المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن يعد بـ"سلام دائم"

عدن - تعهد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد بأنه سيبذل كل ما بوسعه للمساهمة في تحقيق سلام دائم وعادل في البلد الخليجي، تزامنا مع تصعيد حوثي على الأرض بهجمات تستهدف السعودية والداخل اليمني، في انتهاكات يرى مراقبون أنها أشواك تزرعها الميليشيات الموالية لإيران في طريق السلام المنشود.
وقال غروندبرغ في أول رسالة يوجهها إلى اليمنيين لدى تسلمه مهامه رسميا كرابع مبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن "اليوم (الأحد) أتولى مهامي كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى اليمن.. يشرفني هذا التكليف المهم ويشعرني بالتواضع".
وأضاف في رسالته "صرت محبا لبلدكم الجميل على مدار العقد الماضي، وأشعر نحوه بالاحترام، ما زاد من صعوبة متابعة أحداث السنوات السبع الأخيرة".
وتابع "أقبل هذه المسؤولية بوعي كامل لحجم المهمة وتعقيدات الوضع والتحديات التي تنتظرنا (..) أؤكد لكم أني سأبذل كل ما في وسعي للمساهمة في تحقيق سلام دائم وعادل في اليمن".
وأوضح "سنعمل بلا هوادة سعيا لتحقيق السلام، وسنذكّر جميع المعنيين بمسؤوليتهم المشتركة نحو مستقبل اليمن".
وأعرب غروندبرغ عن تطلعه إلى "تفاعلات تتسم بالصراحة، وتشمل الجميع، وتسودها الجدية في المقام الأول، مع النظراء اليمنيين والإقليميين والدوليين (..) يمكننا مساعدة اليمن لتغيير المسار نحو حل سلمي للنزاع".
ويبدأ غروندبرغ مهام عمله الأحد، ومن المنتظر أن يحرك الدبلوماسي السويدي فترة من الركود التي طغت على المشهد اليمني، منذ رحيل الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث إلى وكالة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.
وفي السادس من أغسطس الماضي، عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدبلوماسي السويدي غروندبرغ مبعوثا خاصا إلى اليمن.
ورحبت أطراف الصراع (الحكومة الشرعية والحوثيون والمجلس الانتقالي الجنوبي) بتعيين غروندبرغ، في الوقت الذي يبدو الصراع في البلاد أكثر اشتعالا من أي وقت مضى.
ويتزامن تسلم غروندبرغ مهام عمله مع تصعيد ميليشيات الحوثي هجماتها ضد المملكة العربية السعودية.
ويبعث هذا الهجوم في توقيته برسائل خطيرة مفادها تحدي جهود الإرادة الإقليمية والدولية في إحلال السلام باليمن.
وأعلنت وزارة الدفاع السعودية الأحد اعتراض صاروخ باليستي وطائرات مسيّرة مسلحة أطلقتها جماعة الحوثي فوق المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في المملكة السبت، مما تسبب في إصابة طفلين بشظايا وتضرر 14 منزلا سكنيا بأضرار خفيفة.
والمنطقة الشرقية بالسعودية مركز مهم للبنية التحتية النفطية وقد تعرضت في السابق لهجمات جوية. وتسبب هجوم في سبتمبر 2019 على منشأتين تابعتين لأرامكو في شرق المملكة في توقف مؤقت لنصف إنتاج السعودية من النفط.
واعترفت جماعة الحوثي المدعومة من إيران بمسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنها استهدفت منشآت لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط في رأس تنورة بمدينة الدمام بثماني طائرات مسيّرة مسلحة وصاروخ.
وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، إنها شنت أيضا هجمات على منشآت أخرى لأرامكو في جازان ونجران بجنوب المملكة.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات بداية على طريق أشواك يزرعها الحوثيون في طريق الدبلوماسي السويدي، الذي يُنتظر أن يحرك فترة من الركود سيطرت على المشهد اليمني منذ انتهاء ولاية غريفيث الشهر الماضي.