الكويت تزيد إنتاج الوقود للإيفاء بالتزامات أوبك+

مؤسسة البترول تعرض شحنات إضافية عالية الكبريت حتى يونيو مستغلة تقلص الإمدادات الروسية.
الخميس 2024/03/21
الوضع تحت السيطرة

تسعى الكويت إلى الاستفادة من الاتفاق الطوعي لخفض الإنتاج داخل تحالف أوبك+ عبر زيادة مستويات إنتاج وشحن المشتقات النفطية وخصوصا الوقود الثقيل المستخدم في تشغيل الآلات الضخمة، بما يحقق لها عوائد أكبر ويجعلها منافسا مع كبار المنتجين.

الكويت- تراقب صناعة التكرير والمتعاملون في السوق عن كثب عطاءات زيت الوقود عالي الكبريت (الوقود الثقيل)، والذي من المتوقع أن يشهد تنافسا بين المنتجين ومن بينهم الكويت الساعية إلى احتلال مكانة بارزة مع تقلص الإمدادات الروسية.

وتستعد مصفاة الزور الكويتية، التي تنتج الوقود الثقيل، لأن تصبح من كبار المصدرين لتنافس شركات تكرير أخرى في آسيا مثل الهند والشرق الأوسط في مقدمتها السعودية وسلطنة عمان.

وزيت الوقود هو أحد الأجزاء الناتجة عن عملية التقطير المجزأ للنفط الخام، وبصفة عامة، هو أي منتج نفطي سائل ثقيل يحرق لتوليد الطاقة الكهربائية.

وتعكف مؤسسة البترول المملوكة للدولة منذ مطلع هذا العام على زيادة معالجة النفط الخام في ظل امتثال الدولة لتخفيضات الإنتاج. ومع دخول مشروع الزور الخدمة باتت الكويت تمتلك أربعَ مصافٍ تشمل الشعيبة وميناء الأحمدي وميناء عبدالله، مما رفع من الطاقة الإنتاجية اليومية.

الشيخ نواف الصباح: مصفاة الزور تعمل بأكبر قدر ممكن من النفط الثقيل
الشيخ نواف الصباح: مصفاة الزور تعمل بأكبر قدر ممكن من النفط الثقيل

وتتكون المصفاة التي تديرها الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) من ثلاث وحدات صغيرة، وتعتبر من أكبر منشآت معالجة النفط التي تتم إضافتها في المنطقة.

وتستطيع هذه المنشأة معالجة الأصناف الثقيلة والحامضة من الوقود وذلك بطاقة إجمالية تبلغ نحو 615 ألف برميل يوميا، بعد استكمال تشغيل وحدات الزور الثالثة والأخيرة في نهاية 2023.

وقال رئيس مؤسسة البترول الشيخ نواف الصباح في مقابلة مع وكالة بلوبمرغ على هامش مؤتمر سيرا ويك للطاقة، الذي تنظمه حاليا شركة ستنادرد آند بورز غلوبال في مدينة هيوستن الأميركية إن “المصافي تقوم حاليا بمعالجة 1.4 مليون برميل من الخام يوميا”.

وتوقع رفع المعدلات إلى نحو 1.6 مليون برميل “قريبا”، مشيرا إلى زيادة معدلات المعالجة تأتي في ظل “التزام الدولة بخفض إنتاج النفط بمقدار 135 ألف برميل يوميا بالتنسيق مع بعض أعضاء أوبك+”.

وتعني هذه الزيادة أن الكويت، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية والعراق قد تكون لديها كميات أقل من النفط لتصديره في المستقبل بعد تكثيف معدلات التكرير بمصفاة الزور الجديدة.

وبموجب اتفاق جديد هذا الشهر، مددت الكويت خفضها الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024، وفق نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط عماد العتيقي، الذي أكد أن إنتاج البلد سيبلغ في ضوء ذلك عند 2.4 مليون برميل يوميا.

ويتم الإيفاء بجزء كبير من التزام البلد الخليجي، الذي يعتمد بشدة على عوائد الوقود الأحفوري تجاه أوبك+ عن طريق تحويل المزيد من النفط الثقيل إلى الزور، إحدى أكبر المصافي في الشرق الأوسط إلى جانب مصفاة الدقم العمانية التي تم تدشينها قبل أسابيع.

وقال الشيخ نواف “تعمل مصفاة الزور بأكبر قدر ممكن من النفط الثقيل وما نحاول القيام به هو تعظيم أكبر قدر ممكن من النفط الثقيل في تلك المصفاة نظرا لأنه يولد صافي عائد أقل في السوق”. وأوضح أنه من خلال القيام بذلك يمكن للشركة تحرير المزيد من خام التصدير الكويتي، وهو درجة متوسطة، للزبائن مع زيادة أعمال المصافي.

عع

واتفقت السعودية وروسيا والكويت ودول أخرى على تمديد تخفيضات إنتاج النفط بحوالي مليوني برميل يوميا حتى يونيو المقبل في محاولة لتجنب الفائض العالمي ودعم أسعار النفط. وذكرت مصادر تجارية الأربعاء أن مؤسسة البترول الكويتية طرحت عطاء بعقود شبه محددة الأجل لعرض المزيد من الوقود الثقيل للتحميل في الفترة من أبريل إلى يونيو.

ويعتبر هذا ثاني عطاء بعقود شبه محددة الأجل في أسبوع واحد فقط، وذلك بعد أن أغلقت المؤسسة عطاء آخر بعقود شبه محددة الأجل للتحميل من مارس إلى يونيو خلال الأسبوع السابق.

وتكثف المؤسسة صادراتها من زيت الوقود خلال هذا العام، وهو ما يشمل شحنات فورية من زيت الوقود منخفض الكبريت من مصفاة الزور بما يعزز صادراتها وتعويض نقص بعض المنتجات النفطية.

وبدأت المصفاة المصممة لتكرير الخامات الثقيلة والمتوسطة أول وحدة لتقطير الخام بقدرة 205 آلاف برميل يوميا في سبتمبر 2022، وكانت تعمل بما يتراوح بين 70 و80 في المئة من طاقتها مع استقرار الإنتاج.

وقالت المصادر، التي لم تذكر رويترز هويتها إن “شركة التكرير تعرض أربع شحنات من زيت الوقود عالي الكبريت بِلُزُوجَة 380 حجم الواحدة، تبلغ 60 ألف طن للتحميل من الكويت خلال هذه الفترة”.

1.4

مليون برميل يوميا طاقة إنتاج المصافي الأربعة، ويتوقع أن يزيد إلى 1.6 مليون برميل قريبا

وتتوقع المصادر تحميل الشحنة الأولى في الفترة الفاصلة بين من 10 إلى 19 أبريل المقبل، على أن يتم تحميل الثانية في مايو وتحميل الشحنتين الثالثة والرابعة في يونيو. وسيكون تحميل الشحنات إما من ميناء الأحمدي أو ميناء عبدالله.

وأظهرت بيانات تتبع السفن من كبلر أن إجمالي صادرات زيت الوقود من الكويت، سواء المرتفع أو المنخفض في محتوى الكبريت، من المتوقع أن يبلغ قمة جديدة في مارس الحالي بعد بلوغه قمة في فبراير الماضي.

وتطمح الكويت، التي تعتمد على أكثر من 90 في المئة من إيرادات النفط الخام، لزيادة صادرات المنتجات المكررة إلى أسواق أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركتين بعدما غيرت العقوبات الغربية على موسكو طرق تجارة الطاقة عالميا.

وقال الشيخ نواف إن الكويت “ترسل المزيد من وقود الديزل إلى أوروبا للاستفادة من نقص الإمدادات العالمية”، بعد أن أدت هجمات الطائرات المسيرة إلى تعطل الإمدادات من المصافي الروسية.

وسيكون البلد في منافسة قوية مع جيرانه في منطقة الخليج وفي مقدمتهم السعودية والإمارات وسلطنة عمان، الطامحين بدورهم إلى الظفر بأكبر مكاسب من تصدير المشتقات النفطية بسبب العقوبات الغربية على الوقود الروسي، الذي دخل حيز النفاذ مطلع فبراير 2023.

ويحتل قطاع التكرير المركز الثاني في الاقتصادات الخليجية حتى بات يشكل أحد أهم الأنشطة التحويلية وموردا أساسيا للصناعات البتروكيميائية في العالم، إلا أن هناك تفاوتا من دولة إلى أخرى بالمنطقة في اعتمادها على هذا القطاع الحيوي.

10