الكنائس الأرثوذكسية ضحية للحرب الأوكرانية - الروسية

بطريرك روسيا يؤكد دعمه الصريح للهجوم الذي يشنّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.
الاثنين 2022/05/30
الحرب تستعر داخل الكنائس

موسكو - قطعت كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو الروابط مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، معلنة “الاستقلال الكامل” في خطوة تاريخية مناهضة للسلطات الروحية في روسيا.

أكّد بطريرك موسكو كيريل الأحد أنّه “يتفهّم” قرار كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية. وقال البطريرك كيريل خلال قدّاس الأحد في “كاتدرائيّة المسيح المخلّص” في موسكو “نتفهّم جيّدا معاناة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، نفهم أنّه على غبطة المتروبوليت أونوفري (رئيس الكنيسة) وأساقفته التصرّف بأكبر قدر من الحكمة كي لا يعقّدوا حياة رعيّتهم”.

وجاء في بيان لكنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية - بطريركية موسكو عقب جلسة حول “العدوان” الروسي “نخالف بطريرك موسكو كيريل موقفه… حول الحرب”، معلنة “الاستقلال الكامل واستقلالية الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية”.

الخطوة تكرس انشقاقا هو الثاني بعدما انفصل قسم من الكنيسة عن موسكو في 2019 على خلفية دور الكرملين في أوكرانيا

وقال ناطق رسميّ باسم الكنيسة الأوكرانية إنّ المجتمعين شددوا على رفضهم الكامل لموقف بطريرك روسيا الذي عبّر عن دعمه الصريح للهجوم الذي يشنّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وأثارت تصريحات كيريل دعوات في الغرب إلى فرض عقوبات عليه وتحذيرا شديد اللهجة من البابا فرنسيس الذي دعاه إلى الكف عن القيام بدور “خادم مذبح بوتين”.

ووبخت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البابا فرنسيس لاستخدامه لهجة خاطئة بعد أن حث البطريرك كيريل على ألا يصبح “خادم مذبح” الكرملين، محذرة الفاتيكان من أن مثل هذه التصريحات ستضر بالحوار بين الكنائس.

وقال فرنسيس لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية إن كيريل، الذي دعم حرب أوكرانيا، “لا يمكن أن يصبح خادم مذبح الرئيس بوتين”.

وقالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إنه من المؤسف أن يتحدث فرنسيس بهذه اللهجة بعد شهر ونصف شهر من حواره المباشر مع كيريل.

ومضى بعض رجال الدين التابعين للكنيسة في موسكو أبعد من ذلك، فوقّع المئات عريضة عبر الإنترنت تطالب بأن يواجه البطريرك كيريل محكمة دينية.

ومنذ هجوم الرابع والعشرين من فبراير، وقفت قلة من رجال الدين في الكنيسة الروسية التي يبلغ عدد أتباعها 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ضد حملة الكرملين العسكرية.

بل بالعكس، ضاعف رئيسها البطريرك كيريل العظات المؤدية للهجوم الروسي داعيا إلى “الالتفاف” حول السلطة لدحر “أعداء” الوحدة التاريخية بين روسيا وأوكرانيا.

ومنذ تعيينه في 2009، يؤيد كيريل تحالفا مطلقا مع نظام بوتين باسم قيم محافظة في وجه دول غربية غير مؤمنة برأيه.

والكنيسة الأرثوذكسية الروسية الحالية تحكمها سلطة هرمية جدا وكانت تخضع لسيطرة الاستخبارات في حقبة الاتحاد السوفيتي. وهي لم تشجع يوما النقد لكن مازال فيها بعض الخارجين عن خطها.

منذ هجوم الرابع والعشرين من فبراير، وقفت قلة من رجال الدين في الكنيسة الروسية التي يبلغ عدد أتباعها 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم

وتكرّس الخطوة انشقاقا هو الثاني الذي يسجّل في أوكرانيا في السنوات الأخيرة، بعدما انفصل قسم من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن موسكو في العام 2019 على خلفية الدور الذي يضطلع به الكرملين في أوكرانيا.

وحصلت أوكرانيا على إذن من الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم بتأسيس كنيسة مستقلة عن موسكو في عام 2019 مما أنهى بشكل كبير علاقات دينية استمرت قرونا بين البلدين.

ومع ذلك اختارت كثير من الأبرشيات، خاصة في شرق أوكرانيا، البقاء تحت مظلة كنيسة بطريركية موسكو الأرثوذكسية الأوكرانية.

وفي عام 2020 أظهر مسح أجراه مركز رازومكوف الذي يتخذ من كييف مقرا له أن 34 في المئة من الأوكرانيين عرفوا أنفسهم بأنهم من رعايا الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الرئيسية بينما قال 14 في المئة إنهم أعضاء في كنيسة بطريركية موسكو الأرثوذكسية الأوكرانية.

وقبل قرار الأسبوع الماضي تركت أكثر من 400 أبرشية كنيسة بطريركية موسكو الأرثوذكسية الأوكرانية.

وتكتسي أوكرانيا أهمية كبرى بالنسبة إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي يقع بعض من أهم أديرتها في الأراضي الأوكرانية.

وكانت بطريركية القسطنطينية المسكونية ومقرها إسطنبول أثارت غضب روسيا باعترافها باستقلالية الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

5