الكنيسة القبطية تتبرأ من تصريحات كاهن سابق أساء للإسلام

ردود فعل غاضبة في مصر عقب تداول مقطع فيديو للكاهن السابق زكريا بطرس هاجم فيه النبي محمد واعتقد أن المسلمين يكتشفون يوميا أخطاء للرسول.
الأحد 2021/11/14
الكنيسة ترفض أساليب الإساءة والتجريح لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة

القاهرة - تبرأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القاهرة السبت من تصريحات مسيئة للإسلام والمسلمين للكاهن المصري السابق زكريا بطرس، مؤكدة أن صلتها به انقطعت منذ 18 عاما.

وعادت فيديوهات الكاهن السابق الذي يحمل الجنسيتين المصرية والأميركية إلى الواجهة، وسط ردود فعل غاضبة على أحاديثه في مقاطع، اتسمت بنبرة هجومية على الإسلام والمسلمين.

وتصدر وسم هاشتاغ #عاقبوا_زكريا_بطرس و#إلا_رسول_الله قائمة الوسوم الأكثر انتشارا في مصر، بعد التغريدات التي انهالت من مستخدمين لتويتر، بمن فيهم شخصيات عامة، ردا على ما اعتبروه إساءات للنبي محمد.

وحسب موقع "صدى البلد"، أطل بطرس عبر إحدى القنوات الدينية المسيحية، مهاجما النبي محمدا، كما اعتقد في كلامه أن "المسلمين يكتشفون يوميا أخطاء للرسول".

ولم يتضح بعد السبب وراء إعادة انتشار فيديوهات بطرس (87 عاما) الذي كان يقدم، منذ أكثر من عقد مضى، برامج على قناة دينية مسيحية اتهمت بتوجيه إساءات للإسلام وللمسلمين قبيل إغلاقها.

وعلقت الكنيسة الأرثوذكسية على انتشار الفيديوهات لتؤكد أن صلتها ببطرس قد انقطعت منذ أكثر من 18 عاما، معبرة عن رفضها لـ"أساليب الإساءة والتجريح لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة". وأضافت "نحن نحفظ محبتنا واحترامنا الكامل لكل إخوتنا المسلمين".

والكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم كنائس العالم، وهي أكبر كنيسة في مصر التي تسكنها أغلبية مسلمة، ويوصف أتباعها بالأقباط الأرثوذكس تمييزا لهم عن الأقباط الذين تحولوا إلى الكاثوليكية والأقباط الشرقيين ومعظمهم روم.

وقالت الكنيسة "كان كاهنا في مصر وتنقل بين عدة كنائس، وقدم تعليما لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية لذلك تم إيقافه لمدة، ثم اعتذر عنه، وتم نقله إلى أستراليا ثم المملكة المتحدة حيث علم تعليما غير أرثوذكسي أيضا، واجتهدت الكنيسة في كل هذه المراحل لتقويم فكره".

وأضافت "الكاهن السابق قدم طلبا لتسوية معاشه من العمل في الكهنوت، وقبل الطلب المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ الحادي عشر من يناير 2003، ومنذ وقتها لم يعد تابعا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو يمارس فيها أي عمل من قريب أو بعيد".

وتابع البيان "بعدها ذهب إلى الولايات المتحدة واستضاف البعض اجتماعاته في بيوت وفنادق، وحذرت إيبارشية لوس أنجلس شعبها من استضافته وقتها".

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي انهالت ردود الفعل المستجهنة لفيديوهات بطرس، بينما تخوف البعض من أن تؤدي المقاطع إلى مشاحنات طائفية في مصر التي يشكل أقباطها أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط.

وتعليقا على ذلك، قال الإعلامي عمر أديب "مصر تخطت تلك المرحلة، ولا يوجد بها أقليات أو فتنة طائفية، هذا الشخص قال كلاما حقيرا، ويجب أن نحذر من خروجه في هذا التوقيت".

وكتب الصحافي المصري محمد الدسوقي رشدي على حسابه عبر فيسبوك "مؤكد إن اللي بينشر هوجة زكريا بطرس، لا فارق معاه نبي ولا بغي ولا أي حاجة خالص.. يقينا إحنا قدام لعبة إعادة تدوير نفايات هدفها الخلخلة والعودة لوتر الطائفية".

وحذر محمد الباز، رئيس جريدة "الدستور" المصرية، من "أي محاولة لزرع فتنة جديدة بين المسلمين والمسيحيين في مصر بسبب تصريحات زكريا بطرس"، مؤكدا أن "علاقة المسلمين والمسيحيين منذ 2013 مبنية على المحبة الحقيقية".

وأضاف الباز أن "أعداء الوطن عندما فشلوا في زرع فتنة بين الشعب والشرطة والجيش، يحاولون الآن زرع فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين"، لافتا إلى أن "تصريحات بطرس المسيئة للإسلام قديمة جدا، وهناك من حاول إعادة نشرها لزرع الفتنة".