الكتّاب العرب في صف فلسطين
أبوظبي - أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب “وثيقة السعديات” في ختام مؤتمره السابع والعشرين الذي عقد بمنطقة السعديات بأبوظبي، على مدى أربعة أيام، بحضور 16 هيئة ثقافية عربية، وأعضاء في الاتحاد العام.
وتؤكد الوثيقة على المواقف الأساسية التي يتبناها الاتحاد، تجاه القضايا العادلة للوطن العربي، وفي مقدمتها قضية تحرير فلسطين العربية، ورفض كل أشكال التطبيع والتركيز على القضايا التي تتعلق بالثقافة، وبالحقوق المادية والأدبية للأدباء والكتاب العرب، وقضايا الحريات العامة والخاصة، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير.
وعُقدت على هامش اجتماعاته ندوة فكرية بعنوان “الثقافة وبناء الهوية بين الأنا والآخر”، بالإضافة إلى مهرجان شعريّ حمل اسم الشاعر الإماراتي الراحل ناصر جبران (1953 2017-)، شارك فيهما باحثون وشعراء من مختلف الدول العربية .
وأكد الحضور على دور الأديب والكاتب العربي المحوري في مختلف المراحل والذي تتضاعف أهميته الآن في هذه المرحلة، التي يخيل للمتأمل فيها أنها تؤدي، لا محالة، إلى المتاهة أو المجهول، مما يؤسس، بالضرورة، إلى تكريس وعي الكاتب العربي بأمته وآلامها وأمالها.
ودعا الأدباء والكتاب إلى تعزيز أفكار النهوض والتجديد والتطوير، والتحليق بها عاليا عبر جناحي الحرية والحوار، وبينهما إدخال المدارس والجامعات العربية في تقدم العصر وروحه، مع تحقيق التوازن مع الأصالة والتراث.
وأكدوا أن هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها أمتنا العربية من جهات عدة توجب التجمع لا التفرق، وإن اختلفت الأفكار والقناعات، بعيدا عن لغة العنف والكراهية والتخوين، وهي لغة أنتجها، أكثر من أي وقت مضى، غياب ثقافة التسامح، وحضور خطاب الإقصاء والهويات الصغرى على حساب الهوية الوطنية الجامعة، وتحت شعار الدولة الوطنية العادلة.
وشددوا على أن فلسطين هي القضية العربية المركزية الأولى وهذا مبدأ راسخ لدى الأدباء والكتاب والمثقفين العرب، كرسوخه في ضمائر أمتنا العربية من الخليج إلى المحيط.
وجدد الأدباء والكتاب العرب، أعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رفضهم القاطع مجمل أشكال التطبيع الثقافي مع الاحتلال الإسرائيلي لما يمثله من خروج على إجماع الأدباء والكتاب والمثقفين العرب في كل مكان.
ورأى الأدباء والكتاب العرب أن الثقافة تجمع ما تفرقه السياسة وأن الاشتغال الثقافي والفكري يجب أن يكون هاجسهم في المرحلة المقبلة، سعيا إلى تمكين شباب الأدباء والكتاب، وتحقيق التواصل الثقافي بين الأجيال على الوجه الأكمل.
ودعوا الحكومات العربية إلى وضع نهضة الثقافة العربية في واجهة أولوياتها، وعدم الفصل القسري التعسفي بين الثقافة من جهة والتربية والتعليم والتنمية من جهة ثانية، والارتقاء بمحتوى مناهج التعليم ووسائل الإعلام. وإعادة ترتيب الأولويات في شكلها الصحيح، بما يخدم وعي الإنسان العربي في الحاضر وإعداده للمستقبل.