الكرملين يقرّ بارتكاب أخطاء بشأن جهود التعبئة للقتال في أوكرانيا

موسكو - أكّد الكرملين حصول أخطاء في عمليات استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط للمشاركة في القتال في أوكرانيا، مشدّدًا على أن السلطات لم تتخذ قرارًا بشأن إغلاق الحدود أمام الرجال في سنّ القتال، في وقت يفر فيه الكثير من الروس من البلاد.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين “سجلت حالات تم فيها انتهاك مرسوم الاستدعاء” معربًا عن الأمل في “أن تصحح هذه الأخطاء”.
وأكدت السلطات أن تعبئة 300 ألف عنصر احتياط لا تعني سوى الأشخاص الذين لديهم خبرة عسكرية أو المهارات المطلوبة.
وتمّ تسجيل عدد كبير من حالات استدعاء أشخاص كبار في السنّ أو مرضى أو دون خبرة وكذلك تلاميذ.

دميتري بيسكوف: سجلت حالات تم فيها انتهاك مرسوم الاستدعاء
وأثار قرار التعبئة منذ أن أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، تظاهرات وأدى إلى توقيف آلاف الأشخاص.
واختار روس كثيرون الفرار من البلاد، نظرًا إلى التدفق المتزايد إلى حدود جورجيا وكازاخستان وفنلندا ومنغوليا، فضلا عن إقبال كبير على تذاكر السفر جوًا، ما زاد من منع روسيا الرجال في سنّ القتال من السفر.
وشدد الناطق باسم الكرملين على أن السلطات “لم تتخذ قرارًا” بشأن إغلاق الحدود لهذه الفئة من المواطنين.
وخرجت في الأيام الأخيرة تظاهرات في العديد من المناطق المحرومة ضد التعبئة الجزئية والفوضوية في بعض الأحيان.
ومنذ إعلان التعبئة في 21 سبتمبر الجاري، تتدفق أيضا حشود من الروس على حدود البلاد والمطارات.
ووثقت تقارير متعددة تلقي من لم تسبق لهم الخدمة في الجيش أوامر استدعاء، خلافا لتعهد وزير الدفاع سيرجي شويجو بأن أولئك الذين لديهم مهارات عسكرية خاصة أو خبرة قتالية فقط سيُستدعون، ما دفع شخصيات موالية للكرملين إلى التعبير علنا عن قلقها.
وعبر ما يقرب من 17 ألف روسي الحدود إلى فنلندا مطلع الأسبوع، وفقا لما أعلنته السلطات الفنلندية، بينما قالت وسائل إعلام رسمية روسية إن مدة الانتظار المتوقعة لدخول جورجيا بلغت في وقت ما الأحد 48 ساعة، مع اصطفاف أكثر من ثلاثة آلاف مركبة.
وكان السناتور الروسي سيرغي تسيكوف قد دعا في وقت سابق الاثنين إلى إغلاق الحدود أمام الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا.
وتستعدّ روسيا لضمّ أربع مناطق في أوكرانيا بعد انتهاء الثلاثاء “استفتاءات” الضمّ التي ندّدت بها أوكرانيا والدول الغربية.
واعتُقل ما لا يقل عن 100 شخص في احتجاج ضد التعبئة في منطقة داغستان بجنوب روسيا مما يؤكد الغضب من قرار الرئيس فلاديمير بوتين بإرسال مئات الآلاف من الأشخاص للقتال في أوكرانيا.
وأشعلت أول تعبئة عسكرية في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية والتي أعلن عنها بوتين يوم الأربعاء احتجاجات في عشرات المدن في أنحاء البلاد.
ويبدو أن الغضب الجماهيري قوي في مناطق الأقليات العرقية الفقيرة مثل داغستان التي يغلب المسلمون على سكانها والمطلة على بحر قزوين في منطقة شمال القوقاز الجبلية.
وقال مرصد “أو في دي” المستقل لحقوق الإنسان إنه تم اعتقال ما لا يقل عن 100 شخص في محج قلعة عاصمة داغستان.
وظهرت في العشرات من المقاطع المصورة التي بُثت الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي مواجهات مع الشرطة في محج قلعة عاصمة داغستان وهتف المحتجون “لا للحرب”.
كما ظهرت في مقطع مصور مجموعة من النساء تطارد رجل شرطة في حين ظهرت في مقاطع أخرى اشتباكات عنيفة جلس خلالها رجال شرطة على محتجين خلال محاولات لإلقاء القبض عليهم.
وقال مرصد “أو في دي” إنه قلق إزاء لقطات “الاعتقالات شديدة القسوة” المنشورة من محج قلعة.
وكانت الشرطة قد أطلقت في وقت سابق، أعيرة نارية في الهواء بعد أن أغلق عشرات المحتجين في قرية بداغستان طريقا رئيسيا احتجاجا على إجراءات اتخذها مسؤولون أفادت تقارير بأنهم استدعوا أكثر من مائة شاب من القرية التي يسكنها 8 آلاف نسمة لأداء الخدمة العسكرية.
وحتى الآن دفعت داغستان ثمناً باهظاً للحرب الأوكرانية المستمرة منذ سبعة أشهر إذ قُتل 301 على الأقل من سكانها بحسب إحصاء للخدمة الروسية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وهو أكبر عدد من القتلى في أي منطقة روسية وعشرة أمثال عدد القتلى من بين سكان موسكو التي يقطنها خمسة أمثال عدد السكان في داغستان.
والتجمعات غير المُصرح بها تخالف قانون منع الاحتجاجات في روسيا كما يندر حدوثها خارج المدن الكبيرة.