الكشف المبكر مهم لتحديد الإصابة بالتوحد

تكرار نطق الكلمات وإظهار حساسية مفرطة تجاه الصوت واللعب غير النمطي أعراض تدل على الإصابة بالتوحد.
الاثنين 2021/04/05
اختبارات النموّ المتخصصة ضرورية

كليفلاند - يساعد التدخل المبكر والكشف عن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد الملايين من هذه الفئة في جميع أنحاء العالم على اكتساب المزيد من المهارات المناسبة للنمو وتعزيز الاستقلال وتسخير قدراتهم الفريدة، وذلك وفقا لخبيرة طبية من المستشفى الأميركي المرموق “كليفلاند كلينك للأطفال”.

وأكّدت الدكتورة سينثيا جونسون مديرة مركز التوحّد في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال أن الكشف والتدخل العلاجي المبكرين يؤديان إلى نتائج أفضل، موضحة أن الجهد التوعوي من شأنه أن يلغي ما يُعتبر “عيبا” يوصم به من تُشخص إصابتهم باضطراب طيف التوحّد.

وقالت إن “الآباء ينظرون إلى أطفالهم باعتبارهم موهوبين فريدين، ونحن من جهتنا نؤكّد أن تحديد اضطراب طيف التوحد وعلاجه ينبغي ألا يغيّرا من نظرتهم تلك، بل يساعدان الأطفال على التكيّف والاستفادة من قدراتهم الفريدة عبر تسخيرها بالطريقة المثلى”.

ويُعدّ اضطراب طيف التوحّد أحد أكثر اضطرابات الطفولة شيوعا؛ إذ تُقدر منظمة الصحة العالمية أن طفلا من بين كل 160 طفلا في العالم مصاب باضطراب طيف التوحد.

ويتألّف اضطراب طيف التوحّد من عنصرين رئيسيين؛ نقص أو ضعف في قدرات التواصل الاجتماعي، ووجود سلوكيات تقييدية أو متكررة، وبالإمكان التعرّف على ذلك خلال وقت مبكر في السنة الأولى من حياة الطفل.

وبينما لا يوجد سبب طبي معروف للتوحد تشير الأبحاث إلى أن هناك مزيجا من عوامل جينية وبيئية متعدّدة تشكّل مخاطر محتملة تؤدي إلى التوحد، مثل كِبر سنّ الوالدين والولادة المبكرة والملوثات البيئية. ويمكن أن يحدث التشخيص من خلال إجراء مقابلات مع الوالدين والمعلمين، إلى جانب اختبارات النموّ المتخصصة.

الأطفال الذين يعانون من طيف التوحّد بوسعهم استخدام أجهزة لوحية خاصة بالنطق لتحسين مهارات التواصل

ودعت الدكتورة جونسون الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار إلى مراقبة جوانب معيّنة في أطفالهم مثل تأخر النطق وظهور أساليب غير معتادة في التواصل، مشيرة إلى احتمال أن تشمل أعراض التوحد التكرار في نطق الكلمات والعبارات، وعدم تقليد أفعال الآخرين وعواطفهم، واللعب غير النمطي والمتكرر والمقيد، والاستغراق في نمط حركي متكرر مثل هزّ اليد أو نقر الأصابع، علاوة على إظهار حساسية مفرطة تجاه الصوت.

وأضافت “كلما تمكّنا من تحديد اضطراب طيف التوحد في وقت مبكر زادت احتمالات النجاح في علاج الأطفال بسرعة وإيقاف سلسلة من الاضطرابات قبل أن تتطور”.

يُذكر أن الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد يظلون أكثر عرضة للإصابة بنوبات صرع ومشاكل في الجهاز الهضمي والتغذية واضطرابات النوم والقلق.

ويركز المختصون على العلاج السلوكي الفردي وتدريب الآباء على تعزيز المهارات الاجتماعية لأطفالهم. وتشهد الحلول التقنية أيضا زيادة في الإقبال بين المرضى، وفقًا للدكتورة جونسون التي قالت إن بوسع الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحّد استخدام أجهزة لوحية مزودة بتطبيقات خاصة بالنطق لتحسين مهارات التواصل والمفردات متعددة الكلمات.

وقد يكون من الملائم كذلك تعلّم المهارات الاجتماعية من روبوتات تتمتع بتعبيرات مرحة ومبسّطة، نظرا لعدم شعور العديد من المصابين بطيف التوحّد بالراحة وسط غيرهم من الأشخاص.

وغالبا ما تُستخدم الأدوية لعلاج السلوكيات التخريبية وضعف الانتباه وفرط النشاط.

وانتهت الدكتورة جونسون إلى أن العديد من المصابين يرغبون في أن يكونوا اجتماعيين وأن يصبحوا جزءا من مجتمعهم، لكنها أشارت إلى أن حاجتهم قد تقتصر على تطوير مهارات اجتماعية مناسبة لسنهم وتقليل السلوكيات المقيدة، وأضافت “يمكن أن يُساعد العلاج الطبي وتحليل السلوك التطبيقي المرضى على أن يصبحوا أكثر استقلالية”.

21