المؤتمر الدولي للنشر العربي في أبوظبي يدرس مستقبل الكتب

"تطويع السرد القصصي" عنوان الدورة الثانية من المؤتمر الذي يوفر منصة للتواصل الفكري والمهني بين رواد قطاع النشر العربي.
الثلاثاء 2023/05/23
نقاش واقع صناعة الكتب وآفاقها

أبوظبي- اختتم الاثنين المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية في نسخته الثانية التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ضمن فعاليات الدورة الـ32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وشارك في المؤتمر نخبة من الناشرين والخبراء العرب والغربيين ناقشوا على امتداد يومين أحدث التوجهات وأبرز التحديات التي يواجهها قطاع النشر ضمن برنامج حافل من الندوات والجلسات النقاشية.

ويوفر المؤتمر الأول من نوعه في قطاع النشر العربي منصة للتواصل الفكري والمهني بين رواد هذا القطاع ومطوري المحتوى الإبداعي وقادة الفكر والأعمال على الصعيدين الإقليمي والعالمي بهدف بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك واستعراض أحدث توجهات النشر وتقنياته، مع تسليط الضوء على الكتاب والمحتوى وقنواته الإبداعية المختلفة.

بوكس

حضر المؤتمر محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وعدد من الشخصيات الممثلة للمؤسسات المعنية بالقطاع، وناشرون يمثلون دور نشر عربية وغير عربية، ومتخصصون وحشد من الإعلاميين.

وقال الدكتور علي بن تميم في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إن المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية منذ انطلاقه في نسخته الأولى لبّى حاجة ملحة عربيا وإقليميا مؤكدا التزام إمارة أبوظبي في بناء قطاع ثقافي يدعم الصناعات الثقافية والإبداعية وتمكين صناعها في جميع أنحاء العالم.

وأضاف أنه لولا وجودكم وما تبذلون من جهد كل في تخصصه لما نجحتْ مساعينا في إطلاق هذا المؤتمر الذي نريده منصة إلهام لتبادل الرؤى والأفكار بشأن النشر والصناعات الإبداعية، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي للنشر والصناعات الإبداعية منصة تليق بجهود استئناف الحضارة التي تقودها الإمارات في دعمها الكبير للإبداع واحتضانها للمبدعين في كافة المجالات ومنصة تدعم سعي مركز أبوظبي للغة العربية لتعزيز حضور اللغة العربية بين لغات العالم لغة إبداع في العلم والفن.

وأوضح أن الدورة الثانية من المؤتمر الدولي للنشر والصناعات الإبداعية اختارت عنوان “تطويع السرد القصصي”، وتزامنت مع الدورة الثانية والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب التي انطلقت الاثنين تحت شعار “قصص لا تنتهي”.

وقال “نحن نؤمن بأن الحياة قصصٌ وتجارب وثقافات تتلاقى وتتقاطع فيمكث منها ما ينفع الناس ويصنع الحضارة وهدفنا في لقائنا معكم أن نعيد القيمة للخيال فالخيال هو ما نرى به العالم من زوايا جديدة ونصنع القصص ونبدع ونناقش كل ما يتعلق بالخيال، والتعليم الترفيهي، والاستخدامات المبتكرة لتقنيات سرد القصص وسوف نطلق لمخيلاتنا العنان لاستدعاء ذخائر التراث العربي من أدب العجائب والغرائب وسرود ما وراء الطبيعة والعوالم السحرية ونضيء على تجارب الأدب العربي الحديث والمعاصر التي نسجت إبداعاتها من روح هذا الخيال”.

وأضاف “نفكر معا في أفضل آليات تطويع السرد القصصي وسبله واستخدام هذا الخيال العربي الفارق في إثراء المحتوى باللغة العربية في المنصات الرقمية والوسائط التقنية الحديثة والأفلام وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائط الصناعات الإبداعية، فالصناعات الإبداعية وسيلتنا لإثراء حاضر أبنائنا بذخائر تراثنا لتشكيل ملامح مستقبلهم”.

بوكس

وشارك في المؤتمر مجموعة من ألمع المتحدثين، من بينهم براين مايكل بنديس في أول ظهور له في المنطقة العربية، وهو أحد أنجح كتّاب القصص المصورة لأشهر الأبطال الخارقين مثل “سوبرمان” و”سبايدرمان” وغيرهما، والحائز على جائزة “Peabody” المرموقة، والذي سيتحدث عن السرد القصصي وما يخلقه من طرق فريدة للتواصل والإلهام.

وأخذ بنديس الحضور في رحلة شخصية قصيرة كشف خلالها عن أسلوبه في ابتكار أدوات وشخصيات خارقة، مثل “مايلز موراليز”، أحد أبطال “سبايدرمان”، وكيف تؤثر هذه الشخصيات في حياته وعلى العاملين معه.

واجتمع محمد جودت، خبير الذكاء الاصطناعي والرئيس التنفيذي السابق للأعمال في “غوغل إكس”، مع الدكتور رافد فطاني من شركة “أمازون” والذي يشغل منصب المدير العام الإقليمي لـ”أليكسا” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مناظرة بعنوان “الذكاء الاصطناعي ومستقبل صناعة النشر: مخاطرة أم مكسب؟”، وتناول المحاضران إطلاق خدمة الذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي” التي شكلت نقلة نوعية بما تقدمه من خدمات كتابة المحتوى السريع والتفصيلي في العديد من المجالات، وما تشهده هذه الخدمة من انتشار؛ حيث يستخدمها الملايين في جميع أنحاء العالم.

وطرح جودت وفطاني العديد من الأسئلة حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير المحتوى الإبداعي، والمخاطر التي قد تواجه الإبداع البشري نتيجة لهذا الدور، والمكاسب المتوقعة من خدماته، وحول ما إذا كان يشكل خطرا على صناعة المحتوى، أم أنه مساعد قوي على تطويره.

وتناول المؤتمر الذي أقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أحدث التوجّهات في مجال صناعة النشر والمحتوى العربي، حيث شكّل منصّة فاعلة لتسهيل سبل الحوار بين جهات النشر، وصناع المحتوى، وقادة الفكر ورواد الأعمال على اختلاف توجّهاتهم الإبداعية.

12