الكويت تعين سفيرا جديدا لها في إيران بعد سبع سنوات من سحب مبعوثها

وزير الخارجية الإيراني قريبا في الكويت بعد تعيين المنيخ.
الاثنين 2022/08/15
خطوة منتظرة

شكل تعيين الكويت سفيرا جديدا لها في إيران حدثا متوقعا، وسبق وأن جرى التمهيد له عبر تصريحات المسؤولين من كلا البلدين، وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات طالت رياحها العلاقات الخليجية – الإيرانية، وإن كان الأمر لم يصل حد قيام طهران بتغيير سياساتها في المنطقة.

الكويت- عينت الكويت سفيرا لها لدى إيران، حسبما أعلن البلدان الأحد، وذلك بعد أكثر من ست سنوات من استدعاء الكويت كبير مبعوثيها إلى طهران تضامنا مع السعودية التي قطعت العلاقات مع إيران في عام 2016.

وكان تعيين سفير كويتي لدى طهران أمرا متوقعا وجرى الاتفاق بشأنه منذ فترة، في ظل تغييرات تشهدها المنطقة، وانفتاح خليجي على سلك طريق الدبلوماسية مع طهران، على الرغم من أنه لم تطرأ أي تحولات على السياسة المثيرة للجدل للأخيرة في المنطقة. 

وحافظت الكويت طيلة السنوات الماضية على الحد الأدنى من العلاقة مع طهران، وحرصت على تجنب أي تصريحات تصعيدية، في ظل هواجس كويتية من أن توظف إيران الورقة الأمنية لزعزعة استقرار البلاد.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على موقعها على الإنترنت إن السفير بدر عبدالله المنيخ سلم أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران السبت. وأكدت وزارة الخارجية الكويتية تعيين منيخ مبعوثا لها لدى إيران.

محمد إيراني: وجود سفير كويتي في إيران يعد “فرصة ممتازة لتطوير العلاقات الثنائية

ويتوقع أن يقوم وزير الخارجية الإيراني خلال الأيام القليلة المقبلة بزيارة إلى الكويت، سبق وأن أعلن عنها مسؤولون إيرانيون.

وأكد سفير إيران لدى الكويت محمد إيراني في وقت سابق أن عودة التمثيل الدبلوماسي الكويتي إلى بلاده لدرجة سفير “أمر طبيعي لقوة العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصا في المجال السياسي بين المسؤولين الإيرانيين ونظرائهم في الكويت”.

واعتبر السفير الإيراني في تصريحات لصحيفة “الرأي” الكويتية في السادس والعشرين من يوليو الماضي أن وجود سفير كويتي في إيران يعد “فرصة ممتازة لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة بشكل أسرع، بما يخدم مصلحة البلدين”.

وتقلد السفير الكويتي الجديد العديد من المناصب الدبلوماسية، حيث عمل بداية كسكرتير أول بسفارة الكويت في لندن، قبل أن يتم نقله في عام 2010 إلى السفارة في بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا، وذلك في أثناء تولي الشيخ محمد صباح السالم الصباح وزارة الخارجية.

وتمت ترقية المنيخ إضافة إلى ستة عشر مستشارا في وزارة الخارجية إلى درجة وزير مفوض في عام 2019، وذلك على خلفية مساهماته القيمة حينما تولى منصب نائب مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، وتزامنت نيابته هذه مع عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن في الفترة 2018 – 2019.

وجاء تعيين المنيخ سفيرا جديدا للكويت لدى طهران بعد نحو أسبوعين من اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان مع نظيريه الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، والإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، تناول سبل تطوير العلاقات.

وقال مسؤول إماراتي كبير الشهر الماضي إن الإمارات تعمل على إرسال سفير إلى إيران في إطار سعيها لإعادة بناء الروابط مع طهران بعد سنوات من العداء.

وأوضح المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن بلاده مازالت تشارك مخاوفها بشأن أنشطة إيران الإقليمية، لكنها تريد العمل الجاد لإيجاد حلول دبلوماسية.

ويرى مراقبون أنه من غير المستبعد أن تعلن الإمارات في القريب عن تعيين سفير جديد لها في طهران، بعد الخطوة الكويتية. وشهدت العلاقات الخليجية – الإيرانية نقطة تحول في العام 2016، حينما قررت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية اقتحام  محتجين إيرانيين السفارة السعودية في إيران بعد أن أعدمت المملكة رجل دين شيعي بارز.

الكويت حافظت في السنوات الماضية على الحد الأدنى من العلاقات مع طهران، وحرصت على تجنب أي تصريحات تصعيدية

واستدعت الكويت مبعوثها إلى إيران فيما خفضت دول خليجية عربية أخرى مستوى العلاقات مع الجمهورية الإسلامية تضامنا مع المملكة.

ويقول المراقبون إن حادثة اقتحام السفارة كانت بالنسبة إلى الخليجيين النقطة التي أفاضت الكأس، حيث أن طهران تمادت في السنوات الماضية في سياستها المهددة لأمن المنطقة، مستخدمة في ذلك ميليشيات موالية لها على غرار حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، الذين وجهوا العديد من الهجمات التي طالت في وقت سابق من العام الحالي للإمارات لكنها ركزت بشكل أكبر على استهداف أراضي السعودية.

وبدأت السعودية محادثات مع إيران العام الماضي. وقال وزير خارجية المملكة إنه تم إحراز بعض التقدم في خمس جولات من المحادثات التي عُقدت بوساطة عراقية لكنه “ليس كافيا”.

3