الليبيون يحرجون الدبيبة على ملعب طرابلس: أين السيولة

انتقادات للتكاليف الباهظة التي تم إنفاقها على احتفالية إعادة افتتاح الملعب واستضافة لاعبين قدامى مقابل عشرات الآلاف من الدولارات دون مراعاة لاحتياجات المواطن.
الأحد 2024/03/10
هتافات الجماهير في افتتاح الملعب تربك الدبيبة

طرابلس - تعرّض رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة إلى موقف محرج، فور دخوله إلى ملعب طرابلس الدولي للإشراف على إعادة افتتاحه بعد صيانته، عندما استقبله الجمهور بهتافات تندّد بفقدان السيولة في المصارف.

وبحسب مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، اهتزّت مدرجات الملعب على وقع هتافات الجماهير في وجه الدبيبة "وين السيولة وين"، وذلك تعبيرا عن غضبهم من تأزم الأوضاع المعيشية وتأخر المرتبات ونقص الأموال، قبل أيام من بداية شهر رمضان.

وأعيد افتتاح ملعب طرابلس الدولي الجمعة بعد سنوات من إغلاق أبوابه أمام الجماهير الرياضية، وأقيمت احتفالية كبيرة بمناسبة الافتتاح ومباراة استعراضية شارك فيها نجوم ليبيا وأفريقيا ونجوم نادي ميلان الإيطالي القدامى.

وكانت أعمال صيانة ملعب طرابلس بدأت عام 2021، واستمرت لنحو 3 سنوات، في صيانة تعد هي الأولى من نوعها منذ إنشائه عام 1970.

وشملت أعمال الصيانة بملعب طرابلس تركيب مقاعد بلاستيكية تتسع لـ45 ألف متفرج، فيما كان قد أنشئ بمقاعد خرسانية تتسع لنحو 65 ألف متفرج.

كما تم تركيب على أرضية الملعب عشباً هجيناً بين الصناعي والطبيعي يوافق المواصفات الدولية، ويطابق أرضية ملعب سانتياغو برنابيو، وأعمدة إنارة وغيرها من المرافق.

ووصلت تكلفة صيانة ملعب طرابلس إلى حدود 100 مليون دينار، وفق تصريحات صحفية سابقة لرئيس ديوان المحاسبة الليبي خالد شكشك.

وانتقد ليبيون، التكاليف الباهظة التي تم إنفاقها على احتفالية إعادة افتتاح الملعب الذي تمت صيانته فقط، واستضافة لاعبين قدامى من الخارج مقابل عشرات الآلاف من الدولارات، من دون مراعاة لاحتياجات المواطنين الذين اليوم بلا مرتبات ولا وقود ولا غاز ولا أمن، في ظل وجود أزمة في النقد الأجنبي في البلاد بالتزامن مع حلول شهر رمضان.

وقال المترشح الرئاسي سليمان البيوضي، في منشور عبر صفحته على فيسبوك "اليوم وبين 45 ألف متفرج أدرك الدبيبة أن الوهم لا يباع لليبيين وأنهم يدركون الحقيقة ومقبلون على المستقبل بكل يقين وأنهم يحتفلون بملعبهم المنفذ بأموالهم".

وأضاف البيوضي اليوم يدرك الدبيبة أن الواقع أكثر صدقا من تريندات الوهم فبثوت واحد ردد له الجمهور الرياضي وهمي وهمي".

وأردف "بعد ما حدث في ملعب طرابلس ورد فعل الجمهور المباشر وبحضور الدبيبة الذي بدت ملامح الصدمة على محياه – وحيث كل ليبيا تتابع الحدث فإن الذباب الإلكتروني وكل المنتفعين من سلطة الوهم والنهب انطلقوا دفعة واحدة ممارسين لهوايتهم في التدليس والتضليل والتطبيل وفعلا إن لم تستحي فقل ما شئت أو افعل ما شئت".

وتابع "صحيح أن ملعب طرابلس مهم للرياضة في ليبيا وافتتاحه يثلج الصدور لكن ثمة أولويات يحتاجها المواطن الذي يستقبل شهر رمضان وعيد الفطر مثقلا بالديون والإلتزامات في وضع معيشي صعب وكارثي".

وخلال هذه الفترة، تعاني غالبية المصارف التجارية في ليبيا من أزمة نقص السيولة النقدية، حيث يصطف يوميا عدد كبير من المواطنين أمام ماكينات الصراف الآلي على أمل استلام وصرف رواتبهم، لقضاء حاجياتهم قبل شهر رمضان.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة، تدافعا وازدحاما شديدين أمام عدد من المصارف في شرق البلاد وغربها، في مشاهد تعكس حجم الأزمة المالية التي تعانيها البلاد.

ويتزامن نقص السيولة في المصارف هذه الأيام مع ارتفاع سعر الدولار الأميركي في السوق الموازية والذي وصل إلى نحو 7.2 دينار للدولار الواحد، مما أثر على أسعار السلع في الأسواق.

وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد، واحدة شرقي البلاد مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، وأخرى في الغرب بقيادة الدبيبة وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، وترفض تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.

وكان من المقرر أن تُجرى أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، في 24 ديسمبر 2021، لكن خلافات سياسية بين مختلف أطراف الأزمة الليبية، فضلا عن خلافات حول قانون الانتخابات، حالت دون إجرائها.