اللوفر يشيّد حصنا لحماية آلاف القطع الفنية من الفيضانات

تصميم مستودع كبير تابع لمتحف اللوفر شمال فرنسا يهدف لحفظ كنوز المتحف وقطعه الفنية من الفيضانات والطوارئ الطبيعية.
الخميس 2019/10/24
حماية الثروة الفنية من الثورة الطبيعية واجب

قام المعماري البريطاني الشهير روجر ستيرك هاربر بالتعاون مع شركائه بتصميم مستودع كبير تابع لمتحف اللوفر بهدف حفظ وتخزين 250 ألف قطعة فنية بصورة آمنة من الفيضانات وكل الطوارئ الطبيعية.

باريس – تبدو مستودعات الفنون التابعة لمتحف اللوفر في مدينة لييفين شمال فرنسا، من الجو كمنصة تزلج على الجليد، ولكن من الداخل، الوضع مختلف تماما، فهي عبارة عن شبكة أنفاق طويلة للغاية، لحفظ وتخزين 250 ألف قطعة فنية بصورة آمنة وسليمة.

تقع مدينة لييفين على مسافة 200 كيلومتر من باريس، ومن الواضح أن اختيارها لم يكن محض مصادفة، فهي تقع على مسافة 600 متر من مدينة لنس حيث افتتح اللوفر فرعه الجديد “لوفر لنس” في ديسمبر 2012.

وقال مدير المتحف، جان لوك مارتينيز، أثناء افتتاح مركز الحفظ الجديد إن فرنسا عهدت بهذه الطريقة إلى متحف اللوفر ببعض الكنوز التي كانت في باريس عرضة للخطر والتي ستكون آمنة في لييفين، موضحا أن السبب يرجع إلى الفيضانات المتكررة لنهر السين، التي هددت في السنوات الأخيرة المجموعات المخزنة في متحف اللوفر وأماكن أخرى في باريس والمناطق المحيطة بها.

في عام 2016، أُجبر المتحف على الإغلاق لمدة أربعة أيام لنقل الأعمال الفنية من المخازن الكائنة تحت الأرض إلى الطابقين الأول والثاني.

وأشار مارتينيز إلى أنه تم حفظ حوالي 35000 عمل بأمان في 48 ساعة فقط. ولكن نتيجة للإغلاق، فقد المتحف 120 ألف زائر وعائدات تقدر بنحو 1.5 مليون يورو.

تبلغ مساحة الحصن أو “الهنغر” 18 ألفا وخمسمئة متر مربع، وقام بتصميمه لصالح اللوفر المعماري البريطاني الشهير روجر ستيرك هاربر وشركاؤه، والذي يعد من أبرز أعماله تصميم مبنى ليدنهول، الذي تم تصميمه بشكل مائل على هيئة (مبشرة جبن) بارتفاع 200 متر وعلى مساحة تصل إلى حوالي 70 ألف متر مربع، ويعتبر أعلى مبنى في العاصمة البريطانية، ويحتوي على 22 مصعدا بانوراميا وواجهة زجاجية بالكامل.

وعلى غرار نفس نمط أسلوب المعماري الإنكليزي، يضم الحصن المخصص كمستودع لمتحف اللوفر أيضا الكثير من الخرسانة والزجاج. يجمع المبنى بين البساطة والأناقة. تختفي الواجهة الشرقية تقريبا بمستوى سطح الأرض، بينما ترتفع في الجانب الغربي نوافذ كبيرة يبلغ ارتفاعها عدة أمتار.

وفي ما يتعلق بالتجهيزات الداخلية، فهو ليس مكانا للتخزين فحسب، بل يضم أيضا حوالي 1700 متر مربع مخصصة للبحث العلمي في الأعمال الفنية وترميمها.

ومن المقرر الانتهاء من نقل 250 ألف قطعة فنية بحلول عام 2024، وهو مشروع ضخم وفقًا لمارتينيز، الذي يشير إلى أنها خطوة غير مسبوقة في تاريخ متحف اللوفر وربما في جميع متاحف العالم.

وكانت آخر مرة قام فيها متحف اللوفر بنقل الأعمال الفنية أثناء الحرب العالمية الثانية، ووصفت بالفصل المظلم في التاريخ، حيث نقل المتحف الباريسي المئات من الأعمال الفنية العالمية ومن بينها لوحة الموناليزا الشهيرة للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، لكي لا تقع في أيدي النازيين.

ومن المقرر نقل الأعمال الأولى إلى لييفين في نهاية شهر أكتوبر الجاري. من بينها بشكل رئيسي تلك التي ستهددها مباشرة الفيضانات الجديدة. وفي الوقت نفسه، تم تخزين الأعمال الفنية البالغ عددها ربع مليون عمل فني والتي سيستضيفها مركز لييفين للحفظ في أكثر من 60 مكانا مختلفا، داخل وخارج باريس.

وسيضم الحصن الجديد المخصص كمستودع تخزين للأعمال الفنية الخاصة باللوفر مقتنيات أثرية وفنية من التراث الثقافي السوري والعراقي، التي تمت استعادتها من داعش. وهكذا يصبح إجمالي الأعمال الفنية والأثرية التي يمتلكها اللوفر حوالي 620 ألف عمل.

24