اللبنانيون يتساءلون: اللوك الجديد لسعد الحريري هل يمتد إلى السياسة

بيروت - بعد غياب طويل وصل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري إلى بيروت الأحد، من أجل المشاركة في إحياء ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري، ليتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي حيث رصدت عدسات المصورين إطلالته الجديدة (نيولوك) مع قصة شعر جديدة، ما دفع المراقبين إلى التساؤل عن سبب تغيير سعد موقفه والتراجع عن الانسحاب من المشهد اللبناني.
وباشر الرئيس سعد الحريري تحركا سياسيا داخليا بدأه بزيارة السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع الحديث عن اتصالات ولقاءات ستكون واسعة خلال الأسبوع الذي سيمضيه في بيروت، وأبرز محطاته الأربعاء إحياء الذكرى الـ19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وسط حضور شعبي يواصل تيار المسقبل الإعداد له.
ورحب اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بعودة الحريري مستبشرين بـ”نيولوك” زعيم السنة في لبنان وآملين في مرحلة قادمة تأتي بانفراجة للوضع المتردي الذي يعيشونه، وجاء في تعليق:
ZiadAjouz@
وقال آخر:
#سعد_الحريري متغير… مثل هالبلد ما تغيرت (سعد الحريري لم يتغير، مثل هذا البلد الذي لم يتغير).
سعد في #لبنان… وإن شاء الله يجي معه السعد (وإن شاء الله تكون عودته فأْل خير).
14 فبراير موعدنا.
وعبرت مدونة:
JoumanaNammour@
وعلق حساب:
em_rend@
وفي أول ظهور سياسي له التقى الحريري في السراي الحكومي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. وتشمل اللقاءات عدداً من السفراء، ولاسيما السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وتضاربت الأنباء حول عودة الحريري إلى الحياة السياسية، إذ ذكرت مصادر مطلعة أنّ إطلالة الحريري أمام ضريح والده لن تتضمن “كلاماً سياسياً، وأنّ شيئاً جوهرياً لم يتغيّر” منذ إعلانه عام 2022 عزوفه عن ممارسة العمل السياسي. غير أنّ اللافت بالنسبة إلى العديد من اللبنانيين في ظهور الحريري هو التبدل الواضح في ملامحه، بينما يستعد جمهور تيار المستقبل للقاء زعيمه بعد غياب، مكرراً تمنياته بعودة الحريري إلى الحياة السياسية. ولم يُعرف ما إذا كانت الظروف السياسية الموضوعية المحلية والإقليمية تؤهله للعودة، ناهيك عن قراره الشخصي.
وقال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان إن “قدر سعد الحريري أن ينشئ دولة بعد أن وحد والده وطناً. وقدره أن يتابع المسيرة. هذا البيت، بيت رفيق الحريري الذي كان بوجوده يحمل كل أحلام اللبنانيين، وأصبح بعد استشهاده يحمل كل الرهان على سيادة هذا الوطن وعلى حريته ووحدته وكرامة الإنسان فيه واستكمال مشروع بناء الدولة والمؤسسات واستعادة لبنان لدوره في المنطقة والعالم، وهذا هو ما أراده رفيق الحريري”.
وفي يناير 2022 علّق الحريري الابن نشاطه السياسي وغادر البلاد، تاركا خلفه الطائفة السنية وتيار المستقبل بلا زعيم، فيما يتنقل بين فرنسا والإمارات.
وتدعي “الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين” أن سعد الحريري فقد أوراق سلطته، بحيث لم يعد يحظى بأي دعم من السعودية مالياً ودبلوماسياً، ولا يمكن لأي دعم أجنبي آخر، ولا حتى الدعم الفرنسي، إعادة سعد الحريري إلى وضعه الطبيعي. كما فقد نفوذه في تيار المستقبل الذي يترأسه، والعلاقات الباردة مع الرياض أثرت سلباً على التزاماته تجاه التيار ومؤسساته المختلفة. ويفتقر الحريري أيضا إلى آلة إعلامية قوية ضد حزب الله وحلفائه.