الكوارث تلاحق إيران.. حرائق وانفجارات في ظروف غامضة

طهران - شهدت إيران خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية أربعة كوارث مختلفة تراوحت بين سقوط طائرة عسكرية وحريق مصفاة نفط وغرق سفينة عسكرية، لأسباب ظلت غامضة إلى حد الآن.
وتجدد نشوب حريق صباح الخميس في مصفاة "تندجويان" بمدينة شهر ري جنوب العاصمة الإيرانية طهران، بعد ساعات قليلة على إعلان السلطات الإيرانية السيطرة عليه.
وقال تقرير قناة "خبر" الإيرانية الحكومية إنه "بعدما تمكنت فرق الإطفاء من شبه السيطرة الكاملة على الحرائق المشتعلة في خزانات المصفاة منذ الأربعاء، اشتعلت النيران مجددا فيها".
وأشار التقرير إلى أن "الحرائق التي تجددت في المصفاة تشبه الحالة التي كان عليها الحريق مساء الأربعاء".
وأضاف أن "أسباب تجدد الحرائق في مصفاة تندجويان غير معروفة حتى الآن، رغم المحاولات التي بذلتها فرق الإطفاء الليلة الماضية وحتى فجر اليوم (الخميس)".
وكانت السلطات الإيرانية أعلنت الأربعاء عن اندلاع حريق ضخم إثر انفجار في خطوط للغاز السائل بمصفاة تندجويان، ونفت أي شبهة لوجود عمل تخريبي وراء الحادث الذي لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وقال منصور درجاتي، مدير عام الطوارئ في محافظة طهران، للتلفزيون الرسمي إن "الحادث نجم عن تسرب في أنبوب طوارئ للغاز المسال"، موضحا أن "انفجارا تسبب في الحريق الذي أسفر عن الدخان الذي يمكن مشاهدته".
وقضت الحرائق المشتعلة منذ الأربعاء على 18 خزانا في المصفاة، فيما قامت السلطات في طهران بإخلاء بعض المنازل القريبة من موقع الحادث.
وتشارك أكثر من 100 عربة إطفاء في عملية السيطرة على الحرائق وإخمادها.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" فإن المصفاة التي اندلعت فيها النيران تعمل منذ 1968، وهي مملوكة من شركة طهران لتكرير البترول، وتبلغ قدرتها 250 ألف برميل في اليوم.
وتقع المصفاة على تخوم المدينة الجنوبية في منطقة صناعية شاسعة تبعد بضع مئات من الأمتار فقط عن أحياء سكنية.
وأوضح شاكر خفائي، رئيس العلاقات العامة في مصفاة طهران، أنه لا احتمالية لأن يكون الحادث بسبب عملية تخريبية، موضحا أنه "بسبب مشاكل في عملية نقل الغاز وتتم الآن السيطرة على النيران، ولا معلومات دقيقة حتى الآن عن الأضرار المحتملة لهذا الحادث".
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة طهران لتكرير النفط حامد آرمان فر في تصريحات للتلفزيون الرسمي أيضا، أنه لا توجد احتمالية للتخريب بأي شكل من الأشكال.
وتمثل مصفاة طهران حوالي 15 في المئة من طاقة التكرير في البلاد، وتشمل منتجاته 1 في المئة من مادة البنزين، 16 في المئة الديزل، 30 في المئة زيت الغاز، 21 في المئة المازوت و5 في المئة منتجات بترولية أخرى.
وفي بداية تأسيسها كانت قدرتها على الإنتاج عند مستوى 85 ألف برميل يوميا وبعد ثماني سنوات بلغت قدرتها 120 ألف برميل، فيما وصلت قدرة الطاقة الإنتاجية حتى الآن إلى 235 ألف برميل من النفط.
وأعلنت البحرية الإيرانية الأربعاء أن سفينة إمداد يبلغ طولها أكثر من 200 متر غرقت في خليج عمان، بعدما كافحت فرق الإطفاء لساعات طويلة حريقا اندلع الثلاثاء على متنها.
وأصيب 20 شخصا بجروح مختلفة كانوا على متن السفينة أثناء احتراقها، وفقا لما ذكره مدير العلاقات العامة في القوة البحرية للجيش الإيراني بهزاد جهانيان.
والثلاثاء أيضا لقي طياران حربيان إيرانيان مصرعهما بسبب "مشكلة فنية" تعرضت لها طائرتهما المقاتلة، بحسب ما ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي.
وأوضح التلفزيون الإيراني أن الطائرة المقاتلة، وهي من طراز "أف - 5" تعرضت لمشكلة فنية في قاعدة دزفول الجوية، وتسببت في مقتل الطيارين.
والأسبوع الماضي أصيب 9 أشخاص على الأقل جراء انفجار تبعه حريق، في "مصنع للكيماويات والألعاب النارية" في إقليم أصفهان بوسط البلاد.
ونقلت وكالة "مهر" الرسمية للأنباء عن عباس عبدي، المتحدث باسم الطوارئ الطبية في أصفهان، قوله إن "سبب الانفجار بمصنع سيباهان نارغوستار للكيماويات لا يزال قيد التحقيق".
وفي 8 مايو الجاري وقع حريق واسع عند مدخل مدينة بوشهر جنوب البلاد التي تضم محطة "بوشهر" النووية، فيما تعرض مفاعل "نطنز" لانفجار غامض في يوليو الماضي، وصفته السلطات بأنه "عملية تخريب" تستهدف البرنامج النووي الإيراني.