المؤسسون الأوائل يأسفون لصناعة فيسبوك وغوغل

واشنطن - يستعد موظفون سابقون بشركتي فيسبوك وغوغل لإطلاق حملة تحت اسم “حقيقة التكنولوجيا” (Truth about Tech)، وهي من تأسيس مركز التكنولوجيا الإنسانية (Center for Humane Technology)، وهو مجموعة من الموظفين السابقين في كل من فيسبوك وغوغل، جمعهم التزامهم لـ”عكس اتجاه أزمة الاهتمام الرقمي وإعادة خط سير التكنولوجيا إلى ما فيه صالح البشرية”.
وتحصل هذه الحملة على تمويلها من “كومون سانس ميديا” (Common Sense Media)، وهي منظمة غير ربحية تنادي بوظيفة إعلام وتكنولوجيا آمنة للأطفال، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وستتضمن الحملة مواد تعليمية موجهة للأسر حول الأضرار المحتملة للتكنولوجيا وتدرج الأساليب الأنجع في تقليل خصائص التكنولوجيا الإدمانية، مثل إغلاق خيار الإشعارات (Notifications) وتغيير الشاشة إلى اللون الرمادي؛ كذلك ستشكل الحملة مجموعات ضغط لمطالبة صناع السياسة بفرض أنظمة على الشركات التي تستخدم ممارسات تلاعبية، وستضع المنظمتان معايير للتصميم الأخلاقي؛ لكي تساعدا الصناعة في تخفيف الإدمان الرقمي.
|
وقال المدير التنفيذي لـ”كومون سانس ميديا” جيمس ستير إن “شركات التكنولوجيا تمارس تجربة هائلة ومتواصلة على أطفالنا وفي الوقت الحالي لا أحد يحاسبها”، وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن”.
وتابع “عندما يدرك الآباء والأمهات كيف تستغل هذه الشركات أبناءهم، سوف ينضمون إلينا لمطالبة هذه الصناعة بتغيير أساليبها وتحسين ممارسات معينة”.
ووفقا لأبحاث أجرتها منظمة كومون سانس، فإن المراهقين يقضون يوميا متوسطا قدره 9 ساعات مع وسائط التواصل الرقمية.
أما مَن أعمارهم بين 9 و12 سنة، فيقضون متوسطا قدره 6 ساعات؛ كذلك خلصت دراسة أخرى، أجراها عالم النفس جان توينغ، إلى أن مستخدمي الإعلام الرقمي من العيار الثقيل هم أكثر عرضة بنسبة 56 بالمئة، ليصفوا أنفسهم بأنهم غير سعداء، وهم أيضا أكثر عرضة للاكتئاب بنسبة 27 بالمئة. وتعد هذه الحملة الأحدث من بين سلسلة الحملات المتزايدة والمضادة لشركات التكنولوجيا الكبرى؛ فالعديد من الموظفين السابقين في شركات وادي السيليكون انتقدوا صناعة التكنولوجيا انتقادا لاذعا.
وفي نوفمبر 2017، قال شون باركر رئيس فيسبوك المؤسس، إن شبكته الاجتماعية عرفت منذ البداية أنها بصدد خلق شيء يستغل “نقطة ضعف في النفس البشرية”. ويضيف “الله وحده يعلم ما تفعله بعقول أطفالنا”.
وفي يناير 2018، قال مارك بنيوف، المدير التنفيذي لـ”سالس فورس” (Salesforce)، إنه ينبغي فرض أنظمة على فيسبوك مثلما هو الحال في صناعة السجائر.
وقال تشاماث باليهابيتيادير رئيس تنفيذي سابق في فيسبوك، إنه يشعر “بالذنب الهائل” تجاه العمل في الشركة.
وأوصى المستخدمين بالحصول على إجازة من المواقع الاجتماعية بشكل عام والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وأعلن الموظفون والمديرون السابقون الذين ساهموا في إطلاق هذا الموقع عن ندمهم للمشاركة في هذا الأمر.
وكان روجر ماكنامي، الذي يعد واحدا من أوائل المستثمرين بشركة فيسبوك، قال خلال شهر نوفمبر الماضي إن الشبكة الاجتماعية غيّرت عقول المستخدمين بشكل كبير وتلاعبت بهم.
وفي تصريحات سابقة، قال إيسان باركر المؤسس المشارك لـ”نابستر” والرئيس السابق لشركة فيسبوك، إن الموقع يستغل ضعف النفس البشرية ويجعل المستخدمين مدمنين له.
وكما كشف تقرير لصحيفة “تايمز” أن المهندس غوستين روزنشتاين الذي صمم زر الإعجاب (LIKE) بموقع فيسبوك حذف التطبيق من هاتفه، وهذا بسبب الخوف من الآثار النفسية لوسائل الإعلام الاجتماعية.
وحذر موظفون في وادي السيليكون من الآثار الخطيرة لـ”اقتصاد الاهتمام”، إذ تكافح الشركات للحصول على اهتمام الناس، من أجل جمع المزيد من البيانات التي يمكن استخدامها لبيع الإعلانات.
وأظهرت الإحصاءات بعد الانتخابات الأميركية وغيرها في دول عدة أن مستخدمي الإنترنت يحصلون على المعلومات بشكل أساسي من خلال فيسبوك.