اللاجئون السوريون في لبنان ضحية للشائعات كل مرة

السلطات اللبنانية تتهم إعلاما مغرضا وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بعرقلة عودة اللاجئين.
الجمعة 2022/12/09
طريق العودة مليء بالأخبار الكاذبة

عادت اتهامات الشائعات والأخبار الكاذبة حول اللاجئين السوريين في لبنان إلى الواجهة مع خطط الحكومة اللبنانية لإعادتهم إلى وطنهم، واعتبرت أن التشكيك في ضمان سلامتهم ليس إلا غايات مغرضة تعيق خططها.

بيروت - اتهمت السلطات اللبنانية “جهات معروفة” ببث شائعات حول مصير السوريين العائدين من لبنان إلى بلادهم، بهدف عرقلة عملية إعادتهم، لتكون الشائعات العنوان الأبرز لأزمة اللجوء في لبنان ومادة لتبادل الأطراف المختلفة الاتهامات.

وقالت المديرية العامة للأمن اللبناني، في بيان نشرته عبر حسابها على موقع تويتر إن “جهات معروفة تتخفى تحت أسماء وهمية” تحاول عرقلة الجهد السيادي اللبناني في عودة النازحين السوريين.

وأضاف البيان “دأبت منذ فترة جهات معروفة على بث شائعات وأخبار كاذبة، عما تزعمه من تعرّض نازحين سوريين، عادوا إلى ديارهم وفق خطة الأمن العام، للاعتقال والإخفاء والمضايقة، وما إلى ذلك من ادعاءات واضحة الأهداف”.

وألقت المديرية العامة باللوم على بعض المنظمات وحسابات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بـ”إطلاق حملة منظمة ومبرمجة، لا تستند إلى أي حقائق ووقائع ومعطيات، بهدف تفشيل الجهد الذي تقوم به الدولة اللبنانية وعرقلة تنفيذ قراراتها السيادية لإيجاد حل لهذه القضية التي تشكل خطرا داهما على اللبنانيين والسوريين على حد السواء”.

وقالت إن هذه المنظمات “تتحرك بأسماء مختلفة، وفق أجندات تعمل على بث الخوف والشك في نفوس النازحين حول العودة الطوعية من خلال رسم سيناريوهات لا تمت إلى الحقيقة والواقع بصلة، حتى وصل بهم الأمر إلى القول إن مصيرهم سيكون مجهولا إذا قرروا العودة إلى وطنهم”.

ورغم أن البيان لم يسمي هذه الجهات، إلا أن العديد من المنظمات الدولية حذرت من إعادة اللاجئين إلى بلادهم دون وجود ضمانات حقيقية لحمايتهم.

واستغرب ناشطون بيان المديرية العامة للأمن اللبناني الذي لم يجرؤ على تسمية “الجهات المعروفة” والرد على ما زعمته بإثباتات وبراهين أن الأخبار التي تناقلتها هي مجرد شائعات.

وقال مغرد:

لكن بدلا من الرد على التقارير التي أصدرتها المنظمات علانية وببيان رسمي، تساءلت مديرية الأمن العام في بيانها “فماذا يريد هؤلاء؟ وما هي غايتهم من هذا الإعلام المغرض؟ ولحساب من يعملون؟ وهل يريدون إبقاء السوريين خارج وطنهم نازحين؟”.

وتعهد الأمن العام اللبناني بأنه سيعمل على “منع كل الجهات المشبوهة من تحقيق أهدافها المؤذية، المبنيّة على هدم المجتمع اللبناني ووضعه في مواجهة إخوانه السوريين الذين تعرضوا لأكبر عملية تهجير من أرضهم”، مشددا على أنه سيواصل عمله “مع المعنيين في المجتمع الدولي ومع الحكومة السورية، للوصول إلى النتائج المرجوة لحل هذه الأزمة”.

ويبدو أن مديرية الأمن اللبناني تشير في اتهامها للمنظمات الدولية بنشر الشائعات إلى تعقيب ديانا سمعان نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية بالنيابة، التي ردت على الأنباء التي تفيد بأنَّ مديرية الأمن العام اللبناني ستبدأ في إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في إطار ما يُزعم أنها عملية طوعية، قائلة “تعمل السلطات اللبنانية على توسيع نطاق ما يسمى بالعودة الطوعية، وهي خطة قائمة منذ أربع سنوات، في وقت أصبح فيه من الثابت أنَّ اللاجئين السوريين في لبنان ليسوا في موقف يسمح لهم باتخاذ قرار حر ومستنير بشأن عودتهم بسبب السياسات الحكومية التقييدية المتعلقة بالتنقل والإقامة، والتمييز المتفشي، وعدم إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، فضلا عن عدم توفر معلومات موضوعية ومحدّثة حول الوضع الحالي لحقوق الإنسان في سوريا”.

الأخبار الكاذبة نجحت على مدى سنوات في تقليل حس التعاطف مع اللاجئين السوريين، وتحولت إلى نظرة عداوة تجاههم

وأضافت “إنَّ السلطات اللبنانية، بتسهيلها المتحمس لعمليات العودة هذه، تُعرّض اللاجئين السوريين عن علم لخطر التعرض لأشكال بشعة من الانتهاكات والاضطهاد عند عودتهم إلى سوريا. على لبنان احترام التزاماته بموجب القانون الدولي ووقف خططه لإعادة اللاجئين السوريين بشكل جماعي”.

وقال ناشطون ردا على هذا السجال إن اللاجئين يواجهون الشائعات والأخبار الكاذبة من جميع الأطراف التي تتقاذف الاتهامات حول المسؤولية عن مصيرهم، وهناك أصوات قوية في لبنان مصممة على تشويه سمعة اللاجئين وتحويلهم إلى فكرة مثيرة للخوف والبغضاء، وغالبا ما يكون هذا نتيجة الروايات والمشاعر التي تتمحور حول رهاب اللاجئين لاسيما في الظروف الاقتصادية السيئة التي يعاني منها لبنان المثقل بالأزمات.

وقد نجحت بعض الأخبار الكاذبة على مدى سنوات في التقليل من حس التعاطف مع اللاجئين السوريين، وتحولت في بعض الأحيان إلى نظرة عداوة تجاههم نتيجة تراكمات لأحداث سياسية سابقة.

وسبق أن ثّق ناشطون سوريون داخل مخيمات اللجوء قوافل عودة للاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم، وهم محمّلون بما تبقى من مقتنياتهم المتواضعة.

وأثارت مشاهد عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بعد أن مكثوا في لبنان لسنوات عدّة، موجة غضب وقلق على مصيرهم بين النشطاء عبر الفضاء الرقمي، مستخدمين هاشتاغ #أنقذوا_اللاجئين_السوريين_في_لبنان.

ووصف مسؤولون لبنانيون عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بـ“اليوم الوطني”، ما أثار انتقادات واسعة.

وقال صحافي:

من جانبه، غرّد الوزير اللبناني السابق طلال أرسلان قائلا “إعادة تنشيط عودة النازحين إلى بلادهم تحقق الخطة التي أقرت في مجلس الوزراء وتثبت من جديد ما قلناه منذ البداية إن الموضوع متوقف على قرار سياسي لبناني متحرر من الضغوط الدولية وهو ما لم يكن متوفرا في السابق”.

ويواجه اللاجئون تصرفات عدائية أو عنصرية خصوصا مع موجات التحريض والشائعات التي تطالهم خلال الأزمات المتفاقمة في لبنان. فمع انتشار شائعة انقطاع القمح والخبز، انتشرت على مواقع التواصل دعوات لعدم توزيع الخبز على السوريين، حتى بلغ الأمر ببعض الأفران لأن تسمح لشبان من المدن والقرى التي تعمل فيها، بتنظيم طوابير الخبز ومنع غير اللبنانيين من الحصول على الخبز.

ولطالما طالب لبنان عبر الحكومات المتعاقبة المجتمع الدولي بالمساعدة في إدارة هذا الملف لديه.

16