستورية، مؤكدا استعداد المجلس لتولي أمر القاعدة، في حال فشل المجلسين.
ويترقب الليبيون ما سيأتي به المبعوث الأممي الجديد في ظل انسداد الأفق السياسي، واستمرار تعطيل الانتخابات التي يطالب بها معظمهم.
كما ينتظر المبعوث الأممي ملفا آخر يخص الصراع على الحكومة بين عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وفتحي باشاغا، رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب التي لم تتمكن من استلام مهامها بشكل رسمي من الدبيبة، الذي يصر على بقاء حكومته إلى حين التسليم لجهة منتخبة.