الكويت توقف تحويل اموال الجمعيات الى لبنان

الكويت - ذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية الاثنين أن السلطات أوقفت جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، مرجعة ذلك إلى "عدم استقرار لبنان على الصعيدين السياسي والمالي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، أن وزارة الخارجية أضافت لبنان إلى قائمة الدول الموقوف تحويل التبرعات إليها، بعد أيام على وقف الكويت تحويل أموال التبرعات الخيرية إلى إثيوبيا.
وأشارت إلى أن "وزارة الشؤون تلقت مخاطبة من وزارة الخارجية بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، عبر منظومة العمل الإنساني التابعة لها حتى إشعار آخر، وحتى استقرار الأوضاع".
وقالت المصادر إن "هناك تخوفا كويتيا من أن يعصف أي انهيار اقتصادي في بيروت بأموال التبرعات".
وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت الأربعاء عن مصدر أمني، لم تسمه، قوله إن السلطات قرّرت "التشدد" في منح تأشيرات للبنانيين "دون إصدار تعميم رسمي بذلك".
وقال المصدر الأمني الكويتي، الذي وصفته الوكالة بأنه مطّلع على القرار، "هناك قرار شفوي بالتشدد في إصدار التأشيرات السياحية والتجارية للبنانيين من دون وجود تعميم رسمي بذلك"، مضيفا "هناك تشدد وليس منعا".
وتأتي خطوات الكويت في خضم أسوأ أزمة دبلوماسية يعيشها لبنان، مع دول الخليج، منذ ظهور تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، سجلها في حوار تلفزيوني قبل توليه منصبه، انتقد فيها التدخل السعودي في اليمن ووصفه بـ"الاعتداء"، واعتبر أن المتمردين الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم".
وعلى إثر تصريحات قرداحي، استدعت السعودية سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها.
وتضامنا مع الرياض، قامت البحرين والكويت بالخطوة ذاتها، وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
والأحد قالت الرياض إنها لن تتعامل مع الحكومة اللبنانية، وذلك بعد يومين على تأكيد قرداحي أنه مستعد لبحث موضوع استقالته في حال وجود ضمانات بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.
ودأب اللبنانيون على توظيف الدعم الخليجي، وبالأساس السعودي، في حل الأزمات العاجلة كالتي تعترض البلاد الآن، مثل أزمة البنزين أو الكهرباء، كما وفّرت حركة السياحة الخليجية دعما قويا للبنان في مختلف أزماته.
ويقول مراقبون لبنانيون إن هناك قناعة لدى أغلب المسؤولين بأن الأزمة الحالية لن تمرّ بسهولة، وأن السعودية وبقية دول الخليج قد تغيّرت ولم تعد هي نفسها التي تعامل لبنان بعطف خاص وتغفل عن التصريحات والمواقف التي تسيء إليها، وأن اللبنانيين ضحية لصراع إقليمي جرهم إليه حزب الله وطبقة سياسية تعودت أن تنفذ أجندته دون نقاش أو دفاع عن مصالح البلد.