الكويت توقف إصدار التأشيرات للبنانيين

الكويت - كشفت وسائل إعلام كويتية عن إيقاف وزارة الداخلية إصدار جميع أنواع التأشيرات للبنانيين حتى إشعار آخر، وذلك على خلفية أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، التي تسببت في قطع العلاقات بين لبنان وبعض الدول الخليجية.
ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية، عن مصادر أمنية مطلعة، قولها إن "من لديهم إقامات داخل البلاد من اللبنانيين غير مشمولين بالقرار، ومن حقهم العودة إلى البلاد".
وأشارت إلى أن القرار يشمل وقف إصدار الزيارات بجميع أنواعها سواء كانت عائلية أو سياحية أو تجارية أو حكومية، وكذلك وقف سمات الالتحاق بعائل، إضافة إلى وقف سمات الدخول "فيزا العمل".
وكانت الكويت قد استدعت سفيرها من بيروت وطلبت من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة البلاد، احتجاجا على تصريحات قرداحي عن التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان حينها، إن "ذلك يأتي نظرا لإمعان لبنان واستمراره في التصريحات السلبية وعدم معالجة المواقف المرفوضة والمستهجنة ضد السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، وعدم اتخاذ حكومة لبنان الإجراءات الكفيلة بردع عمليات التهريب المستمرة والمتزايدة للمخدرات إلى الكويت وبقية دول المجلس".
وأوضحت آنذاك أنها "إذ تأسف لما آلت إليه الأمور، تؤكد حرصها على الأشقاء اللبنانيين المقيمين وعدم المساس بهم".
وكان قرداحي قد وضع بلاده في حرج مع السعودية وبعض دول الخليج، عقب مقابلة من إنتاج قناة الجزيرة تم بثها في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، واعتبر خلالها أن الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد ما قال إنه "اعتداءات السعودية والإمارات".
وأثارت التصريحات التي تبرأت منها الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية في البلاد الكثير من ردود الفعل المستهجنة، في لبنان نفسه، وفي اليمن، ودول الخليج والمنطقة العربية.
وردا على تلك التصريحات، طردت السعودية سفير لبنان وحظرت جميع الواردات اللبنانية إلى المملكة واستدعت سفيرها في وقت سابق من الشهر الماضي، كما اتخذت البحرين والكويت خطوات مماثلة، بينما سحبت الإمارات جميع موظفيها الدبلوماسيين.
ويأتي القرار الكويتي بعد أيام على سعي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي والذي زار لبنان الاثنين الماضي، لحلحلة الأزمة القائمة بين الجانبين، في حين أكد وجود "إحراز تقدم لحل الأزمة".
وقال زكي إن موضوع استقالة قرداحي كان مطروحا خلال اجتماعاته، وإن المسؤولين اللبنانيين الذين التقى بهم كانت لديهم "أجواء حريصة على العلاقة مع المملكة ودول الخليج ولا ترى أن الأزمة يجب أن تستمر أكثر من ذلك، وتعول على الحس الوطني للوزير المعني".
لكن قرداحي تمسك بمنصبه ورفض الاستقالة، بعدما كرر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي دعوته إليه بتحكيم ضميره و"اتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه وتغليب المصلحة الوطنية".