اللافتات بعد الهاشتاغات تطالب اللاجئين السوريين في تركيا بالرحيل

أنقرة - أثارت صور للافتات في مدينة بولو التركية تطالب اللاجئين السوريين بالمغاردة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. واللافتات أحدث حلقة في مسلسل العنصرية ضد اللاجئين، إذ تتصدر هاشتاغات باللغة التركية تدعو إلى طرد السوريين الترند على تويتر في تركيا.
وعلقت بلدية مدينة بولو لافتات تطالب اللاجئين بالعودة إلى بلادهم، وتعددت أماكن تعليقها في البلدة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 85 ألف شخص، بين الشوارع والساحات العامة. وكُتبت اللافتات بحجمٍ كبير باللغة العربية كي يتمكن اللاجئون السوريون من قراءتها بسهولة، مقابل كلمات صغيرة الحجم باللغة التركية على اللافتات نفسها.
وكُتِب على واحدة من بين عدّة لافتاتٍ عبارة “لا نرغب بكم، عودوا إلى بلدكم”، في حديقة تقع في بلدة بولو الواقعة شمال غربي تركيا والتي يرأس بلديتها تانجو أوزجان الذي ينتمي إلى حزب المعارضة الرئيسي في البلاد وهو “الشعب الجمهوري” الذي سبق له إحالة أوزجان العام الماضي إلى اللجنة التأديبية على خلفية اتخاذه قراراتٍ عنصرية ضد اللاجئين في البلدة، وكان من بينها فرض زيادةٍ في أسعار المياه المقدّمة لمنازل اللاجئين ورفع رسوم زفافهم إلى 100 ألف ليرة تركية (ما يعادل أكثر من 6200 دولارٍ أميركي).
اللافتات أحدث حلقة في مسلسل العنصرية ضد اللاجئين بعد التجييش ضدهم في الإعلام وعلى مواقع التواصل
وحملت اللافتات جميعاً اسم رئيس بلدية بولو، وظهرت فيها أخطاء إملائية باللغة العربية، لكن محتواها كان مفهوماً، فقد كُتب في واحدةٍ منها أيضاً “أنادي اللاجئين، قلتم قبل 11 عاماً إنكم أتيتم إلى بلدنا ضيوفاً، والشعب التركي يحاميكم بضيق استطاعته منذ سنوات. والآن طالت هذه الضيافة جداً، وتشاهدون الأزمة الاقتصادية في بلدنا”.
وكُتِب في اللافتة نفسها “شبابنا بلا عمل، وتعيش العائلات تحت حدّ الجوع. بهذه الشروط لم يبق لدينا خبز ولا ماء نتشاركه معكم. حان وقت سفركم إلى بلدكم كما أتيتم إلى تركيا. أنتم غير مرغوبٍ بكم، فارجعوا إلى بلدكم”.
ووثق رئيس بلدية بولو تانجو أوزجان تعليق اللافتة بفيديو نشره في صفحته على تويتر.
ومنذ نشر اللافتة قبل بضعة أيام تتوالى ردود فعل غاضبة وأخرى مرحبة على وسائل التواصل داخل تركيا وخارجها. وفيما يتداول مغردون أتراك اللافتات آملين أن يفهم السوريون الرسالة، انتقدها آخرون بشدة.
وسخر مغرد بأنه على رئيس البلدية طلب المساعدة من اللاجئين لكتابة اللافتات لتلافي الأخطاء.
وكتب معلق أنها “مثيرة للاشمئزاز”. وقال آخر إن بعض العرب يأتون للاستثمار والسياحة أيضا.
وكتب مغرد ساخرا أنه يجب إعادة جميع الإثنيات الأخرى التي حلت في تركيا في وقت من الأوقات لنفس الأسباب، ومنهم الشركس والداغستانيون.
واستغرب مغرد سوري من أن تركيا التي سمحت بسقوط حلب تريد الآن تحريرها لكي تعيد اللاجئين إليها.
ولا تتوقف دعوات ترحيل السوريين وإعادتهم إلى بلدهم على الأحزاب المعارضة فقط، فالرئيس التركي الذي يقود حزب “العدالة والتنمية” الحاكم أعلن في مطلع شهر مايو الحالي عن رغبته في إعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلدهم. وقال مغرد آخر إن قضية اللاجئين السوريين تحولت إلى مادة للمتاجرة، متهما أردوغان بـ”قبض الثمن” عن اللاجئين.
وأعلن مكتب المدعي العام في مدينة بولو عن فتح تحقيق ضد رئيس البلدية بتهمة “الكراهية والتمييز”، وأمر بإزالة اللافتة، بحسب موقع وكالة أنباء تركيا.
ولم يعر رئيس البلدية اهتماماً لهذه الدعاوى، وأكد خلال تصريحات صحافية أنه غير نادم على ما يقوم به.
وكان الرئيس التركي قد أعلن مطلع مايو أنه يحضّر لـ”عودة مليون” سوري إلى بلدهم على أساس طوعي. ويريد أن يواصل بدعم دولي تمويل إنشاء مساكن وبنى تحتية في شمال غرب سوريا، آخر منطقة معارضة لا تزال خارج سيطرة دمشق وتنشر أنقرة قوات فيها.
وتستضيف تركيا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري ويدعو عدد من أحزاب المعارضة التركية باستمرار إلى إعادتهم قسرا إلى سوريا، وهو ما يعارضه أردوغان.