الكرملين يشيد بالعلاقة مع الرياض ضمن أوبك+: بناءة وقائمة على الثقة

موسكو - قال الكرملين الخميس إن علاقات روسيا مع السعودية بناءة وقائمة على الثقة. وبدا التصريح ردا على تقارير غربية تحدثت عن انزعاج سعودي بسبب خرق موسكو لاتفاق أوبك+. وكانت السعودية اتفقت مع روسيا ضمن التكتل النفطي على خفض جديد لإنتاج النفط في أبريل الماضي، لكن موسكو التي تخوض معركة استنزاف في أوكرانيا، لم تلتزم على ما يبدو بنص الاتفاق الذي يفرض عليها خفض 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري.
وبحسب تقرير لصحيفة "ول ستريت جورنال"، فقد استفادت موسكو من صعوبة مراقبة إنتاجها بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها، حيث يتم تهريب النفط الروسي إلى شرق آسيا بشكل تصعب معه معرفة الكميات المعروضة والأسعار التي يتم بيعه بها.
ووضعت السعودية نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة بسبب سياسة خفض الإنتاج. ويقول الأميركيون إن هذا يخدم روسيا وإن المملكة تساعدها بهذا الخفض على زيادة عائداتها من النفط ما يمكنها من تمويل الحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي اتهم فيه نواب في الكونغرس الرياض بأنها تساهم في هذا التمويل من خلال تمسكها بالحفاظ على الأسعار مرتفعة.
ويرى مراقبون أن روسيا بالتفافها على اتفاق أوبك+ بشأن خفض الإنتاج قد خلقت أزمة ثقة مع المملكة، وأن ذلك قد تكون له تداعيات على العلاقات التي تجمع بين البلدين في مجالات أخرى.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردا على سؤال عن العلاقات مع السعودية قبل اجتماع جديد لأوبك+ إنها "بناءة وقائمة على التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة وعملية للغاية". وتقول روسيا إنها متمسكة بخفض الإنتاج كما خُطط له، لكن المحللين يشككون في الأرقام التي تعلنها موسكو.
وتتجه نظرات السوق إلى بيانات تتبع الناقلات بما أن موسكو أوقفت التقارير الرسمية عن مستويات إنتاجها. وتشير البيانات إلى أنه حتى لو واصلت روسيا التزامها بخفض الإنتاج، فإن إمداداتها النفطية إلى الأسواق الدولية تستمر في الارتفاع، وخاصة في الأسواق الآسيوية الرئيسية التي طالما هيمنت عليها المملكة العربية السعودية وغيرها من المنتجين في الشرق الأوسط.
وينتظر أن يعقد الأحد اجتماع جديد لممثلي تحالف أبوك+، واستبعدت مصادر من داخل التكتل إمكانية حدوث تخفيضات جديدة على الرغم من تراجع أسعار النفط إلى نحو 70 دولارا للبرميل. وتضخ أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاء بقيادة روسيا، قرابة 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط وتزود سوق صادرات الخام بنحو 60 في المئة من احتياجاتها، مما يعني أن لقراراتها تأثيرا كبيرا على الأسعار.
وتجاوزت تخفيضات المجموعة أهدافها في الآونة الأخيرة، فيما يرجع أساسا إلى قدرة الإنتاج المحدودة لدى نيجيريا وأنغولا المنتجتين للنفط في غرب أفريقيا. وأظهر مسح أن البلدين لم يحققا أهدافهما الإنتاجية مجتمعة بفارق 600 ألف برميل يوميا في مايو الماضي، في حين تسبب توقف الإنتاج في إقليم كردستان بشمال العراق في تراجع إنتاج البلاد 220 ألف برميل يوميا عن المستوى المستهدف الشهر الماضي.
ورفع الإعلان المفاجئ عن تخفيضات الإنتاج في أبريل أسعار خام برنت القياسي تسعة دولارات للبرميل ليتجاوز 87 دولارا على مدى الأيام التي تلت ذلك، لكن الخام خسر تلك المكاسب منذ ذلك الحين وتراجع سعره إلى ما دون 73 دولارا تحت وطأة مخاوف تتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي وتأثيره على الطلب على الوقود.
وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنه سيبقي البائعين على المكشوف "متألمين" ودعاهم إلى "الحذر"، مما أثار تكهنات بأنه يحذر من تخفيضات إضافية للإمدادات. وصرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في وقت لاحق بأنه لا يتوقع أي خطوات جديدة من تحالف أوبك+ في فيينا، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام روسية.
ولم يعلق الكرملين الخميس على ما قد يسفر عنه الاجتماع الوزاري المنتظر. وقال مصدر في أوبك+ “في هذا الوقت بالتحديد، لا تغيير في ما يخص الاجتماع لكن كالعادة، ووفقا لمزاج البعض، فإن كل شيء قد يتغير”. وكررت ثلاثة مصادر أخرى هذا الكلام وطلبت جميعا عدم نشر أسمائها. وقال مصدران آخران إن من السابق للأوان التأكد مما قد ينتهي إليه الاجتماع.